التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
ترى الصحفية بالتلفزيون الجزائري دليلة بلوشراني، بأن استخدام صفة الإعلامي، بات مبالغا فيه لوصف تجارب فتية في المجال الذي قدمت له 20 سنة من عمرها، انتقلت خلالها بين عدد من الأقسام، دون أن تفقد حبها للمهنة التي قالت، بأنها لا تعترف بالجنس و تتطلب التزاما تاما، كما حدثتنا في هذا الحوار، عن علاقتها بالمطبخ و عن مفاجآت و طرائف البث المباشر، و كشفت عن رأيها في امتهان مشاهير اليوتيوب للتقديم التلفزيوني وعن تقييمها لمحتوى البرامج الرمضانية وكيف استطاعت حل معادلة الصيام و العمل و كوفيد 19.
* حاورتها: هدى طابي
ـ يحلم الكثيرون بالالتحاق بالتلفزيون الجزائري حدثينا عن الفرصة التي فتحت أبوابه أمامك؟
ـ السمعي البصري كان خيارا أردته منذ الطفولة، فقد حلمت دائما بأن أكون وجها تلفزيونيا، ولذلك درست الإعلام و الاتصال بجامعة الجزائر، وبعد تخرجي بسنة التحقت بالتلفزيون الجزائري و تحديدا الجزائرية الثالثة، التي كانت قد انطلقت في البث لتوها سنة 2001، كنا طاقما فتيا يتمتع بالإرادة و حب المهنة، حينها بدأنا فقط بنشرة الخامسة، وبالتالي فإن انطلاقتي كانت من قسم الأخبار عملت حينها على إعداد الروبورتاجات و معالجة الأخبار الدولية على غرار ملف ساحل العاج، كما أعددت برامج خاصة في قسم الإنتاج، كالبرنامج السياحي « خليكم معنا»، بعدها غطيت الحملة الرئاسية و أحداث زلزال بومرداس و لا تزال الرحلة متواصلة.
ـ هل توافقين الرأي بأن المرور عبر القسم الخبري ضروري لتكوين الصحفي وخطوة نحو باقي الأقسام؟
ـ فعلا أقول دائما بأن الصحفي يجب أن يمر عبر كل الأقسام بما في ذلك القسم الخبري أو الحدث، عن نفسي كانت تجربتي ثرية و الحمد لله، فقد أعددت تحقيقيات كثيرة، كما حضرت عديد الحصص و أشرفت على إعداد محتواها و حتى إخراجها، من بينها « لو زرتنا»، «فن بلادي» كما قدمت مجموعة من البرامج منها « خليكم معانا» الاجتماعي الثقافي الذي قدمته لمدة ثلاث سنوات و قد كان مباشرا يدوم لمدة ثلاث ساعات كاملة، ثم توجهت إلى المجال الفني عبر بوابة برنامج « فنانكم» الذي كنت أقدمه كل أسبوع، ونقلته من الأستوديو إلى الهواء الطلق أين كنت أعمل بكاميرا واحدة و هي تجربة تعلمت منها الكثير تقنيا.
ـ من خلال معاينة محتوى برامجك يبدو بأن لديك ميولات ثقافية و فنية منذ البداية، هل تجدين العمل في هذا القسم سهلا كما يعتقده الكثيرون؟
ـ هو ليس تفضيلا، كما سبق و قلت، أنا منفتحة على كل الأقسام و الأنواع الصحفية، و تجربة القسم الاجتماعي كانت ضرورية بالنسبة لي لأنني أؤمن أن ما أقدمه يجب أن يضيف شيئا أو يؤثر إيجابا و معالجة قضايا المجتمع سمحت لي بتحقيق ذلك.
بخصوص العمل في هذا التخصص الصحفي، أقول بكل صراحة بأن الأمر صعب خصوصا ما تعلق بالبرامج الفنية و الثقافية، لأنه يتطلب بحثا مكثفا و تكوين خلفية جاهزة عن المسيرة الكاملة للضيف أو الفنان، كنت اتصل بالعديد من رفقاء الضيف قبل تسجيل الحلقة و أقضي وقتا أمام شاشة الحاسوب و أنا أتصفح مسيرته عبر الأنترنت، ولا أخفيكم كم ساعدني الأستاذ بن دعماش في هذا الجانب.
حقيقة وجدت نفسي في هذا المجال، وقدمت برنامج «فنانكم» لمدة أربع سنوات تقريبا، بعدها انتقلت لبرنامج « حنين» وهو عمل أصعب لأنني كنت أدير حوارا حول شخص غير موجود و أعيد كتابة سيرته من خلال النبش في ذاكرة من عرفوه، وقد انهيت بهذا الخصوص عددا حديثا عن الفنان نبلي فاضل، تطلب مني العمل عليه قرابة ثلاثة أشهر.
ـ عدت مجددا إلى قسم الأخبار من خلال معرض الصحافة هل هو الحنين أم ضرورة فرضها التوجه الجديد لقنوات التلفزيون الجزائري ؟
ـ الانتقال فرضه التوجه الإخباري الجديد و الكامل للجزائرية الثالثة، قررت أن أعد وأقدم معرض الصحافة لأنني أحب القراءة و المطالعة، يقتصر الأمر حاليا على فقرة صباحية، لكن طموحي هو توسيعها لتتحول إلى برنامج مستقل يمكنني من تخطي عقبة ضيق الوقت الذي لا يتعدى « 8 دقائق» و تقديم محتوى أكبر خصوصا ما تعلق بالصحافة الدولية و حتى المحلية.
ـ على أي أساس تختارين المحتوى الذي يعرض و هل هناك مادة معينة شدتك على صفحات النصر، في الفترة الأخيرة خصوصا وأن الجريدة حافظت على عدد صفحاتها في ظل الجائحة؟
ـ عادة ما أطيل السهر إلى ما بعد منتصف الليل في انتظار طرح الجرائد لنسخها الإلكترونية، علما أن بعض معارفي يبادرون بإرسال النسخ في وقت أبكر كي أتمكن من تصفحها، وهكذا أبدأ في قراءتها و أختار منها مادة منوعة تجمع بين الحدث و الخبر الثقافي و الدولي و الفني و هي مادة يشترط فيها الأهمية كإبراز ابتكارات الجزائريين و غير ذلك.
بخصوص جريدة النصر، أركز كثيرا عليها رفقة جريدة الجمهورية باعتبارهما قطبان إعلاميان يغطيان أخبار الشرق و الغرب، ما يستقطبني على صفحاتكم هي الحوارات اليومية مع العلماء و الباحثين الجزائريين، إضافة إلى الصفحات الرمضانية التي استمتع بها كقارئة أولا، سواء فقرات الصحة و التغذية أو المواضيع الرئيسية.
ـ أنت من الوجوه التي تميز البرامج المباشرة و الحوارية وكثيرا ما تطلين على الجمهور صبيحة الأعياد، ما هو معيار النجاح على المباشر و هل من مواقف طريفة أو محرجة تعرضت لها خلال مسيرتك؟
ـ الأمر يحتكم لشخصية الفرد وقد ساعدني طبعي العفوي على التعامل مع عديد المواقف و على كسر الروتين، فالأهم هو الابتعاد عن لغة الخشب و التنميق، لأن المشاهد ذكي و لا يحتاج لأكثر من أن يضع المذيع نفسه مكانه يطرح الأسئلة التي تهمه فعلا.
طبعا المباشر لا يخلو من المواقف الطريفة و المفاجأة، أذكر أنني في بداياتي استضفت إحدى الجمعيات خلال تقديمي لبرنامج خليكم معانا، حينها أحضروا معهم غزالة، وقد كنت أنشط الحصة بكل تركيز إلى أن بدأ الحيوان في أكل أوراق الملاحظات التي أحملها في يدي، انفجرت ضاحكة على المباشر و لم استفق من الصدمة إلا و أنا أنظر إليها و هي تلوث الأرض « لقد بللتها على المباشر».
ـ العمل الصحفي يتطلب التواجد بشكل دائم في الميدان و في مختلف الأوقات، هل سرقت منك الصحافة لحظات هامة كامرأة؟
ـ الأمر يتعلق بالتنظيم، صحيح أنني كثيرا ما أغيب عن أبنائي بسبب مهمات العمل وهو أمر يشتكون منه، لكنني أحاول تعويضهم في كل مرة، أجتهد كثيرا لأوازن بين عائلتي و عملي حتى أنني اضطررت لتأجير بيت بالقرب من مقر التلفزيون لأكسب الوقت، مع ذلك أقول بأن الصحافة مهنة تتطلب التزاما مطلقا، ولا تعترف بالجندر، لا فرق فيها بين المرأة و الرجل و المهنية تتطلب منا الاستعداد دائما للعطاء، أذكر أنني كنت حاملا بطفلي الأول، مع ذلك ذهبت في مهمة إلى حدود تمنراست في أقصى الصحراء لإجراء تحقيق حول الهجرة غير الشرعية و تهريب المخدرات.
هذه المهنة تتضمن جانبا من المسؤولية الإنسانية، وقد سبق لي أن عشت تجارب هامة بفضلها، قبل سنوات أجريت تحقيقا بمدينة خنشلة بواد جر تحديدا، رافقت خلاله عناصر الحماية المدنية إلى مغارة بعمق 30 مترا تحت الأرض، لاسترجاع رفات شهداء ظلوا هناك لسنوات، كان ذلك مؤثرا جدا فقد وجدنا مقتنياتهم الشخصية و كانوا شبابا لا تتعدى أعمارهم 20 سنة، وهي تجربة لن أنساها.
ـ أخبرينا كيف تتعاملين مع كماشة رمضان و العمل و كوفيد 19؟
ـ في البداية كان الأمر صعبا، فقد أصبحت لا أنام إلا قليلا لكنني تأقلمت الآن مع الوضع، حتى أنني فضلت العمل و عدم التخلي عن زملائي على التواجد في عطلة استثنائية بسبب الفيروس.
ـ هل أنت من هواة الطبخ و ما رأيك في القنوات الخاصة التي تغزو يوتيوب لتعليمه؟
ـ صراحة لست ممن يحبون تصوير موائدهم في رمضان و عرضها على مواقع التواصل، أعتقد أن الأمر شخصي وحتى هذه القنوات لا تستهويني، أفضل عموما طبخ بعض الوصفات البسيطة بالاعتماد على وصفات أمي و جدتي التقليدية زملائي يحبونها و يثنون على طعامي كلما أفطروا في بيتي، أنا ابنة القصبة و لذلك أهوى « المشرملة و الدولمات الشطيطحة و كل ما هو تقليدي».
لا أقضي الكثير من الوقت في المطبخ وأفضل استثماره في أمور أخرى أهم، أعتبر نفسي محظوظة لأن زوجي و ابني عكسي فهما يحبان الطبخ و يستمتعان بتحضير ما يشتهيانه، ربما هما أكثر اهتماما بقنوات اليوتيوب، في حين أتكفل أنا في العادة بحلويات العيد.
ـ بالحديث عن مواقع التواصل ما رأيك في التحاق مشاهير اليوتيوب بالتلفزيونات و تعميم استخدام صفة إعلامي على كل من يظهر على الشاشة؟
ـ عادة لا أطلق أحكاما مسبقة على الآخرين، أفضل أن أقيم الأشخاص من خلال ما ينتجونه، إذا كان هناك يوتوبر قادرا على اقتراح محتوى مفيد و تقديم إضافة نوعية فلا أعارض ظهوره على التلفاز، أما إذا كان ما يقدمه غير مناسب فأنا طبعا ضد، الكثيرون انطلقوا من الصفر و لا أعتقد أن من اشتهرت بتجارة بسيطة في السابق لا تستحق فرصة الظهور على الشاشة، خصوصا إن كان لديها شيء إيجابي تضيفه.
بالنسبة لصفة الإعلامي، أظن فعلا أن توظيفها بات مبالغا فيه لأنها أصبحت تسند لكل من يظهر للحظات على الشاشة، شخصيا لا أتجرأ على وصف نفسي بالإعلامية بالرغم من أن تجربتي في المجال تعادل عشرين سنة، الانفتاح الإعلامي جيد و تعارض الآراء كذلك، السيء هو ضعف التكوين و ممارسة الصحافة لغرض الربح بدلا من تقديم خدمة عمومية.
هـ / ط