• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
غابت عن موائد العائلات البليدية خلال شهر رمضان في العقود الأخيرة، الشاربات التقليدية التي كانت تحضر أساسا من الليمون و مواد طبيعية أخرى، وكان يقصدها الصائمون من مناطق بعيدة لاقتنائها، وحلت محلها اليوم الشاربات المستحضرة من مواد مصنعة.
طالما اشتهرت في العقود السابقة منطقة المتيجة بالشاربات التي نقلها الأندلسيون معهم عندما استوطنوا بالمنطقة وطوروا بها زراعة الحمضيات بمختلف أنواعها و بقي البليديون يحافظون على الشاربات التقليدية لفترة طويلة، لكن في العقود الأخيرة ومع تغير النمط المعيشي وتراجع إنتاج الحمضيات بمختلف أنواعها، تراجع معها إنتاج و تحضير الشاربات الذي كان يتم في أغلب الأحيان في البيوت وتزين موائد الصائمين في رمضان، أين يكثر استهلاكها.
حسب أحد المتتبعين للتراث التقليدي لمدينة البليدة، فإن الشاربات كانت تحضر بمواد طبيعية خالصة، تتمثل في عصير الليمون، الماء، ماء زهر طبيعي، سكر القالب، إلى جانب عيدان القرفة و الياسمين، وكانت هذه الشاربات منتشرة بشكل كبير وسط العائلات البليدية، كون أغلب العائلات كانت تتوفر على أشجار الليمون في حدائق منازلها، في حين اليوم و مع النمط العمراني الجديد غابت أشجار الليمون عن المنازل، كما غابت معها الورود و الأزهار. كانت المنازل تتوفر على حدائق تزينها و حلت محلها اليوم بنايات من عدة طوابق، وتلك الحدائق التي كانت تزين هذه المنازل في الطوابق السفلية، تحولت إلى محلات تجارية، وحتى في تحضير الشاربات التقليدية كان الحرفيون يعتمدون على مياه الينابيع الطبيعية، خاصة مياه سيدي الكبير العذبة، لا على مياه الحنفيات، كما تقوم النسوة بتقطير ماء الزهر الطبيعي الأصيل في البيوت، وفي نفس الوقت كانت توضع الشاربات في أوان فخارية أو ما يعرف ب"القسديرة" ولا تعبأ في أكياس بلاستيكية، مثلما هو عليه الحال اليوم. وحسب نفس المصدر، فإن الشاربات التقليدية كانت لها عدة أنواع منها شاربات الخطبة التي تقدم للضيوف في يوم خطوبة الفتاة، و الشاربات التي تقدم للطفل عند صيامه لأول مرة، وهذه الأخيرة كانت تصنع دون ليمون، حيث يستعمل فيها الماء والسكر، إلى جانب ماء الزهر و القرفة، ويوضع داخلها خاتم أو قطعة نقدية من الفضة، ليكون إسلام الطفل صافيا، وفق اعتقاد العائلة.
و كانت مدينة البليدة قد اشتهرت بشكل كبير ب"شاربات ميخي"، أحد قدماء الحرفيين الذين اشتهروا بصناعتها تقليديا، و كان الإقبال على هذه الشاربات يتم من كل جهات الوطن، لمذاقها الجيد وخلوها من كل المستحضرات المصنعة التي تتوفر على مواد كيميائية، في حين تراجعت اليوم بشكل كبير هذه الشاربات، وأصبحت تنافسها الشاربات المستحضرة بمواد مصنعة، سواء تلك المحضرة في المنازل و التي تجهل طريقة تحضيرها، أو تلك المنتجة في المصانع والتي تحمل علامات تجارية، و تحضر بمواد مصنعة قد تشكل خطرا على صحة المستهلك. و حتي تلك الطرق التقليدية لتحضير الشاربات غابت اليوم و أصبحت تحضر في براميل بلاستيكية وتعبأ في أكياس وتبقى لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، ويلجأ بعض تجار الشاربات إلى وضع قطع من الليمون داخل الكيس البلاستيكي لاستقطاب الزبائن، في حين أن هذه الشاربات، حسب نفس المصدر، ليست طبيعية وتحضر بمواد مصنعة و يختلف ذوقها بشكل كبير عن تلك التي تحضر بطريقة تقليدية و تستعمل فيها مواد طبيعية . نورالدين.ع