من المنهج النبوي في التغيير و البناء الحضاري

إن المنهج النبوي في التغيير والبناء الحضاري، ترجمته سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، في التعامل مع الواقع، فمنهجه عليه الصلاة والسلام قد استوعب ومر بالمراحل والحالات كلها، التي يمكن أن تتعرض لها المجتمعات البشرية بشكل عام، والإسلامية بشكل خاص نهوضا وسقوطا، حركة وركودا، حيث امتلك الحلول والإجابات الكاملة، لأصول المشكلات الإنسانية والاجتماعية، وكيفيات التعامل معها ومنها استحق أن يكون منهجا صالحا وخالدا .
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم متمثلة في تطبيق عملي للقرآن تعطي ملامح الخلود، والتجرد عن ملابسات المكان والزمان، فهي القانون المطرد الممتد في التغيير الاجتماعي والبناء الحضاري، ومما ينبّه إليه ويُذكّرُ به هنا منهج التدرج وتحضير المحل والأخذ بيد الناس إلى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، وتقويم سلوكهم شيئا فشيئا حتى وصل بهم الاكتمال لبناء المجتمع الأنموذج .
كما لا يفوت الإشارة إلى المنهج الأخير للنبوة «التطبيق العملي للقرآن « والذي انتهت إليه النبوات يستقي من القرءان دعوة الأنبياء وقصصهم مع أقوامهم، وتعاملهم مع المجتمعات وخلاصة التجارب التاريخية، بلسان صريح الصورة التي انتهت إليها النبوة، لا تخص فترة النبوة الخاتمة، ولا تقتصر من الناحية الزمانية والمكانية والحضارية والثقافية، وإنما هي في الحقيقة ثمرة النبوة التاريخية بكل بنائها وعطائها، وأن النبوة الخاتمة هي لبنة في هذا البناء المتكامل قال عليه الصلاة والسلام إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ ، إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ : هَلا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ ؟ قَالَ : فَأَنَا اللَّبِنَةُ ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ « .رواه مسلم
فمنهجه صلى الله عليه وسلم في التغيير والبناء الحضاري، الذي اكتسب خلوده من خلود  القرءان تجاوز حدود وقيود الزمان والمكان ليكون قادرا على العطاء العالمي في كل عصر و مكان، ويكون قادرا على الاستجابة والاستيعاب، لمشكلات كل عصر، وتقديم الحلول المناسبة لها فقد استغرق في التغيير والبناء مسيرة جيل بأكمله من مرحلة الاستضعاف حتى مرحلة التمكين والكمال؛ لذلك كان منهج المقاصد والغايات والأهداف والقدرات يتغير بحسب الرؤية المتوفرة والمصلحة المحصلة والأهداف المطلوبة، يتغير بحسب الظروف والإمكانات، فلحماية العقيدة مثلا نهى صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها «قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها  تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة « ابن ماجة ولحماية وترتيب بيت المعاملات كان يحرم بعض المعاملات في عام ويبيحها في عام كتحريم ادخار لحوم الأضاحي لإصابة الأمة بالمجاعات وعلل ذلك بالدافة ،وبانتهاء المجاعة أعاد أمر الإباحة «  إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم فكلوا وتصدقوا وادخروا» سنن أبي داوود والأمثلة هنا مثلا لا حصرا.
ولكي ندرك مقاصد المنهج في كل مرحلة وكيفية التعامل معه في كل عصر وتقوم الحركات والسلوكات فنحن بحاجة  إلى جهود جماعية وتخصصات متنوعة، في شعب المعرفة المختلفة، للنهوض واستعادة العافية وجب تحقق أمرين فقه المنهج النبوي المقاصدي والثاني فقه التعامل مع المنهج تطبيقا على الواقع ،الأمر الذي يقتضي فقه الواقع الإقليمي، والعالمي، والإنساني.
فوزي بن - إمام

أنـــوار
الأمية تجتاح أمة اقرأ
وفقاً لتقرير أصدرته المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة “الإيسيسكو”، ضمن رؤيتها لمحو الأمية (2016)، نشرته مواقع إسلامية يوجد في العالم 757 مليون بالغ لا يعرفون القراءة والكتابة (40 في المائة منهم في دول المنظمة).” وأوضح أن نسب محو أمية الكبار في الدول الإسلامية بلغت 72.3 في المائة، متأخرة بفارق كبير عن المعدل العالمي البالغ 82 في المائة، وعن المعدل في الدول النامية خارج “التعاون الإسلامي” الذي بلغ 84.5 في المائة.كما يظهر هذا الفارق الكبير نفسه على مستوى فئة الشباب، التي سجلت دول “التعاون الإسلامي” بشأنها معدل محو أمية بلغ 82 في المائة، بينما وصلت هذه النسبة إلى 88.6 في المائة، في بقية دول العالم.كما كشف التقرير العالمي لليونسكو لرصد التعليم (2016)، أن دول التعاون الإسلامي، تضم النسبة الكبرى من الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمؤسسات التعليمية.
يحدث هذا في أمة انفردت عن باقي الأمم بابتداء وحي الله المنزل إليها بقوله (اقرأ) على خلاف باقي الأمم التي بدأ الوحي فيها بقوله (اعبد)، وقد تعزز هذا البعد القرآني بعد ذلك في آيات كثيرة تحث على العلم وتعلي من شأنه كقوله تعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))، وقوله: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) وقد تلقى المسلمون هذا البعد القرآني العظيم بإيجابية فانطلقوا يتلمسون العلم في كل مكان، حتى عرف من آثارهم وأقوالهم (اطلبوا العلم ولو في الصين)، حتى جعل من مدنهم عواصم علمية عالمية على غرار قرطبة وغرناطة والقيروان وبجاية وتلمسان ودمشق وبغداد والقاهرة وخراسان وغيرها، وقدموا للعالم حضارة إنسانية عالمية ترى العلم واجبا دينيا، لكن لظروف تاريخية بعضها ذاتي داخلي وبعضها خارجي؛ تدحرجت مكانة العلم والعلماء في العالم الإسلامي بل انحصر مفهومه، حتى وصلت الأمة المسلمة رغم ثرائها إلى وضعها الحالي الذي لا يتناغم والبعد القرآني، فلا مناص من العودة لجادة العلم وتخصيص نسب مرتفعة من الدخل القومي للعلم والبحث العلمي، والتنمية البشرية؛ لأن تاريخ الحضارات أثبت أن قوة الأمم وتقدمها ينبني بالأساس على مكانة العلم والعلماء فيها، والأمم التي سبقتنا حاليا إنما سبقتنا بالاستثمار في الرأس المال البشري، وإن كان ثمة من صراع اليوم فهو صراع الأقلام وليس صراع السيوف، والنصر لمن يسكب كثير حبر لا كثير دم. ومداد العلماء في مستوى دم الشهداء.                  
ع/خ

المفكر التونسي عبد المجيد الشرفي
أقول ومن دون تردد، إن هذا دور الإسلام، إما أن يكون وجودياً أو أخلاقياً أو الاثنين معاً. إذا اختار الإنسان أن يكون مؤمناً، فعليه أن يصدق بأن هناك حياة أخرى فيها جزاء وعقاب، وأن هناك قيماً أخلاقية سامية تجعل المؤمن يحبّ لأخيه ما يحبه لنفسه، والدين في هذه الناحية أفضل من كلّ الإيديولوجيات المحدودة التي تؤدّي إلى ما لا تحمد عقباه، بينما لدينا دين يقول لنا: “أنت حر ومسؤول”. إذن، أنا أبني إيماني على هذه القيم الأساسية من دون الخوف من الموت، الطمأنينة النفسية التي يوفّرها الدين لا توفرها أي إيديولوجيا. البعد الوجودي والأخلاقي هو الذي يبرر الإسلام اليوم، وفي تحليلي أن هذا أفضل من كل الإيديولوجيات البشرية والتاريخية.

2360 مدرسة قرآنية بالجزائر
تحصي الجزائر 2360 مدرسة قرآنية عبر التراب الوطني، متفاوتة من ولاية لأخرى؛ حيث تتصدر أدرار القائمة ب 522 مدرسة تليها غليزان ب 396 مدرسة، فالأغواط ب 206 مدرسة، وتلمسان ب 147مدرسة، وهكذا دواليك، حيث تشرف على هذه المدارس وزارة الشؤون الدينية، وتسهر على تلقين الأطفال الصغار القرآن الكريم، مع مبادئ اللغة العربية، وبعض قواعد الحساب والمحفوظات وغيرها، كما يتفرغ فيها البعض لحفظ كتاب الله تعالى كاملا؛ ليكونوا كوادر القطاع مستقبلا، وقد تكثف حضور المدارس القرآنية بالجزائر بشكل لافت خلال التسعينيات، غداة توجه الوزارة الوصية لتعزيزها ونشرها في ربوع الوطن، حيث نجحت في توريث حفظ كتاب الله تعالى كما اعتاد عليه الجزائريون عبر التاريخ، وحصنت أجيالا كثيرة من الشباب من الفكر المتطرف، ورسخت فيهم المرجعية الوطنية؛ وقد أدركت الشقيقة تونس أهمية تحصين شبابها بحفظ كتاب الله؛ غداة تفشي التطرف بها، وتوافد مرجعيات جديدة تهدد النسيج الاجتماعي، وتضرب المرجعية الوطنية في الصميم، فأطلقت مشروع إعداد 100 ألف حافظ لكتاب الله تعالى منذ سنتين.

فتاوى
ما حكم ضمان صاحب السيارة في حوادث المرور ؟
الجـواب:
قال أبو الحسن في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي رحمهما الله تعالى قال ابن أبي زيد: ((ولا ضمان على صاحب السفينة))، ((أي إذا غرقت من مد أو علاج أو موج أو بِرِيحٍ، يريد إلا ما حملت من طعام أو إدام فإنه يضمن، إلا أن تقوم بينة على هلاكه من غير سببه ـ أو يصحبه ـ أي الطعام ـ ربه فلا ضمان))، قال الصعيدي: ((وصاحب السفينة يشمل النوتي الذي يخدم فيها، فإنه لا يضمن المال ولا النفس إذا غرقت بفعل طارئ وإلا ضمن والدّية في ماله، هذا حيث لم يقصد قتلهم وإلا قتل بهم)). ومثله صاحب السيارة إذا وقع له حادث في الطريق أدى إلى تلف ما في السيارة أو بعضهم ولم تدل بينة على تلف ما ذكر بسببه فإنه لا يضمن شيئا فإن دلت أمارة على أنه السبب، وذلك كجهله بالسياقة أو التفريط ضمن المال ودية النفوس وأرش الجرح.
ما حكم الشرع في الخميرة المستوردة من فرنسا والتي تحمل المكوّن E491 ؟
الجواب:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد؛
فإن الأصل فيما يستورده بلدنا الجزائر من المواد الغذائية الحِل،لخضوعه للمراقبة، وينبغي للمواطن أن يطمئن لذلك. هذا، وإن من المقرر في الفقه الإسلامي أن المادة النجسة إذا استحالت بالتصنيع أو بإضافة مواد تغيّر من حالها، فإن حكمها يتغير بتغير أوصافها، فالعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما.
حكم العمل في شركة تأمين؟
الجواب
التأمين بمفهومه الإسلامي هو نوع من أنواع التعاون والتضامن يعود على كل من استظل بظل دولته، إما عن طريق تكافل أبناء المجتمع بعضهم مع بعض، وإما عن طريق الحكومة وبيت المال، إذ هو بمثابة شركة التأمين العامة التي تعين المتضررين للتغلب على الكوارث التي تصيبهم. ولا تخلو معاملات شركات التأمين من أن تكون صورة من صور المعاملات الإسلامية التي تعرف بعقد:"التبرع بشرط العوض" فلا بأس بالعمل بها.
 موقع وزارة الشؤون الدينية.