الشيف نور الهدى ذوادي: من الجامعـــة إلى عالــم الطبــخ و الحلويـــات

استطاعت الشيف نور الهدى ذوادي أن تحول قصة حبها للطبخ من مجرد هواية، إلى عالم خاص بها، استطاعت من خلاله أن تتسلق سلم النجاح و الشهرة، و تبتكر وصفاتها التي تميزها عن غيرها من هواة الطبخ و الطهاة المحترفين، متحدية كل الصعاب التي واجهتها لتحقيق طموحاتها.
قالت ابنة بئر العاتر في ولاية تبسة للنصر، أن شغفها بالطبخ، بدأ منذ الصغر، حتى ألعابها كانت عبارة ألعاب طبخ، و قررت أن تبدأ نشاطاتها في هذا المجال سنة 2010، من باب الهواية، دون أن تتخلى عن دراستها، فبدأت بتنظيم حفلات صغيرة و إعداد هدايا خاصة بالأعياد، تتمثل في علب حلويات، و واصلت هذا النشاط إلى غاية إنهاء دراستها الجامعية، في تخصص علم اجتماع التربية بجامعة تبسة، و بعد تخرجها عملت لفترة كمسؤولة عن النشاطات الترفيهية برياض الأطفال.
أضافت المتحدثة أنها كانت تحب كثيرا  السفر لحضور التظاهرات الخاصة بالطبخ، سواء كانت وطنية أو دولية، مع عائلتها التي كانت تشجعها و تدعمها ، لأنها كانت تدرك مدى عشقها لهذا المجال، إلى أن أتيحت لها فرصة المشاركة في المهرجان الدولي للكسكسي،  بدعوة و تشجيع من بعض الشيفات و الأصدقاء، ثم شاركت في مسابقة للطبخ بوهران مع مجموعة من الهواة من عدة ولايات.
بعد ذلك شاركت نور الهدى في كاستينغ نظمتها وكالة تعرف باسم “وكالة الاتصالات الفحلة” بالجزائر العاصمة، و اختيرت بين 7 هواة من كل الولايات، وفازت في تحدي الملوخية العصرية، كما تم اختيار حلوياتها باعتبارها الأفضل في التحدي، ما دفع الوكالة لاختيارها لتكون سفيرتها في الشرق الجزائري، إلى أن أصبحت مسؤولة عن فريق لهواة الطبخ.
عن دور الوكالة، قالت الشابة أنها تقوم بتنظيم تظاهرات في الجزائر وخارج الجزائر، بهدف وصول المنتوج الجزائري إلى العالمية، و بدعم منها تلقت عروضا و صارت تتعامل مع أهم العلامات التجارية، مثل تشكيلة مطابخ “كونفيا”، عجائن “إكسيرا”، “لالة مولاتي”، إلى جانب نشاط آخر تقوم به في العطلة بالعاصمة، يشاركها فيه الأطفال في تحضير أطباق متنوعة ليتذوقها الجمهور.
أتابع منال العالم منذ كنت
في 13 من عمري
بخصوص الأسماء المرموقة التي تأثرت بها في عالم الطبخ، قالت لنا نور الهدى أنها تأثرت بالشيف سليمان سعدون، أستاذ بالمدرسة العليا للطبخ بالجزائر العاصمة، و قد ساعدتها الوكالة للتقرب منه، من أجل التعلم منه و إتباع نصائحه وتوجيهاته، كما مكنتها من الاحتكاك بمختصين من دول أخرى، على غرار الشيف الأردنية منال العالم، الشهيرة ببرامجها على قناة «أم بي سي». و ذكرت المتحدثة أنها كانت تتابع الشيف منال العالم منذ كانت في ربيعها 13 ، و كانت تجرب وصفاتها و تسعد كثيرا عندما تنجح فيها، مضيفة أنها تأثرت كثيرا بالشيف البريطاني جيمي أوليفر، صاحب مدرسة حلم جيمي” Jamie’s dream school” المعروف بدوراته المجانية لتدريب الشباب الهاوي للطبخ.
و تستعد للمشاركة في الشهر القادم في تظاهرة للطبخ بتونس، و متابعة تكوين متخصص في الطبخ في الخارج، فضلا عن تأليف كتاب حول الطبخ، بإشراف مجلة الفحلة الإلكترونية.  و من أهم مشاريعها أيضا افتتاح ورشة بدار الشباب بمدينة بئر العاتر، بمساعدة «وكالة الاتصالات الفحلة»، لتجسيد برنامج تكويني في الطبخ و الحلويات، بمساعدة شيفات كبار من الجزائر و تونس، و و لبنان.
الفضل في دخولها عالم الطبخ والحلويات،  كما أكدت لنا نور الهدى، يعود إلى دعم عائلتها لها منذ بداياتها، لاسيما والدتها وخاليها رفيق وسفيان، و كذاخالتها التي ترافقها دائما في نشاطها، فبدونهم «لا تستطيع أن تقوم بعمل كبير كالذي تقوم به»، حسبها.
و تحلم الشيف نور الهدى، أن تتمكن ذات يوم من فتح مدرسة لتعليم الطبخ، لتتمكن من نقل تجربتها إلى الجيل الجديد، مؤكدة «هناك من يظن بأن الطبخ صعب، بينما هو سهل جدا،  يحتاج فقط إلى معرفة بعض الفنون و الأسرار «،  وتنصح كل من يريد تطوير نفسه في هذا المجال بالدراسة المستمرة والإطلاع و المطالعة، فعالم الطبخ و الحلويات واسع جدا، لكن لا بد أن تتوفر الرغبة و الحماس للإبداع فيه.   
    ع.نصيب