• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
يحبس العالم كلّه أنفاسه هذا الثلاثاء «الكبير» لمتابعة المعركة الإنتخابية الفاصلة بين رجل و امرأة، يريد كل واحد منهما حكم الدولة الأولى و من خلالها التحكم في مصير العالم، بقبضة من حديد تبقي للولايات المتحدة سطوتها الكبرى و هيبتها القوية.
و تتساوى شعوب المعمورة سواء الضعيفة أو القوية في متابعة جولات هذه المنازلة بين المرشحين، الديمقراطية «الحسناء» هيلاري كلنتون و الجمهوري « الوحش» دونالد ترامب ، حيث بدت خلال أشهر من السجال السياسي و كأنها شجار عائلي دنيء المستوى بين زوجين متنافرين لا يقوى أحدهما على حمل الآخر و تبادل عبارات الود التي يقتضيها مقام التعامل البسيط بين الجنسين.
و وصول العنصر النسوي لأول مرة للمنافسة على رئاسة الولايات المتحدة، قد أعطى زخما كبيرا و حساسية زائدة لدى المعسكرين من أصحاب الفيل و أصحاب الحمار، الذين قد يكونوا كرة «بيز بول» تتقاذفها التقارير الإعلامية المغلوطة و التسريبات الأمنية المغرضة، كما حدث مع قضية الإيميلات الشخصية للمرشحة كلنتون لمّا كانت على رأس الخارجية.
إنها الديمقراطية الأمريكية التي تفرز كل مرة معادلة صعبة و غريبة، تضع الناخب الأمريكي بين خيارين متقاربين ينتصر في النهاية أحدهما بفارق بسيط دون أن يمس بثوابت السياسة الخارجية و مصالح الشركات المتعددة الجنسيات في إحكام نفوذها على العالم كله.
الرئاسيات الأمريكية هذه المرة جلبت إليها اهتماما عالميا أكبر ليس للطبيعة الجنسية للمترشحين،
و لكن للنظرة المتناقضة لكل واحد منهما في رؤية العالم الخارجي و التعامل معه، فالملياردير الأشقر ذو الأصول الإيرلندية يعد بطرد المسلمين و اللاتينيين شرّ طردة وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية لأنهم في تقديره مصدر بلاء العالم الجديد، و مقابل ذلك يغلق الأمريكان حدودهم بالنار و الحديد
و التكنولوجيا العالية و يكفون عن التدخل في شؤون الشعوب و فرض الديمقراطية بالقوة على الشعوب الجائعة.
و على العكس من ذلك، تقترح الجميلة الديمقراطية مواصلة سياسة الإنفتاح الحالية على العالم التي تعتمد على التنوع البشري و هجرات النخب باتجاه الولايات المتحدة نفسها من جهة، و من جهة أخرى تتبع المناطق الساخنة في العالم بحذر و التي قد تشكل مصدر خطر على أمن الولايات المتحدة و مصالحها الحيوية، كما يحدث اليوم مع عولمة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت القضية الأولى المطروحة للنقاش السياسي بين المتنافسين على أصوات الناخبين في العالم الغربي الذي يدّعي أن حضارته المعاصرة مهددة من قبل الإرهاب القادم من الشرق.
و الجزائر التي تحتفظ بعلاقات تعاون مميزة مع الولايات المتحدة في عدة مجالات إقتصادية و أمنية، تجد نفسها معنية كغيرها من دول العالم، بنتائج الرئاسيات الأمريكية التي ستحدث دون شك هذه المرة و بغض النظر عن الفائز، تحويرا مهما في السياسة الخارجية التي قد تعرف تراجعا واضحا للتدخل العسكري الفج في مناطق النزاع الساخنة في حالة فوز الملياردير المعتد بنفسه و بـ «أمريكيته» الزائدة عن اللزوم، و بتكريس الإنسحاب التدريجي الذي حصل في عهد الرئيس باراك أوباما في حال ما إذا خلفته صاحبة الإبتسامة العريضة.
في نهاية المعركة الإنتخابية هذه الليلة، انتصرت «الجميلة» الماكرة أو «الوحش» الكاسر ، و على عكس ما تقتضيه النهاية السعيدة للمسلسل الشهير الذي يحمل نفس الإسم، فإن الجزائر بدبلوماسياتها النشطة و فعالية جيشها ومصالح أمنها ، قد نالت احترام و تقدير الولايات المتحدة على صراحتها في تحذير الدول العظمى و على رأسها الولايات المتحدة نفسها من مخاطر التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول، و هو أحد الأسباب المباشرة لعولمة ظاهرة الإرهاب.
النصر