أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
نقـــاوس..بــــلاد المشمش تريــد أن تصير سوقـــا للسيــــارات
أخذت منطقة نقاوس في ولاية باتنة، شهرتها، من منتوج المشمش، إضافة لمنتجات فلاحية أخرى تصدرت فيها الريادة وطنيا كالزيتون أيضا، غير أن لنقاوس وجه آخر سياحي ظل مهملا ومهمشا. فهي تضم حماما طبيعيا بمنطقة سعيدة تضيع مياهه الحموية الساخنة في العراء دون استغلالها، و بالمدينة يتواجد مسجد “سبع رقود” ذو هندسة معمارية تعود لقرون مضت، إلا أن هذا المعلم التاريخي والديني هو الآخر كان مصيره الإهمال، ويسعى المجلس البلدي لنقاوس الذي على رأسه الشاب حذفاني الصديق صاحب الـ33 سنة، لرفع التحدي و التكفل بعدة انشغالات في مقدمتها القضاء على مشكلة الأميونت بتجديد شبكة المياه، و دفع حركة التنمية.
كثيرا ما يقترن اسم نقاوس بالإنتاج الفلاحي للمشمش الذي بلغ تسويقه ومصبراته كافة أنحاء الوطن، غير أن لنقاوس المدينة مؤهلات أخرى في المجال السياحي يمكن أن تلقى نجاحا على غرار رواج منتجاتها الفلاحية إن هي وجدت الرعاية والاهتمام اللازمين، فهي تضم بمنطقة سعيدة التي تبعد بنحو أربع كيلومترات عن مقر البلدية حماما معدنيا طبيعيا في الهواء الطلق تذهب مياهه التي تنبع من باطن الأرض في الطبيعة دون استغلالها، ويؤكد سكان المنطقة أن هذه المياه التي تقدر درجتها الحرارية بأزيد من 60 درجة مئوية، أثبتت نجاعتها العلاجية لعديد الأمراض خاصة الجلدية منها، وهو ما جعل المنبع مقصدا للكثيرين ممن سمعوا عنه، بينهم المهاجرين من أبناء الجالية الجزائرية بالخارج الذين يقصدونه من أجل التداوي بمياهه على الرغم من افتقار الموقع للمستلزمات والمرافق الضرورية.
المنبع الحموي سعيدة بنقاوس ورغم قيمته السياحية والعلاجية، إلا أنه ظل مهملا ومهمشا دون استغلاله، وحتى الوصول إليه أمر ليس بالسهل فرغم قصر المسافة إلا أن الطريق صعبة كونها غير مهيئة ومليئة بالمنعرجات ويقطعها مجريان مائيان، يتطلب الأمر قطعهما لبلوغ المنبع الذي تمكن رؤية بخاره الطبيعي المتصاعد من بعيد.
وبحسب رئيس بلدية نقاوس الصديق حذفاني، فإن المنبع الحموي سعيدة تم مؤخرا إسناد مشروع الاهتمام به بإنشاء قرية سياحية بمحيطه ضمن مشاريع “كالبيراف” المصادق عليها وينتظر التجسيد على مساحة تقدر بـ68 هكتارا.
بالإضافة للإهمال الذي طال المنبع الحموي سعيدة، فإن معلما آخر تاريخي وديني بوسط مدينة نقاوس، طاله أيضا الإهمال ولم يعد يحظى بالالتفات، وهو المسجد المعروف بتسمية “سبع رقود” نسبة للأضرحة التي تتواجد بهذا المسجد الذي وجدناه لا يزال متماسكا ومحافظا على هندسته المعمارية المتميزة ذات الطابع الإسلامي القديم التي تعكس حقبة تاريخية غابرة مرت، ورغم ذلك فإن هذا المعلم لاتزال مئذنته شامخة وقاعة الصلاة المشكلة من أقواس وأعمدة متناسقة تقاوم الزمن رغم مضي قرون على إنجاز المسجد بحسب ما يتداول من روايات سكان المنطقة فالمعلم يكتنز تاريخا.
مسجد “سبع رقود” الذي تم الاستغناء عن أداء الصلاة فيه منذ سنوات لضيقه وخطر انهياره بعد أن أنجز بمحاذاته مسجد جديد، تحول حاليا إلى شيء من الماضي لا قيمة له يواجه مصير الإهمال رغم أنه يضم بين جدرانه لغز الأضرحة السبعة التي تتضارب بشأنها الروايات، والتي وجدناها آلت إلى حالة متدهورة جراء الإهمال واللامبالاة، فهي تتواجد في ركن خلف قاعة الصلاة وتحولت القاعة التي تتواجد بها هذه الأضرحة إلى مكان لوضع صناديق رفع الموتى وأغراض أخرى تواجهك عند المدخل على شكل أكوام تغطي الأضرحة بما لا يوحي بتواجدها بالمكان.
و يبدو مكان الأضرحة الذي وقفنا عليه لأولياء صالحين في وقت ما، وكانت إلى وقت قريب مزارا لإحياء طقوس والتبرك بها وهو ما لاحظناه من خلال الشموع وعلب أعواد الثقاب المرمية بالمكان بالإضافة للحناء الملطخة على الجدران.
وبخصوص وضعية “مسجد سبع رقود”، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بأن مجلسه يسعى لتصنيفه كمعلم تاريخي، وأعد خصيصا لذلك ملفا وقام بمراسلة كل مصالح مديرتي الثقافة والشؤون الدينية لإعادة الاعتبار للمعلم.
استفادت نقاوس، من مشروع هام في قطاع الأشغال العمومية، يتمثل في ربطها ببلدية أولاد عوف بطريق يمتد على مسافة 18 كلم، وهو المشروع الجارية أشغاله ويعد مكسبا للمنطقة بعد أن كان حلما للكثيرين، وها هو يتحول تدريجيا لحقيقة بعد استتباب الأمن بالمناطق التي سيشقها، بحيث سيختصر المسافة بين نقاوس وعاصمة الولاية باتنة بمسافة 30 كلم، علما وأن المسافة الحالية عبر الطريق الوطني 03 تقدر بأكثر 95 كلم، غير أن مشروع الطريق الجديد الذي يربط نقاوس بعاصمة الولاية عبر أولاد عوف والذي تشرف أشغاله على الانتهاء، يبقى ينتظر تسجيل شطر إضافي بطول يقدر بأربع كيلومترات لإنجاز محول طريق بمنطقة الرحاوات ببلدية حيدوسة، وهذا حتى يؤدي الطريق الدور المنتظر منه من طرف سكان نقاوس وما جاورها في فك العزلة.
مشروع طريق نقاوس- أولاد عوف من شأنه وفضلا عن تقليصه المسافة اتجاه عاصمة الولاية باتنة أن يساهم في الوقت نفسه في دفع الحركة الاقتصادية والفلاحية بعودة أصحاب الأراضي إلى أراضيهم لإعادة إحيائها والاستقرار بها، كما من شأن الطريق أن يفك العزلة عن عديد المناطق ويستقطب حركة سير كثيفة اتجاه عديد البلديات والمناطق خاصة المتاخمة منها لحدود ولاية سطيف عبر نقاوس، والتي ينتظر سكانها بشغف فتح الطريق أمامهم على غرار القصبات، الرحبات، تاكسلانت، أولاد سي سليمان، ورأس العيون. وفي ذات السياق أوضح رئيس بلدية نقاوس بأنه تلقى وعودا باستكمال المشروع بإنجاز الشطر الإضافي بمنطقة الرحاوات.
استفادت بلدية نقاوس مؤخرا، من تسجيل مشاريع إنجاز مرافق عمومية جديدة هامة في القطاع الصحي، حيث استفادت من مشروع إنجاز مستشفى بطاقة 220 سريرا وعيادة للتوليد “الأم والطفل، وهي المشاريع التي ثمنها رئيس البلدية، مشيرا لتخصيص أرضيات لإنجازها لكن في الوقت نفسه، اعتبر المير بأن هاجس البلدية يكمن في القطاع التربوي بسبب تسجيل عجز بمتوسطة وابتدائية، موضحا بأن المجمع السكني لرأس العين يضم 1500 سكن وتتواجد به 700 وحدة سكنية قيد الإنجاز قاربت الأشغال بها على الانتهاء، ويتوقع تسليم جزء كبير منها قبل نهاية السنة الحالية، ما يعني استقطاب عدد إضافي من التلاميذ، في حين يتواجد بالحي متوسطة واحدة فقط باتت طاقتها لا تستوعب عدد إضافي من التلاميذ، مؤكدا بأن تسجيل مشروع متوسطة جديدة بات أمرا ملحا.
رئيس البلدية، أشار أيضا لضرورة تسجيل مشروع إنجاز مجمع مدرسي لفائدة حي 50 مسكنا بمدخل نقاوس، نظرا لمعاناة التلاميذ في التنقل يوميا على مسافة ثلاثة كيلومترات يوميا ذهابا وإيابا للالتحاق بمقاعد الدراسة، ويضاف لبعد المسافة خطر قطع الطريق، مؤكدا تخصيص البلدية لأرضية في حال تسجيل المشروع. وعلى غرار القطاع التربوي، اعتبر المير، بأن بلديته أضحت بحاجة في القطاع الرياضي إلى مركب متعدد الرياضات يضم مسبحا لحاجة شباب البلدية لهذا المرفق في ظل الطلب عليه وبروز شباب المنطقة في عدة رياضات، منها كرة اليد التي تمكن فريق فئة الأشبال من حصد نتائج مميزة في منافسة كأس الجمهورية في السنوات الأخيرة بنيله للقب سنة 2012 وبلوغه النصف النهائي الموسم الماضي، وهو ما مكنه من تأهيل 06 لاعبين في صفوف المنتخب الوطني. وفي القطاع الصحي أشار المير لأخذ المجلس البلدي على عاتقه إنجاز قاعة علاج بحي واد الدفلة في إطار تحسين الخدمة للمواطن.
أوضح رئيس بلدية نقاوس، بأن البلدية استفادت في السنوات الأخيرة من حصص معتبرة من السكن بمختلف صيغه خاصة الاجتماعي، ما ممكن من تلبية الكثير من الطلبات، غير أنه أكد بأن صيغة البناء الريفي تبقى الأكثر طلبا، وأشار المير لتواجد 700 وحدة سكنية اجتماعية إيجاريه عمومية في طور الإنجاز يرتقب توزيع حصة كبيرة منها قبل نهاية السنة، كما أشار إلى أن الفرق يبقى مسجل بين ما استفادت منه البلدية من حصة وما هو مطلوب في صيغة البناء الريفي بعد أن استفادت من حصة 90 إعانة بناء ريفي في السنتين الأخيرتين في حين قدر الطلب بـ1225 طلبا.
يطرح فلاحو نقاوس وما جاورها من محيطات فلاحية لإنتاج المشمش لبلديات أخرى كل موسم جني الثمار، مشكل التسويق الذي يصطدمون به في ظل خاصية تعرض منتوج المشمش للكساد في حال عدم تسويقه، وهذا في كثير من الحالات خاصة بوفرة المنتوج الذي يتحول حينها إلى نقمة، وهو ما حذا بالكثير من الفلاحين للتحول نحو غراسة أشجار الزيتون لخاصيته في عدم الكساد من جهة، ومقاومته للعطش من جهة أخرى في ظل تراجع موارد السقي، وهو ما يشتكي منه الفلاحون أيضا وينتظرون تجسيد حلم إنجاز سد تابقارت بأولاد سي سليمان، للتخلص نهائيا من أزمة البحث عن موارد السقي، في ظل نضوب الطبقة الجوفية للمياه واعتراض مصالح الري على حفر أنقاب جديدة.
رئيس بلدية نقاوس أقر بعراقيل يصطدم بها الفلاحون ومنتجو المشمش والزيتون، وكشف عن استفادة منطقة النشاطات الصناعية بنقاوس في إطار مشاريع الكالبيراف من توطين مشاريع جديدة من طرف مستثمرين تقدر بـ18 وحدة جديدة في طور الإنجاز أغلبها موجهة للمجال الصناعي الفلاحي، وهي الوحدات التي تضاف للوحدة الكبرى للمصبرات، ووحدة الجلود، ووحدة لصناعة الأدوية في طور الإنجاز، و07 وحدات صناعية تحويلية لإنتاج العصائر دخلت حيز النشاط في السنتين الأخيرتين.
وثمن المير ما تعرفه منطقة النشاطات الصناعية من حركية أكد أهميتها في رفع المداخيل الضريبية التي تصب في خزينة البلدية من جهة وفي توفير مئات مناصب الشغل للبطالين من جهة أخرى.
من جانب آخر، أوضح المدير الولائي للموارد المائية والري بباتنة لـ”النصر”، بأن مشروع سد تابقارت لا يزال قيد الدراسة من طرف مكتب دراسات صربي، واعتبر ذات المسؤول، بأن أشغال الإنجاز من المتوقع أن تنطلق نهاية سنة 2017 بعد انتهاء الدراسة، مثمنا المشروع بالنظر للطاقة الاستيعابية للمياه لهذا السد، التي أكد بأنها يمكن أن تتجاوز 12 مليون متر مكعب.
أكد رئيس بلدية نقاوس حذفاني الصديق لـ”النصر”، بأن مجلسه ومنذ انتخابه وضع الصحة العمومية للسكان على رأس أولوياته، وسطر لذلك هدف القضاء على خطر الأميونت، بتجديد الشبكات الأرضية للمياه الصالحة للشرب، وشبكة قنوات الصرف الصحي نظرا لقدم الشبكات وعدم إخضاعها للتجديد منذ سنوات، وأوضح في هذا السياق تسجيل دراسات تشخيصية بهدف تجديد الشبكات أبانت عن ارتفاع تكلفة المشروع بما يفوق إمكانيات البلدية بعد أن فاقت 15 مليار سنتيم.
وأكد المير، بأن البلدية تعمل بالتنسيق مع مصالح قطاع مديرية الري والموارد المائية، للتكفل بهذا الانشغال للتخلص نهائيا من خطر الأميونت، بتجديد شبكات المياه والصرف الصحي، وأضاف بأن البلدية أخذت زمام المبادرة وقامت بعمليات استعجاليه للقضاء على بعض النقاط السوداء على مستوى حيي رأس العين والحواجب، كما أشار المير لانطلاق أشغال تهيئة في عدد من الأحياء القديمة منها فنارو والقطارة.
من جهة أخرى، أكد رئيس البلدية بأن مجلسه ومنذ انتخابه يعمل على البحث عن مصادر تمويل البلدية، مثمنا في هذا الإطار تدعيم منطقة النشاطات الصناعية لنقاوس بوحدات صناعية جديدة ضمن برنامج الكالبيراف ما من شأنه حسبه ضخ موارد مالية إضافية في خزينة البلدية، وفي الوقت نفسه أشار المير لمبادرة المجلس لاستحداث سوق لبيع السيارات المستعملة بالسوق الأسبوعي الذي يخضع للتهيئة بعد رصد غلاف مالي له يقدر بـ 02 مليار سنتيم، واعتبر تخصيص يوم لبيع السيارات بسوق نقاوس يمكن أن يعرف نشاطا نظرا لموقع المنطقة التي تعد نقطة عبور بين باتنة وسطيف وتعرف حركة كثيفة للمركبات، وفي مجال الأسواق أشار المير أيضا لاستفادة البلدية من سوق مغطى انطلقت الأشغال به وسط مدينة نقاوس.
وتطرق المير للفعل الثقافي مشيرا لإعطائه أهمية خاصة باستحداث مهرجان وطني للأغنية الأمازيغية الذي تحتضنه نقاوس منذ ثلاث طبعات متتالية.