• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
"الكسكس بـالقديد" بدأ يفقد مكانه في مـوائد الجيجلييـن
تستقبل العائلات الجزائرية الفاتح من شهر محرم لكل عام ، عبر العديد من العادات الدينية و التقاليد من خلال الاحتفال بتخصيص أطباق و أكلات تقليدية متوارثة عن الأجداد، و للعائلات الجيجلية طريقة خاصة لربط أجواء عيد الأضحى باليوم الأول من شهر محرم من خلال إعداد طبق الكسكس بالقديد أو "الخليع" خلال وجبة الغذاء أو العشاء ، حيث تتسابق ربات البيوت و حتى العرائس إلى التفنن في طريقة إعدادها ، إلى أن هذه العادات بدأت تتلاشى تدريجيا عبر العديد من المناطق بالولاية ، حيث تكاد تكون متمركزة بوسط الولاية فقط .
حاولنا معرفة مدى تحضر العائلات الجيجلية خلال هذه المناسبة الدينية ،و أوضحت لنا معظم ربات البيوت بوسط مدينة جيجل اللواتي تحدثنا إليهن بأنهن لا يزلن يحتفظن بعادة إعداد الكسكس بالقديد في أول يوم من كل سنة هجرية ، إذ يحتفظن بجزء من لحم الأضحية بالخصوص، فالمتعارف عليه وسط كافة العائلات الجيجلية، وحسب ربة البيت "رشيدة" بأن القديد تكمن قيمته نكهته من خلال استعمال لحم أضحية العيد خصيصا ، كما أوضحت بأنها لا تعرف سر ذلك سوى أنها تناقلتها عن والدتها ،كما اشارت بأن العادات اختلفت من جهة إلى أخرى بالولاية ، و أشارت بأن والدتها كانت تقوم بوضع جزء من القديد داخل كيس الكسكس أو "كسكس الستيرة " كما يسمى عند الجواجلة و هو عبارة عن كمية من الكسكس يتم ادخارها من قبل العائلة الجيجلية للحالات الطارئة،معترفة لنا بأنها لا تعرف سر القيام بهذه العادة ، وعن طريقة تحضيره أخبرتنا سيدة معروفة بإشرافها على الطبخ في العديد من الأعراس الجيجلية ، قائلة "يتم تحضير القديد من خلال قطع جزء من لحم الأضحية و يتم نزعها في العادة من القفص الصدري للكبش أو من الفخذ و الكتف ، و تتمثل العملية في حفظ اللحم عن طريق إشباعه بمادة الملح بعد تقطيعه ثم وضع خطوط رفيعة ومتقاربة في كل قطعة بواسطة سكين حاد بحيث لا يبقى أي جزء سميك لتملأ الشقوق بالملح وبعدها يجفف اللحم بمكان نظيف و يترك عرضة للهواء و الشمس لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى يصبح صلبا ، أو يتم إعداده وفق طريقة تانية، تتمثل في وضع خليط متكون من زيت الزيتون و الفلفل الأسود و كمية كبيرة من الملح، ليترك بعدها اللحم لمدة كافية من الزمن داخل الخليط ثم يصفى و يتم وضعه فوق حبال في مكان به ظل بعيدا عن أشعة الشمس الساطعة و بعد أيام قليلة يؤخذ ويوضع في علب زجاجية مملؤة بزيت الزيتون تخزن لمدة تختلف من ربت بيت إلى أخرى، و لكن و حسب الخبيرة في الطبخ فالقديد الجيد المذاق هو الذي يتم تخزينه لفترة تزيد عن سنة، حيث عبرت قائلة "القديد من الأفضل أن يمر عليه العام حتى يكون جاهزا للإعداد مع طبق الكسكسي".
و أضافت السيدة "جميلة" ربة بيت يفوق عمرها السبعين من العمر بأن لحم القديد يستعمل في العديد من الأطباق التقليدية المتداولة محليا كالرشتة ،البركوكس أو ما يسمى بالعيش أو الجاري وسط بعض المناطق في جيجل ،و يستعمل في طبق الدويدة و طبق الدريهمات ، كما أخبرتنا محدثتنا بأنه من المستحيل أن تحضر هذه الأطباق دون استعمال القديد كونه يضيف لها نكهة خاصة.
حاولنا معرفة إن كانت هذه العادات لا تزال متداولة وسط العائلات الجيجلية بشكل كبير وما لفت انتباهنا لدى استفسارنا لدى عائلات من الجهة الشرقية من الولاية، فكشفوا لنا بأن تحضير أكلة تقليدية بواسطة لحم القديد خلال أول يوم من العام الهجري تم التخلي عنه منذ سنوات ، بعد أن غابت هذه العادة لدى الكثيرين، وأوضحت لنا أم من ضواحي منطقة الميلية بأن "هذه العادة كنا نحرص عليها منذ سنوات و لكن تناسينها مع مرور الوقت ، حيث أصبحنا نعتمد على إعداد طبق الكسكسي في المناسبة باستعمال لحم الأضحية الذي نحتفظ به في الثلاجة ، مضيفة " لم نتخل عن عادة إعداد الطبق الخاص بحضور لحم الأضحية خلال هذا اليوم " .
أما في الجهة الغربية في الولاية فأشارت لنا معظم ربات البيوت اللواتي تحدثنا إليهن بأنهن يفضلن إعداد أطباق باستعمال القديد في مناسبات أخرى كالأعراس ، كاشفات لنا بأن عادة إعداد طبق تقليدي خاص باستعمال لحم القديد خلال يوم أول محرم كان معرواف وسط سكان المنطقة منذ القدم ، و السبب الأخر الذي جعل هذه العادة تتلاشى تدريجيا وسط العائلات الجيجلية هو عدم معرفة السيدات الشابات بطريقة تحضير القديد ، إذ أخبرتنا "سامية" التي تزوجت حديثا بأنها حاولت أن تعد الطبق لزوجها كونه يحب طبق الكسكسي بلحم القديد و لكنها لم تهتد لطريقة تحضيره ، حيث بدأت الرائحة الكريهة تنبعث من اللحم بعد مرور فترة قصيرة من إعداده . و لقد أخبرنا أغلب الشباب الذين تحدثوا إلينا بأنه لابد من أن يحاول الشاب المقبل على الزوج حث زوجته على تعلم طبخ الأكلات التقليدية التي تعبر عن الأصالة و التقاليد الجزائرية ، و اعترف "رضوان" بأنه وضع شرطا على زوجته المستقبلية أن تتعلم إعداد الأكلات التقليدية و من بينها طريقة تحضير القديد لكونه دائب على تناولها طيلة 28 سنة و يعتبر من الأكلات المفضلة لديه . كما تعرف العائلات الجيجلية عادات أخرى خلال يوم أول محرم تتمثل في إعداد بعض المأكولات لفطور الصباح كالطمين و لفتات ، إذ تحاول العديد من العائلات الجيجلية التمسك بعاداتها وتقاليدها و تحرص على أن تكون احتفالاتها بأول محرم عادة سارية على مدى الأجيال المتعاقبة. ك طويل