شدّد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، على أن الاهتمام بالذاكرة الوطنية واجب مقدّس لا يقبل المساومة، وثمّن المكاسب التي حققتها الجزائر في...
تخضع الأسواق الجوارية التي تم افتتاحها مؤخرا عبر كافة البلديات لزيارات تفتيشية من قبل مسؤولين مركزيين بوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق للوقوف على...
درست الحكومة خلال اجتماعها، أمس الأربعاء، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، عددا من المشاريع تتعلق بإنشاء سلطة وطنية للموانئ، وكذا تطوير استغلال...
هنأ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، الكاتب الجزائري محمد مولسهول المدعو «ياسمينة خضرا»، إثر فوزه بجائزة عالمية في مجال الرواية...
حقيقة ليس هناك وصفة سحرية و دقيقة يمكن النصح بها للقضاء على ظاهرة الإرهاب الدولي و التطرف التي تضرب العالم من قديم الزمان، و تفاقمت بشكل رهيب و غريب خلال العقود الثلاثة الماضية، أين أصبح موضوع الإرهاب يأتي على رأس كل اهتمامات و انشغالات المجموعة الدولية التي لم تجد بعد دواء لهذا الداء.
و لكن الجزائر التي دفعت أغلى و أثقل فاتورة للإرهاب، و اكتسبت تجربة مريرة في محاربة هذه الظاهرة التي دوّخت العالم المعاصر، تقترح على ضحايا الإرهاب أو على الذين يشتكون من الحروب الأهلية، وصفة المصالحة الوطنية كنموذج أعطى ثماره بفعالية و في وقت قياسي لحل الأزمة الأمنية و السياسية التي كادت أن تعصف بالجزائر دولة و شعبا طيلة عشرية كاملة.
ففي الوقت الذي تبدو فيه المجموعة الدولية و كأنها أحيانا ترفع الراية البيضاء أمام هذا الأخطبوط الذي يتلوّن و يتشكل كل يوم، و في أحيان أخرى تبدو و كأنها غير جادة في حربها ضده، تبقى تجربة الجزائر بمثابة الوصفة الوحيدة المطروحة بجدية على الساحة الدولية التي تعج بالصراعات الإقليمية و النزاعات المسلحة، خاصة في العالمين العربي و الإسلامي.
الجزائر جمعت بحر هذا الأسبوع و على مدار يومين ممثلين عن المجموعة الدولية ليس فقط للإطلاع على التجربة، و لكن أيضا للفت انتباه المجتمع الدولي برمته حول مسؤوليته المباشرة في تنامي ظاهرة الإرهاب و التطرف و انتشارها بشكل مباشر في المناطق التي تعرف تدخلات أجنبية سافرة من قبل الدول العظمى التي تريد إعادة تشكيل خارطة المنطقة العربية ضمن منظور غربي جديد.
و في اتجاه رسم هذا المصير المؤلم لأمة بأكملها، أشار معهد برشلونة لدراسات السلم في العالم في أحدث تقرير له، إلى أن الدول الكبرى هي نفسها أصبحت تشكل مصدر خطر على السلم و الأمن في العالم، أولا من خلال التزويد المستمر لمختلف أطراف النزاعات بالأسلحة و تغذيتها بالذخائر لإطالة أمد الحروب، و ثانيا التدخل العسكري السافر في شؤون الدول و محاولة فرض أنظمة حكم جديدة تكون أكثـر ولاء حتى و لو لم تكن ديموقراطية.
و لذلك تعتبر الوصفة الجزائرية صالحة و قابلة للتصدير لإطفاء النيران المشتعلة في المناطق الساخنة، بما فيها منطقة الخليج العربي المرشحة لنزاع مسلح جديد بين أشقاء عرب يتراشقون بتهم خطيرة منها ممارسة الإرهاب، إذ أن كل طرف يتهم الآخر بتوظيف ظاهرة الإرهاب الدولي بغرض تغيير أنظمة الحكم القائمة و تغيير موازين القوى السياسية بالتنسيق مع القوى العظمى.
الدواء المقترح يعطي مفعوله على جرعات في حال ما إذا توقفت كافة القوى العظمى عن التدخل السافر على الأرض و ترك الأطراف المتصارعة داخليا تفاوض مصيرها بنفسها بعيدا عن الاملاءات الخارجية التي كثيرا ما تنسف النتائج التي تحققها المفاوضات الأولية.
و حدث هذا في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن، أين تعمل دول عربية و غربية على إدارة حروب أهلية و توظيف الظاهرة الإرهابية بشكل فاضح يصعب معه تصور حلول في القريب العاجل، مادام أن دولا و حكومات أصبحت تهدد السلم و الأمن في العالم أكثـر ممّا تهدده الجماعات المسلحة نفسها و التي تعمل على نشر الفوضى في العالم.
و الجزائر عندما تقترح وصفة المصالحة الوطنية لحل النزاعات المسلحة، فهي تعارض صراحة سياسة القوة و الحلول العسكرية المعتمدة في العديد من مناطق العالم الملتهبة منذ سنوات، و التي لم تفشل فقط في تسوية النزاعات المسلحة و لكنها عملت على تأجيجها و انتشارها.
إن مكافحة داء الإرهاب يمر عبر مسار معقد و طويل، يبدأ بتعريف موحد لمعنى الإرهاب و التطرف و تشخيص الداء بطريقة موضوعية، ثم في مرحلة ثانية التوقف عن تغذيته و توظيفه لأغراض سياسية عن طريق التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول و محاولة فرض مصائر الشعوب، و في مرحلة أخيرة إشاعة و نشر المثل الديموقراطية و قيم الحرية و حقوق الإنسان في التنمية، عوض فرض قيم القوة و الهدم من أجل البناء من جديد و تسويق الأسلحة و الذخائر.
النصر