• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
قال الفنان الشاب كريم درسوني بأنه تعلم الطبوع الفنية التراثية القسنطينية على يد كبار الشيوخ، و في مقدمتهم آخر أعمدة المالوف عمه المرحوم قدور درسوني، و ذلك منذ كان فتى يافعا، و قضى حوالي ربع قرن كمغن للعيساوة و المالوف و عازف على عدة آلات إيقاعية و رئيس جمعية فنية، لكنه، كما أكد للنصر، يعاني التهميش و لا يتلقى دعوات لإحياء الحفلات و التظاهرات التي تنظم بعقر دياره و ترفض المشاريع التي يتقدم بها للجهات المعنية، و يظل رهانه الأكبر مواصلة مسار و رسالة عمه في الحفاظ على الموروث الموسيقي القسنطيني الأصيل، و يتمنى أن يصبح خليفته في الساحة الفنية بالإرادة و الاجتهاد و يبقى التوفيق من الله، كما عبّر.
الفنان كشف للنصر، بأنه ينتمي إلى عائلة فنية عريقة، ليس من جهة عمه فقط، فقد كان والده من مريدي الطريقة العيساوية و كان يؤدي هو و شقيقه خير الدين الطابع العيساوي، و كان يرافق والده منذ كان في الخامسة من عمره إلى مجالس العيساوة، في حين كان جده لوالدته الشهيد عبد القادر بن جبار، ولوعا بالمالوف و كان يسعى، بمعية عمه قدور درسوني، للحفاظ على هذا التراث الثري. كما احتك بالشيوخ عبد المؤمن بن طوبال و هني بسطانجي و عبيد شارف بلقاسم، لكنه ، كما أكد، يعتبر عمه قدور مدرسته الحقيقية في الموسيقى و الغناء ، فقد درس قواعد الموسيقى على يده بمتوسطة خديجة أم المؤمنين بقسنطينة، و اكتشف موهبته في الغناء و العزف مبكرا و صقلها بالتكوين و التوجيه المتواصلين، مؤكدا أن ذاكرته ظلت قوية إلى أن وافته المنية قبل أسبوع تقريبا، تاركا خلفه فراغا رهيبا لا يمكن أن يملأه أحد، فقد كانت علاقتهما قوية تتجاوز علاقة الأستاذ و العم، إلى الأب الروحي و السند.
و ذكر المتحدث، و هو من مواليد 1980 ، أنه بدأ مساره الفني في سنة 1995 ، بعد أن تعلم الغناء و العزف على عدة آلات موسيقية ، خاصة الإيقاعية بكل أنواعها من دف «دربوكة» و طار و نغرات، فبعد أن كان هاويا للفن، أصبح فنانا محترفا، يحمل اليوم إلى جانب بطاقة الفنان، بطاقة انخراط في الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، و اتخذ لعدة سنوات الفن كمصدر رزق و لو أنه شحيح، ما جعل عمه ينصحه بالبحث عن عمل يسترزق منه، لتحسين وضعيته المادية، دون أن يتخلى عن الفن الذي لا يضمن الدخل القار، كما كان يوصيه دائما بالالتزام بالصلاة و واجباته الدينية.
و أشار كريم إلى أنه كان يشارك مع عمه إحياء حفلات عائلية، فكان هذا الأخير يغني المالوف و يرافقه هو في الجوق بالقرع على الدربوكة أو الطار، و في 1997 شارك في إحياء أول حفل رسمي عمومي بمسرح الحاج محمد الطاهر الفرقاني مع فرقة الرجال العيساوية، كما قال، كما كان الفنانون القسنطينيون، على غرار كمال بودة يتصلون به للعزف ضمن فرقهم الموسيقية و ترتيب برامج حفلاتهم، كما شارك في إحياء عدة حفلات و مهرجانات وطنية و دولية كعازف و مغني رئيسي لطابعي المالوف و عيساوة، و له تسجيلات بثت عبر التليفزيون الجزائري، كما رافق عمه للمشاركة في الحفل الختامي لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية .
في 2013 اقترح الفنان الشاب على عمه الذي كان قد اعتزل الفن، أن يؤسس جمعية أحباب الشيخ درسوني، فأسعده ذلك، كما قال، و تحمس أكثر عندما أطلعه على برنامجها و أهدافها، و في مقدمتها تأسيس فرقة موسيقية كبيرة و مجموعة صوتية بقيادة كريم، تجمع شمل الموسيقيين و المغنيين من تلاميذ الشيخ إلى جانب أعضاء من مريدي الطريقة العيساوية، من أجل رفع مشعل التراث القسنطيني و المحافظة عليه و حمايته من الضياع و النسيان، و اعترف المتحدث أن المالوف، بدأ خلال السنوات الأخيرة يفقد مكانته في عقر دياره، تاركا المجال لطبوع أخرى، ما جعله يراهن على نجاح الجمعية التي حظيت بدعم و مساعدة عمه.
و أضاف كريم بأنه كان يتلقى عروضا للمشاركة في إحياء حفلات و حضور تظاهرات فنية و ثقافية بولايات أخرى مع فرقة الجمعية أو بمفرده كعازف و مغن محترف، في حين لم يكن يتلقى دعوات لإحياء حفلات أو حضور تظاهرات في مسقط رأسه، و كلما كان يتقدم بمشروع عمل فني للمسؤولين عن الثقافة بقسنطينة، يتم رفضه، كما أكد، باستثناء مشروع حفل تكريم عمه الشيخ قدور درسوني في العام الفارط، الذي دعمه مدير الثقافة و مديرة دار الثقافة مالك حداد، و قدم خلاله رفقة جوق الجمعية قصيدة «العقيقية»، تكريما للقامة الفنية قدور درسوني، و لو أنه لم يتمكن من حضوره لأسباب صحية.
و أعرب الفنان عن أسفه لأن أفكاره كانت تسرق منه و تجسد من قبل آخرين، و صادف عدة صعوبات في مساره في مقدمتها التهميش و الإقصاء، لكنه لم يتخل عن الفن الذي يسري حبه في دمه منذ صغره، و لا ينظر إليه كسلعة أو تجارة لتحقيق الأرباح المادية مثل بعض الدخلاء على الساحة الفنية. في المقابل تحدث بفخر عن تسجيله بمعية فرقته نحو 20 قرصا ضاغطا يضم قصائد عيساوية و رحمانية و هدوة ، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، في إطار المحافظة على التراث غير المادي.وذكر الفنان أن أهم مشاريعه على المدى القريب، تسجيل ألبوم يضم مدائح دينية تراثية.بخصوص رمضان الذي صادف هذه السنة لأول مرة في التاريخ، مرحلة الحجر الصحي كإجراء وقائي من فيروس كوفيد 19 ، أعرب كريم عن أسفه لاختفاء معظم عادات و تقاليد رمضان الأصيلة في هذا العصر، لكنه كرب أسرة يدعو زوجته لتحضير مأكولات تقليدية، خاصة شربة الفريك «الجاري» ، البوراك، و الحلويات، و يقضي السهرات مع زوجته و ابنه في مشاهدة التليفزيون أو متابعة بعض مواقع الإنترنت الترفيهية و المفيدة، في انتظار أن يزول الوباء و ينتهي البلاء عن بلادنا و العالم ككل، و تعود الأمور إلى مجاريها. حاورته إلهام طالب