الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
استحوذت لعبة «ببجي الشهيرة» بشكل رهيب على اهتمام الأطفال و المراهقين في السنوات الأخيرة ناهيك عن تسللها إلى عقول الشباب الذين أصبحوا يدمنونها دون وعي، ولا إدراك لمخاطرها سواء من الناحية الصحية أو السلوكية أو الفكرية.
صدرت اللعبة بتاريخ 23 مارس 2017، و هي عبارة عن محاكاة لساحات معارك جنودها لاعبون مجهولون على الإنترنت. عدد اللاعبين في لعبة ببجي 100 لاعب، يجدون أنفسهم على خريطة، ثم يبحث كل لاعب عن الأسلحة والذخائر وعلب الإسعاف وحقن الأدرينالين وما إلى هنالك من أدوات اللعبة. تبدأ المعركة التي يكون هدف كل لاعب فيها أن يقتل اللاعبين جميعاً ويبقى حياً حتى النهاية، و في اللعبة ثلاث خرائط يقوم اللاعب باختيار واحدة منها ليدخل إلى المعركة، وتختلف الخرائط الثلاث من حيث الحجم والطبيعة فالخريطة الأساسية هي الخريطة المتوسطة وتتألف من جزيرتين متصلتين وفيها غابات، فيما تبدو الخريطة الثانية أكبر وذات طبيعة صحراوية، أما الخريطة الثالثة فهي الأصغر حجماً وهي عبارة عن ثلاث جزر خضراء متصلة مع بعضها.
وتنتمي لعبة "ببجي" التي تتصدر قائمة أكثر الألعاب الإلكترونية استخداما عبر العالم، إلى خانة الألعاب العنيفة، إذ تعتمد على معارك الصمود، و يتوجب على اللاعب أن يحافظ على حياته داخل اللعبة حتى النهاية وذلك من خلال اتباعه لإستراتيجية ناجحة في تجميع الأسلحة والذخائر والدروع، والحفاظ على حياته بمواجهة اللاعبين آخرين وقتلهم جميعاً.
ومن الملاحظ أن اللعبة تلامس الواقع تقريبا، بحيث تجعل اللاعب يندمج معها بشكل كبير بفضل التقنية المتطورة و محاكاة تفاصيل المعارك، فينغمس بذلك في الخيال والعالم الافتراضي ويصبح جزءا من أرض المعركة المجهزة بالأسلحة و المركبات القتالية، التي تضاعف الحماس و تحول الاقتتال إلى أمر مسل وكأنه تحد من أجل إثبات التفوق.
إدمان لا شعوري
ويعد إدمان اللعبة عالميا ولا يقتصر على الجزائريين فقط، و قد بينت دراسات تناولت تأثيراتها، أن خطورة اللعبة تكمن في أنها عنيفة جدا لكن لاعبيها لا يشعرون بذلك، بل على العكس يسبب الحماس و الواقعية فيها إدمانها، و تؤثر في لاعبيها وفي أفكارهم وسلوكهم ومشاعرهم بشكل ملحوظ، فيصبحون أكثر عدوانية أو انتحارية، أو يكونون أكثر حدة واضطرابًا، ولا تحدث هذه التغيرات فجأة، ولكنها تتسرب إلى العقل الباطن بالتدريج و تؤثر على صحته.
وتقول إيمان أن شقيقها الأكبر، أدمن اللعبة منذ سنتين وبات يقضي ساعات وهو قبالة الهاتف، لدرجة تحول معها إلى شخص عصبي و انطوائي.
أما سهام ربة منزل و أم لطفلين، فأخبرتنا أن جارتها تشتكي طيلة الوقت من زوجها الذي انشغل عنها وعن أطفالها بسبب اللعبة، وأنه يقضي وقتا طويلا في المقهى أين يشارك أصدائه اللعب، حتى أن أبنائه باتوا يخجلون من هذا التصرف.
وحسب محمد، وهو واحد من عشاق اللعبة، فإنه اللاعب لا يشعر بمرور الوقت وهو داخل عالم الببجي، لدرجة أن ثلاث ساعات قد تمر بلمحة البصر، وهو يحاول الصمود داخل ساعة المعركة، وهو أشبه بتنويم مغناطيسي، قال بأنه يدرك خطورته، لكنه اعتاد على اللعبة و بات شبه مدمن عليها، رغم أنها تستهلك كثيرا من و قته و طاقته و مشاعره وتفكيره، و تشغله عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والأسرية.
من جهته، يؤكد أيمن البالغ من العمر 28 سنة، أنه هو وأصدقاؤه يدمنون اللعبة فعلا و يجدون صعوبة في التوقف، خاصة وأن كمية الحماس فيها كبيرة و تساعدهم على التخلص من الغضب.
تضعف التحصيل الدراسي
وبينت دراسة أعدها باحثون من جامعة باتنة، بعنوان «الألعاب الإلكترونية عبر الوسائط الإعلامية الجديدة وتأثيرها في الطفل الجزائري دراسة ميدانية على عينة من أطفال ابتدائيات مدينة باتنة»، أن هذه اللعبة تسبب زيادة في النزعة نحو العنف بين الأطفال واعتبار القوة ومظاهر القتال والضرب أساس البطولة والغلبة، كما تؤثر أيضا، على التكوين العقلي والنفسي والجسدي للطفل، بحيث تؤثر في أخلاقه وثقافته، من خلال مضامين العنف والقتال، زيادة على الإضرار به جسديا بفعل تقليد الحركات طول وقت الجلوس و اللعب وخلصت الدراسة، إلى ضرورة تأطير علاقة الطفل بالألعاب الإلكترونية بشكل إیجابي، للتخفيف من تأثيرتها التي تمس حتى التحصيل الدراسي، لأن للعب لساعات طويلة و استهلاك التركيز في الهاتف ينعكس سلبا على استيعاب التلميذ للدروس و على تركيزه داخل القسم.
وكانت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، قد حذرت الأولياء من اللعبة لما فيها من عنف، وجاء في بيان سابق للمنظمة، بأن طفلا تعرض لانهيار عصبي بسبب اللبعة و بدأ في الصراح «راني رايح نموت راني مت..»، و دخل في حالة هستيرية تطلبت عرضه على طبيب نفساني و على إمام أيضا، علما أن الطفل لم يكن يعاني سابقا من أية مشاكل صحية أو نفسية.
uسهام حمادنة أخصائية نفسانية عيادية
ألعـاب تعزل الإنسان عن الواقع و تسبب خللا وظيفيا
تؤكد الأخصائية النفسانية العيادية سهام حمادنة، أن انتشار فيروس كورونا، زاد من توجه الكثيرين نحو الألعاب الإلكترونية التي كانت وسيلة تسلية واستغلت خلال أوقات فراغ الشباب في الحجر المنزلي التي عرفت عودة قوية لألعاب الفيديو و إدمانها حتى من قبل الراشدين، وبالأخص لعبة « ببجي» التي صنفت عالميا على أنها لعبة تسبب الإدمان ولها مخاطر نفسية و جسدية كبيرة منا تحدثت عنه دراسات عديدة تناولتها بالبحث. وتشير الأخصائية، إلى أن الألعاب الإلكترونية باختلافها عبر شبكة الإنترنيت لها تأثيرات سلبية على التحصيل الدراسي و على علاقة الفرد بمحيطه، كما أنها تنمي النزعة إلى العنف و العدوانية ولها أيضا تأثير نفساني و جسماني و مضاعفات على الدماغ و الرؤية و الأداء الوظيفي بصفة عامة.
وبحسبها، فإن إدمانها وتأثيراتها لا يقصران على الأطفال، بل يشملان الراشدين كذلك، وهناك كما قالت حالات إهمال أسري و تخلي عن المسؤولية سببها اللعبة، التي تسبب العزلة الاجتماعية و تراجع الثقة في النفس و عدم القدرة على مواجهة المجتمع الحقيقي و الخوف.
و أرجعت المتحدثة الأمر إلى أن نقص العاطفة والمشاكل الأسرية هي التي تدفع مدمنيها إلى تجنب الاحتكاك مع عائلاتهم و الهرب نحو العالم الافتراضي.
وتؤكد، أن من أهم الإجراءات الوقائية والعلاجية التي يتم تخصيصها للأطفال في هذه الحالة، هي المراقبة الأسرية خصوصا لمن هم دون سن التاسعة ولا يزالون في مرحلة النمو الطبيعي للعمليات الإدراكية والانفعالية.
وتضيف، أنه يتوجب على الشباب والمراهقين التحلي بالإرادة للانقطاع نهائيا عن ممارسة ببجي، و البحث عن بدائل أخرى مناسبة، وهذا بالرجوع إلى النشاطات والألعاب الرياضية والانخراط في المخيمات والنوادي الصيفية
و الكشافية و الخرجات الترفيهية و التركيز على الهوايات كالرسم و مطالعة الكتب وتعلم اللغات وممارسة الرياضة بأنواعها.
وتؤكد الطبيبة، أن العمل لا يقتصر على الأسرة فحسب بل يتطلب جهودا مؤسساتية، تشمل المسجد والمدرسة والجامعة ودور الشباب و مراكز التكوين وهذا بالتحسيس والتوعية والتثقيف من مخاطر الإدمان وعواقبه الصحية والنفسية على الفرد والمجتمع .
لينة دلول