أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أن الدفاع عن بلادنا و صون سيادتها اليوم هو مهمة الجميع، لاسيما في ظل التحول الذي...
* سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائرأكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، قادة ورؤساء ضيوف الجزائر المشاركين في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لثورة أول نوفمبر...
وقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة،...
أحيت صبيحة أمس، ملحقة محو الأمية بولاية قسنطينة، اليوم العربي لمحو الأمية و المصادف للثامن جانفي من كل سنة، وقد عرف اللقاء الذي نظم بالمكتبة الرئيسية للمطالعة مصطفى نطور، برمجة مجموعة من النشاطات التي قدمتها سيدات من المتمدرسات في أقسام محو الأمية بالولاية، على غرار مسرحية وأناشيد و تلاوة قرآنية، كما تزيّن بهو المكتبة بمعرض لأعمال حرفية من إبداعهن.
رميساء جبيل
وحسب مدير ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بولاية قسنطينة، حسين حمادي، فإن هناك متخرجات من فصول محو الأمية، معنيات بإنشاء مؤسسات مصغرة مع إمكانية الاستفادة من قروض دعم تتراوح بين 50 ألف دينار إلى غاية 200 ألف دينار قابلة للتجديد، وقد سبق أن خصصت 10 قروض من هذا النوع لسيدات من بلدية بني حميدان.
وأضاف، أن الدراسة في أقسام محو الأمية تشمل تعليم الخياطة و الحلاقة وغيرها من الأنشطة اليدوية، وفقا لمضمون اتفاقية تجمع بين الملحقة و غرفة الصناعات التقليدية بالولاية، إلى جانب استفادت السيدات من ورشات لتعليم الإعلام الآلي على مستوى مدرج ملحقة قسنطينة، الذي يتوفر على عدد من أجهزة الكمبيوتر و يشرف عليه أستاذ متخصص، وهو تكوين يندرج في إطار برنامج سطره الديوان الوطني، يحمل شعار محو الأمية و الرقمنة.
وأوضح المتحدث، أن عدد الملتحقين بالقطاع غير مستقر لكن يمكن القول حسبه، بأنه يوجد ما يزيد عن 10 آلاف متمدرس بقسنطينة، تشكل النساء النسبة الأكبر من بينهم وهو ما ساهم في تراجع نسبة الأمية إلى 8.4 بالمائة مضيفا، بأن منحة البطالة لسنة 2022 ضاعفت عدد الملتحقين بصفوف محو الأمية، خصوصا المتسربين من المدارس، كما استقبلت الملحقة، قرابة 300 طلب للحصول على شهادة التحرر من محو الأمية، بغرض لالتحاق بالتكوين عن بعد.
من جهته أكد مدير التعليم والتكوين عن بعد بقسنطينة، كمال لعرابي، أنه تم إحصاء 45 مسجلا في نظام التكوين لرسم سنة 2022 و2023، يواصلون حاليا، مسارهم التعليمي انطلاقا من السنة الأولى متوسط، وهذا وفقا للاتفاقية القائمة بين الديوان الوطني للتعليم و التكوين عن بعد و ديوان محو الأمية، مشيرا إلى أنه يتم تأطير المسجلين من طرف أساتذة مختصين عبر أرضية افتراضية.
مجانية التعليم ساهمت في القضاء على الأمية
من جانبه، أضاف رئيس مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس عبد العزيز فيلالي، بأن السبب الرئيسي وراء الأمية في الجزائر هو الاستعمار الفرنسي، ففي قسنطينة كان يوجد قرابة 70 مسجدا من بينها خمسة مساجد كبرى و 14 زاوية و 7 معاهد، كلها كانت تدرس العلوم النقلية والعقلية، مع نشر الوعي والإرشاد، لكن فرنسا سعت إلى القضاء على الصورة الثقافية، فحولت بعضها إلى كنائس وأخرى إلى إسطبلات وطردت معظم الأساتذة القدامى، للقضاء على اللغة العربية والدين الإسلامي وزرع الأمية حتى يسهل عليها نشر المسيحية، فتسببت في رفع الأمية إلى نسبة 94 بالمائة بين الذكور
و 97 بالمائة بين الإناث خاصة في الأرياف، أما البقية المتعلمة فمن المدن الكبرى، فوجدت الجزائر المستقلة نفسها أمام معضلة حقيقية، ما استدعى حسب المتحدث وضع برامج بميزانيات ضخمة و تسطير قوانين محددة كمجانية التعليم و إلزاميته، لأجل تدارك الوضع.
طموحي أكبر من الإعاقة
خطفت الشابة نور صاحبة 35 ربيعا الأضواء خلال الفعالية، من خلال خطابها التحفيزي الذي ألقته أمام الحضور، وبصوتها الشجي أثناء تأديتها لأناشيد دينية و قالت إن ففقدانها للبصر، لم يفقدها ثقتها بنفسها ولا بقدراتها التي وهو ما جعلها تتميز وتتفوق على زميلاتها في الصف رغم توقفها عن الدراسة مبكرا، حيث رفضت الاستسلام وقررت منذ 6 سنوات، التعليم عن بعد، رافعة التحدي لمواصلة الدراسة وهي اليوم مسجلة ضمن قوائم المتمدرسين في السنة الثالثة ثانوي، ناهيك عن مزاولتها للدراسة في صفوف محو الأمية لتتعلم أكثر.
وتحمل الشابة بالإضافة إلى ذلك، شهادة في محول الهاتف وهي اليوم موظفة بمستشفى الخروب و لديها شغف بالتمثيل على خشبة المسرح، لكنها لم تحظى بفرصة لتحقيق حلمها فعليا وهو ما جعلها تلتحق بعدد من مجموعات التمثيل الافتراضي على موقع الواتساب، فمثلت بذلك دور البطولة في مسرحية «الفتاة العمياء» باللهجة البدوية، كما مثلت في مسلسل تاريخي إسلامي.
أقسام محو الأمية وسّعت أفاقي
أما السيدة بوطبة خديجة، البالغة من العمر 49 سنة و التي تقطن بالدغرة بزيغود يوسف، فقالت إن التحاقها بمقاعد الدراسة سنة 2005، فتح أمامها آفاقا كثيرة، وغير حياتها نحو الأحسن، فلم تعد تجد صعوبة في التنقل من منطقة إلى أخرى و لا تواجه مشكلة في ركوب الحافلات و التوجه نحو المستشفى، ناهيك عن التحاقها بالتكوين المهني من أجل تعلم الخياطة.
أسعى لمواصلة المشوار
وقالت السيدة سماري علجية صاحبة 71 سنة، والتي التحقت بصفوف محو الأمية سنة 2022، بأنها رغبت في مواصلة التعلم بعد مقابلتها لمدرسة تابعة للملحقة، نصحتها بالتسجيل لتعلم اللغة العربية، بعدما كانت تجيد الفرنسية فقط، مضيفة أن هذه الخطوة ساعدتها على تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، كما أتاحت لها الفرصة للمشاركة في المعارض التي تنظمها الملحقة، خصوصا وأنها ناشطة في الصناعات اليدوية على غرار حياكة الصوف، كما أكدت في بأنها تنوي الاستمرار في الدراسة دون توقف.
السن ليس عائقا أمام التعلم
ومن جانبها، أخبرتنا علال فاطمة البالغة من العمر 77 سنة أنها تصنع الفخار وتدرس، وقد تعلمت هذه الحرفة لتكون بابا تسترزق منه كي تحسن ظروفها المعيشية الصعبة، ورغم انشغالها بالعمل في هذا السن، فقد قررت منذ حوالي ثمان سنوات أن تلتحق بصفوف محو الأمية بعد أن طرقت الأستاذة يمينة محادة باب بيتها، لتنصحها بالتعليم، ومنذ ذلك اليوم وهي ملتزمة بحضور الدروس، ما جعلها تتعلم الكتابة والقراءة وتلاوة آيات من القرآن.
وقالت بدورها، المدرسة بصفوف محو الأمية على مستوى بلدية زيغود يوسف، يمينة محادة، أنها التحقت بالقطاع منذ عشر سنوات و سعت إلى إخراج كثير من النساء والشابات من الظلمات إلى النور، خصوصا من عانين من ويلات الاستعمار الفرنسي و العشرية السوداء، ما حرمهن من التعلم.
وأضافت، أنها في بادئ الأمر وجدت صعوبة في إخراج النساء من المنازل بسبب العقلية السائدة في بعض المناطق النائية، لكنها مع الوقت قوبلت بتجاوب جيد و التحقت كثيرات بصفوفها، وهن نساء أدركن أهمية طلب العلم للخروج من ظلمة الجهل، فكان سلاحهن الوحيد هو العزيمة والإرادة، مؤكدة أن هذه الخطوة ساعدت الكثيرات في تحسين حياتهن و الحصول على وظائف ثابتة، كما أصبحن يجدن استعمال الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث بكل سهولة.