أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تعد ولاية قالمة معبرا استراتيجيا للسلع و المعدات الخاصة، القادمة من الموانئ الشرقية للبلاد، كمينائي عنابة و سكيكدة، نظرا لموقعها المتميز الذي يربط بين تلك الموانئ والأقطاب الصناعية، بالمناطق الداخلية للبلاد، فهي بوابة اقتصادية حيوية، و ممر لقوافل السلع القادمة من وراء البحر.
تعتبر المعدات الصناعية الخاصة، الأكثر عبورا لطرقات ولاية قالمة، بينها الطريق الوطني 80 القادم من ولاية سكيكدة، و الطريق الوطني 102 باتجاه أم البواقي، و الطريق الوطني 20 ، شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بالمنطقة، و لا تزال هذه المسالك الحيوية محافظة على مكانتها، رغم بناء الطريق السيار شرق ـ غرب، بمحاذاة الموانئ و القواعد الصناعية الكبرى، حيث تفضل شركات النقل الاستثنائي للمعدات الخاصة، المرور عبر الوطنيين 80 و 20 و الوطني 102، لتفادي الحواجز المعيقة كالجسور غير القادرة على تحمل الثقل الكبير، و الشبكات المختلفة.
و تمضي قوافل النقل الاستثنائي عدة أيام بتراب ولاية قالمة، للحصول على رخص المرور فوق المنشآت الفنية، و التوقف التقني بعدة نقاط لتفادي زحمة السير، و ضمان المرافقة الأمنية، التي تعتبر ضرورية لتفادي مشاكل المرور، و تنفيذ برنامج العبور، إلى غاية مغادرة تراب الولاية عبر الوطني 102 باتجاه أم البواقي، أو الوطني 20 باتجاه قسنطينة، و من هناك إلى ولايات الجنوب، وجهة أغلب المعدات الخاصة التي تعبر ولاية قالمة باستمرار.
قال أحمد زيتوني، المهندس بمديرية الأشغال العمومية بقالمة للنصر، بأنه وقبل دخول قوافل النقل الاستثنائي للمعدات الخاصة إلى تراب الولاية، يتم الإطلاع على البطاقة التقنية للحمولة من حيث الوزن و الارتفاع و العرض، و معرفة إذا كانت مسالك العبور ملائمة لهذا النوع من المعدات و الشاحنات، قبل الموافقة على المرور، و غالبا ما يتم اختيار نهاية الأسبوع، لتحرك هذه القوافل، حتى لا تتعطل حركة السير، خاصة على الطرقات الضيقة ذات المسار الواحد.
و يحبس المهندسون أنفاسهم عندما تصل تلك المعدات الثقيلة إلى الجسور القديمة، فربما قد يحدث خطأ في الحسابات و يتضرر الجسر، و تتعطل القافلة و تصاب حركة السير بالشلل.
و عندما تراود المهندسين الشكوك، يمنعون المرور على تلك الجسور، فتضطر قافلة النقل الاستثنائي إلى شق مسلك ترابي بديل، لتجنب تلك الجسور، ثم العودة من جديد إلى المسار المعبد.
و نظرا لخصوصية شاحنات النقل الاستثنائي، فإن بعض القوافل لا يمكنها السير ليلا، لأنها تفقد الرؤية الجيدة للتحكم في المعدات الخلفية المساعدة على عبور المنعرجات الحادة، بواسطة نظام توجيه هيدروليكي، يمنع خروج العجلات الخلفية عن مسارها.
و يوصف قادة شاحنات النقل الاستثنائي برجال التحدي، فهم ممنوعون من السير في الليل، خاصة إذا كانوا يقودون الشاحنات التي تعمل بنظام التوجيه الخلفي الذي يحتاج إلى رؤية جيدة، حتى تنجح مهمة التواصل بين السائق الرئيسي في المقدمة، و موجه النظام الهيدروليكي الخلفي، الذي يسمح بانسياب العجلات و دورانها المرن بالمنعرجات.
و تعد التوربينات العملاقة و المصانع المفككة، و محطات توليد الطاقة، و معدات النفط، و قطع الجسور، من أهم المعدات الخاصة التي تعبر ولاية قالمة باستمرار، و تصنع الفرجة و المتعة بالمدن و القرى التي تمر منها، و لا يتردد الفضوليون في التقاط صور تذكارية مع القطع العملاقة بمواقع التوقف أو خلال التحرك البطيء على الطرقات، و التحدث مع السائقين حول مغامراتهم و قدرتهم على تحمل متاعب و أخطار المسار الطويل، بعيدا عن الديار طيلة شهور طويلة.
كثيرا ما تتسبب قوافل النقل الاستثنائي في زحمة سير خانقة على طرقات قالمة، خاصة بمرتفعات سلاوة عنونة على الوطني 20 ، و منعرجات بوعاتي محمود و حمام أولاد علي، على الوطني 80، و رغم ذلك، فإن مستعملي الطريق و سكان مدن و قرى العبور، يبدون صبرا جميلا عندما يستقبلون الضيف المعدني العملاق، القادم من وراء البحر إلى البراري الجزائرية الواسعة، حيث آبار النفط و قواعد الطاقة و المصانع الكبرى.
و قال سائق شاحنة للنقل الاستثنائي للنصر، بأن قافلته التي انطلقت من ميناء سكيكدة، أمضت أياما طويلة للوصول إلى أحد مواقع التوقف التقني ببلدية مجاز عمار على الطريق الوطني 20 غرب قالمة، مضيفا بأن وجهته الصحراء البعيدة، و سيقضي شهرين كاملين من السير للوصول إلى تلك الوجهة.
و تعمل ولاية قالمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، على تطوير شبكة الطرقات المحلية، ببناء مسارات مزدوجة تسمح بإحداث مرونة أكبر عند مرور قوافل النقل الاستثنائي، الحاملة للمعدات الخاصة، الموجهة لدعم الاقتصاد الوطني، خاصة اقتصاد الطاقة التقليدية، التي تبقى شريان الحياة في البلاد.
فريد.غ