ساعدته في المهمة زوجته التي تهتم بالأعشاب وتعشق الطبيعة

أستاذ كيمياء متقاعد يفتح أول مطعم متخصص في الأطباق التقليدية بالشريعة
اختار أستاذ الكيمياء في الطور الثانوي سيد أحمد إبراهيمي، منطقة الشريعة السياحية بولاية البليدة، لمواصلة حياته بعد إحالته على التقاعد، بعيدا عن ضجيج  المدينة و قطاع التربية الذي قضى فيه أزيد من 30 سنة بمدينة البليدة، و فتح الأستاذ المتقاعد بالشريعة  مطعما خاصا بالأكلات الطبيعية والتقليدية، يعد فريدا من نوعه بالمنطقة.
زوجة الأستاذ إبراهيمي المتخصصة في الزخرفة والأذواق حفزته أكثر على هذا النشاط ،خاصة وأنها تهتم بجمع الأعشاب في غابة الشريعة،و تشاركه تسيير المطعم ،حيث يهتم رب الأسرة بتوزيع المأكولات على الزبائن، في حين تتكفل زوجته بالطبخ.
 عن فكرة فتح هذا الطعم، يقول الأستاذ المتقاعد للنصر، بأنه و زوجته كانا  يهتمان كثيرا بالمناطق الجبلية والطبيعة،و فكر في التنقل إلى الشريعة لممارسة نشاطه بهدف المساهمة في إعادة إحياء المنطقة ، بعد أن كانت شبه مهجورة، و يضيف بأنه اشترى محلا تجاريا بالمنطقة وشرع في تهيئته منذ سنة 2005، وفق طابع عمراني تقليدي يرمز للمنطقة،مشيرا إلى أنه لم يجد في البداية بنائين مؤهلين ،يلتزمون بتطبيق المخطط الذي رسمه مع زوجته التي تهتم كثيرا بهذا الطابع العمراني وخاصة الزخرفة.
محدثنا أكد بأن كل التصاميم الموجودة في هذا المطعم من اجتهاده واجتهاد زوجته، وإنجاز المطعم جاء بشكل تقليدي بعيد جدا عن البنايات العصرية المنتشرة اليوم، وحتى مدفأة المطعم تشتغل بالحطب، والساعة الحائطية المثبتة في زاويته ، رنين جرسها عبارة عن تغريد عصفور.
 أما عن افتتاح المطعم ،يقول الأستاذ إبراهيمي بأنه تم في سنة2013 ، و يعرض فقط المأكولات التقليدية ،خاصة البليدية منها مثل «البركوكس»، و «الحمامة»، إلى جانب البيتزا بالسلق، و «بوبراس» بالبيض،و العجائن بالأعشاب و غيرها، بالإضافة إلى ذلك فإن اللحوم المقدمة في المطعم لحيوانات برية فقط، مثل الدجاج البري ،والأرانب و الحجل،ويضيف بأنه يتعامل كثيرا مع الأجانب الذين يزورون منطقة الشريعة، مشيرا إلى أن هذه الأطباق يكون إعدادها وفق طلبيات مسبقة، لأن تحضيرها يحتاج إلى وقت يتراوح ما بين 04 إلى 06 ساعات ،.
زوجته نصيرة كانت موظفة بصندوق الضمان الاجتماعي،و قد أكدت بأنها تحب كثيرا الطبيعة والمناطق الجبلية ،لهذا فضلت الشريعة على  مدينة البليدة،حيث كانت تقيم مع أسرتها، رغم أنها أم لفتاتين تدرسان في الجامعة، وتضيف بأن هوايتها هي جمع الأعشاب، حيث أنها عندما يتحسن الطقس، تتنقل إلى الغابات المحيطة ببلدية الشريعة،للبحث عن الأعشاب و جمعها، مؤكدة بأن تلك الغابات تتوفر على أزيد من 3500 عشبة ، وكل منطقة بها  تنتشر بها أعشاب معينة، كما أن هناك أعشاب تنبت في الشتاء  وأخرى في الربيع.
 محدثتنا أوضحت بأن جمع هذه الأعشاب في فصل الشتاء صعب نوعا ما، بسبب الأحوال الجوية الرديئة و تواجد الثلوج لفترة طويلة ، عكس ذلك في فصل الربيع، و تقول بأن معظم أيامها تقضيها في الغابات  تجمع هذه الأعشاب،وهي  على دارية واسعة بكل الأعشاب، و ذكرت لنا فوائدها الصحية المختلفة.
الأستاذ إبراهيمي شرح من جهة أخرى ،بأن العائق الذي وجده في ممارسة نشاطه هذا ،هو صغر مساحة المطعم،و أشار إلى أنه تقدم لمصالح البلدية بطلب  لمنحه محلا ثانيا، محاذيا لمحله، من أجل توسيع نشاطه،إلا أن السلطات المحلية رفضت، رغم أن في هذه الجهة التي تضم محله، هناك 11 محلا مغلقا و مهجورا باستثناء مقهى و مطعمه.
نورالدين -ع