* تعليمات لمواصلة الاستماع للمنظمات النقابية وتلقي اقتراحاتها وملاحظاتها lلجنة لدراسة الاختلالات في القوانين الأساسية لقطاع الصحة* الوزير حاجي: الحوار...
كشف الديوان الوطني للحج والعمرة عن تكلفة الحج لموسم 2025/1446 هجري، المقدرة بـ 84 مليون سنتيم، شاملة تذاكر السفر ذهابا و إيابا من المملكة العربية...
حددت وزارة التربية الوطنية، في بيان لها، أول أمس الخميس، الفترة ما بين 2 إلى 16 فيفري لمراجعة بيانات المسجلين في امتحاني شهادة التعليم المتوسط...
توجت أشغال الدورة 12 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، التي انعقدت، اليوم الخميس بالجزائر...
يرتبط فصل الصيف بارتفاع كبير في درجات الحرارة، خاصة في المناطق الصحراوية، و من بينها وادي سوف، التي تسجل درجات قياسية، قد تتجاوز عتبة 50 درجة في الظل نهارا، و تفوق 40 درجة ليلا، مما يحتم على سكانها تغيير عديد العادات المعيشية، خاصة في شقها المتعلق بالأكل و الشرب.
تعد وادي سوف من المدن الصحراوية ذات المناخ الحار جدا صيفا، ما يجبر سكانها على تغيير نمط حياتهم اليومية و يختلف ذلك من جيل إلى آخر، لكن يشترك الجميع في الاعتماد على وجبات خفيفة، باردة ، و ما يتوفر من فواكه موسمية، محلية يتقدمها التمر و الحليب، و هما سيدا المائدة السوفية، دون منازع.
السلطات و الخضر الطازجة في الغداء و العجائن للعشاء
أكدت ربات بيوت من الوادي للنصر، أن فصل الصيف يخفف عليهن عناء التفكير في تحضير وجبة غذاء أو عشاء دسمة تستغرق وقتا و جهدا لعائلاتهن، لأن كافة أفراد عائلاتهن يجمعون على ضرورة تحضير وجبات خفيفة و باردة سهلة و سريعة التحضير، ترافقها فواكه موسمية، حسب الرغبة و الحاجة، و أيضا الإمكانيات المادية.
قالت لنا السيدة نورة، ربة أسرة تتكون من 12 فردا ، أنها تشعر براحة كبيرة عند حلول الصيف، لأنها تحضر وجبات خفيفة، حيث تتكون عادة وجبة الغداء من صحن تمر و حليب، و كذا سلطة باردة، تتكون من الخضر الموسمية المتوفرة، على غرار الخيار، الطماطم و «الفقوس الأخضر»(القثاء يشبه الخيار لكنه أطول منه) و البنجر السكري، فيما تتكون وجبة العشاء من العجائن و الأرز.
وذكرت إيمان.س، موظفة و ربة بيت، أنها لا تجد صعوبة في تحضير الوجبات الغذائية خلال فصل الصيف، في ظل توفر معجون التمر «الغرس»، و مختلف الخضراوات الموسمية الطازجة التي تقوم بتقطيع كميات منها كل نهاية عطلة الأسبوع، لكي تسهل عليها عملية تحضير السلطة لوجبة الغداء بشكل يومي، طيلة أيام الصيف، دون الحاجة إلى الطهي أو التسخين، في حين تحضر لوجبة العشاء سلطة الأرز، أو طبق عدس أو بعض العجائن، كما تحرص على تحضير طبق الكسكسى بمختلف أنواعه مرة كل أسبوع.
البطيخ الفاكهة الأكثر استهلاكا بالوادي
يتوجه الرجال يوميا إلى سوق الخضر والفواكه، أو المحلات التجارية، من أجل اقتناء فواكه طازجة، خاصة البطيخ بأنواعه، الذي يعتبر الأكثر طلبا و استهلاكا بالمنطقة، سواء كان محليا ، أو ذلك الذي يجلب من بعض المدن الأخرى، ناهيك عن الفواكه الموسمية الأخرى، كالمشمش و التين.قال للنصر مسعود ليمام، موظف متقاعد من بلدية الوادي، أنه يقصد كل صباح السوق المركزي للخضر و الفواكه، بحثا عن أجود أنواع البطيخ الأحمر، لأنه فاكهته المفضلة في هذا الفصل، خاصة ذاك الذي يتم جلبه من منطقة
المنيعة و بعض ولايات الغرب، فهو الأشهى و الأحلى مذاقا من المحلي، حسبه، كما يقتني من السوق الخضر و الفواكه الأخرى، حسب طلب أفراد عائلته.
في حين تغتنم الكثير من العائلات فرصة مرور مركبات الباعة المتجولين ، الذين يستعملون عادة مكبرات الصوت للترويج لما يعرضونه من خضر و فواكه عبر الأحياء ، لاقتناء كل احتياجاتهم اليومية منها، و يعتبرونها الأفضل نوعية و سعرا و الأقرب إليهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
العصائر الطبيعية و «الوزوازة» لإرواء العطش
تحرص الكثير من ربات البيوت على تحضير عصائر ومشروبات طبيعية، بالاعتماد على الفواكه و الخضر المتوفرة لديهن، وتبريدها لشربها مع الوجبات الغذائية، أو تعويضها ببعض العصائر المصنعة و المشروبات الغازية، حسب الذوق.في حين لا تزال عديد ربات البيوت تحرصن على تحضير بعض الخلطات الطبيعية التي تعتمد على مستحلب مجموعة من الأعشاب التقليدية، و تحليتها بتمر الغرس، على غرار مشروب 40 عشبة، المشهور باسم « الوزوازة».
عائلات تحرص على شرب الشاي في الفطور
الملاحظ أن بعض العائلات تكيف فطور الصباح مع احتياجاتها في فصل الحرارة، حيث تقبل على شرب الشاي بنوعيه الأخضر و الأحمر، بدل الحليب الممزوج بالقهوة، في حين لا تتنازل العديد من الأسر عنه، في حين تحرص على إنقاص المواد الدسمة في هذه الوجبة كالزبدة و الزيت.
قالت الحاجة ياسمينة للنصر أنها رسخت عادة شرب الشاي صباحا خلال موسم الحر منذ أزيد من 20 سنة، بين أبنائها وأحفادها، و ترى أن شرب الحليب بالقهوة وحده خلال هذا الموسم، يمكن أن يشعر شاربه بالغثيان، بينما اعتبرت الشاي، خاصة الأحمر صحيا و خفيفا و مريحا للمعدة.
أما حسن.غ فقال لنا أن عائلته منقسمة بين الراغبين في شرب الشاي معه صباحا ، ومن يطالب بتوفير الحليب و القهوة على مائدة الفطور، إلا أنه يقلص من بعض المواد في ذات الوجبة، على غرار زيت الزيتون، الجبن و الزبدة ، ويكتفي بكأس شاي خفيف، مع القليل من النعناع.
بطلب من زبائنهم بالوادي مطاعم ومحلات تقدم أطباقا خفيفة
تشرع ككل صيف أغلب المطاعم ومحلات الأكل السريع بالوادي في تحضير أطباق خفيفة على غرار أنواع السلطة و عصائر الفواكه الطبيعية، مع التخلي عن بعض المواد السريعة التلف، كمادة “المايونيز” و “الكاشير”، لتجنب التعرض لتسمم غذائي محتمل. قال فيصل ميدة، صاحب محل للأكل الخفيف بعاصمة الولاية، أنه ككل صيف يكيف الأطباق التي يقدمها لزبائنه، و أغلبهم من فئات الموظفين و أصحاب المؤسسات الخاصة، الذين يطلبون منه توفير مأكولات غير مقلية أو محشوة بمواد دسمة، يحضرها بمواد مسلوقة كالبطاطس و البيض.
و أكد من جهته حسين مستور، صاحب مطعم ببلدية الوادي أن زبائنه يطلبون منه تحضير وجبات غذائية لا تختلف عما يستهلكونه في بيوتهم، فيركز طيلة الصيف على تقديم وجبات باردة و خفيفة، تتكون من الخضار المسلوقة أو النيئة أساسا. و قال أحمد صالحي، صاحب محل تجاري، أنه يضطر للمكوث في محله من الصباح إلى غاية المساء، نظرا لبعد مسكنه ، و يتوجه إلى بعض المطاعم ومحلات الأكل الخفيف التي توفر له هو و عدد من زملائه، وجبات اعتبرها خفيفة و صحية مناسبة.كما أن المقاهي توفر لروادها من بعد العصر إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، عصائر طبيعية بأذواق ونكهات متعددة ، يتم تقديمها باردة لهم ، كما تعرض عليهم المثلجات بنوعيها التي يتم تحضيرها يدويا، أو المعلبة، بالإضافة إلى القهوة، الشاي و المشروبات الغازية. و لاحظت النصر أن بعض أصحاب محلات بيع المواد الغذائية ، تقلص أو تتخلى عن الكثير من المواد التي تتأثر بارتفاع درجات الحرارة في الصيف، حيث يمكن أن تتعرض للتلف أو يتغير طعمها أو رائحتها ، على غرار عديد أنواع المكسرات و الحبوب التي يمكن أن تظهر بها بعض الحشرات الصغيرة و تتكاثر بفعل الرطوبة و الحرارة المرتفعة داخل الأكياس.
كما تساهم دوريات المراقبة و قمع الغش التابعة لمصالح التجارة في التحول للأكلات الخفيفة و الباردة الخالية من كل المواد السريعة التلف و التي يمكن أن تتسبب في التسممات الغذائية، و تحرص هذه المصالح بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، على تنظيم حملات تحسيسية، و الدعوة للاهتمام بنوعية الوجبات المقدمة لشرائح واسعة من المجتمع. و تبقى ولاية الوادي كغيرها من مناطق الوطن، تتميز بعديد العادات والتقاليد التي ترتبط بالصيف في الأكل و الشرب و اللباس، و يتعداها البعض إلى المسكن، إذ يغادرون منازلهم في العطلة الصيفية و يتوجهون إلى ولايات ساحلية أو مدن صيفها أقل حرارة من مسقط رؤوسهم، في حين يفضل آخرون تشييد مسكن فسيح داخل مستثمرة فلاحية أو غابة نخيل خاصة.
م.ب