الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أوصالح كنزة نائلة : ليس لدي فايسبوك و تجنبت الاجابة عن أسئلة تسربت
لم تنتظر أوصالح كنزة نائلة التي احتلت المرتبة الأولى وطنيا في الباك، الإطلاع على نتيجتها في بيتها بل تنقلت رفقة والدها لثانويتها العقيد لطفي بوهران، مثل الكثيرين من زملائها الذين أرادوا مشاطرة فرحتهم مع طاقم المؤسسة التربوية، وتكفل السيد أوصالح والد كنزة بعملية التعرف على نتيجة ابنته من خلال هاتفه النقال، ليهتف مباشرة «لقد نجحت يا كنزة وبمعدل عالي 19,14» فصرخ الجميع «مبروك كنزة».
فرحة كنزة امتزجت بالدموع والصراخ وردود فعل لم تكن تتوقعها، هكذا وصفت أوصالح كنزة للنصر لحظة سماعها للنتيجة، ولحظتها أيضا لم تكن تعلم أنها ستكون الأولى على المستوى الوطني تذكر في هذا الصدد «أولا كنت أنتظر نتيجة جيدة ولكن ليس 19,14 رغم أنني درست بجدية، ثانيا لم أنتظر أن أحتل المرتبة الأولى وطنيا وفرحة هذا الإنجاز لا توصف». أوصالح كنزة نائلة، عاشت فترة ما قبل الدورة الثانية في خوف وتعب و ارتباك مثل العديد من مترشحي الباك الذين أعادوا الامتحان، كنزة اغتنمت الفرصة لتدارك بعض الهفوات التي ارتكبتها في الدورة الأولى، حيث أعادت حل كل التمارين والمسائل ومراجعة الدروس، لكن هونت من الضغط النفسي الذي كان ينتابها بدخول المطبخ لمساعدة والدتها في إعداد أطباق رمضان، فمرة تحضر الحريرة ومرة تتكفل بالبوراك ولكن راحتها الكبيرة عند تحضير طبق «شطيطحة جاج» الذي تحبه كثيرا وبهذا كانت كنزة تريح أعصابها بممارسة الطبخ والتغلب على إرهاق الصيام و ارتفاع درجة الحرارة. وعلى خلاف زملائها ونظرائها من الشباب، فكنزة أوصالح ليس لها صفحة فايسبوكية، لا تحب العالم الافتراضي وتفضل التواصل المباشر مع الناس وأصدقائها حيث قالت «العلاقات الإنسانية الحقيقية هي التي تتم مباشرة بين الأفراد وليست التي تنسج افتراضيا لا أحب الشبكات الاجتماعية نحن نعيش حياتنا الواقعية بصورة عادية لما الهروب للافتراضي»، بينما تؤكد كنزة أن التكنولوجيا الحديثة مثل الانترنت هي وسيلة مهمة جدا في تطوير المعارف والبحث عن الكتب التي تساعد التلاميذ والطلبة وتسهل التعليم، وتضيف أن هذه التكنولوجيات ضرورية في تطوير المعارف و أنها خلال أيام الامتحانات في الدورة الأولى للباك كانت عندما تصل لمركز الإجراء كل صباح تسمع زملاءها يتحدثون عن تسريب سؤال من موضوع مادة معينة فتلجأ مباشرة لحل الأسئلة الأخرى التي لم تسرب تقول، لأنها نفسيا تمتنع مباشرة عن حل السؤال المسرب، وهنا شعرت كنزة أنها أحسنت عندما ابتعدت عن الفايس بوك والشبكات الاجتماعية.
لكن كنزة كانت تحضر لهذا النجاح منذ بداية السنة الدراسية، من خلال الدراسة المستمرة والمراجعة المنضبطة ودروس الدعم التي كان يقدمها أساتذتها للتلاميذ في ثانوية العقيد لطفي، وكذا اللجوء لبعض الدروس الخصوصية خاصة في مادتي الرياضيات والفيزياء بالنظر لتخصصها رياضيات، ولم تكتف كنزة بهذا بل سعت لدعم معارفها في العلوم الطبيعية والفلسفة. أما دعم والديها فلم يكن فقط معنويا لتقوية معنوياتها ونفسيتها، بل كان أيضا في مساعدتها في بعض المواد، حيث تكفل الوالد بمساعدتها في مادة الرياضيات بينما الوالدة اختصت بالعلوم الطبيعية، ولم تنسى كنزة دور إخوتها فشقيقها الأكبر وهو طالب جامعي كان يساعدها كذلك في حل بعض المسائل، بينما تكفل إخوتها الصغار بمساعدتها على حفظ المواد التي تحتاج لذلك. كما أن نجاح كنزة لم يكن نتيجة المثابرة في مرحلة النهائي، ولكن منذ أن التحقت بالمدرسة الابتدائية، فرغم أنها كانت خائفة غداة دخولها لأول مرة قسما مدرسيا وسنها لم يتجاوز 5 سنوات، إلا أنها لم تكن ترضى سوى بالمرتبة الأولى في جميع الأطوار لغاية الأولى على المستوى الوطني في البكالوريا. و لغاية لقائنا معها بعد يومين عن ظهور النتيجة، وتفاصيل الفرحة الممزوجة بنشوة المرتبة الأولى وطنيا لم تغادر وجه كنزة البريء، وأكدت أنها ستختار تخصص الميكانيك البيولوجية، وهو تخصص مثلما قالت لم تطلع اذا كان متوفرا في الجزائر لأنه التخصص الوحيد الذي تحلم به منذ سنوات وهو يختص في صناعة الأعضاء الصناعية لذوي الاحتياجات الخاصة ولمعطوبي حرب التحرير والمصابين إثر حوادث المرور خاصة، تقول كنزة أنها تريد أن تقدم خدمات إنسانية أثناء تخصصها في مجال تحبه وترتاح لممارسته، أما تفكيرها في متابعة دراستها في الخارج لازال لم يخطر على بالها عندما إلتقتها النصر، حيث قالت كنزة أنها لم تفكر فيه وأنها ستناقش والديها في حالة تحصلها على منحة في هذا الإطار. بعيدا عن الدراسة و الباك، كنزة أيضا بطلة في رياضة التنس، فقد كانت بطلة الجزائر في صنف الثنائي سنة 2011، ونائبة بطل الجزائر كذلك، إلى جانب أنها تنبع بالروح الفنية حيث أنها تمارس الرسم وسبق لها وأن أنجزت بعض اللوحات. تختم كنزة دردشتنا معها بتوجيه عبارات العرفان والشكر لمديرة الثانوية التي قدمت للتلاميذ دعما معنويا كبيرا وللأساتذة الذين لم يبخلوا على تلاميذهم بالنصائح ودروس الدعم.
هوارية ب