أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أن الدفاع عن بلادنا و صون سيادتها اليوم هو مهمة الجميع، لاسيما في ظل التحول الذي...
* سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائرأكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، قادة ورؤساء ضيوف الجزائر المشاركين في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لثورة أول نوفمبر...
وقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة،...
طلقت المحاسبة لتعانق حلم المنافسة على منصات التتويج، لم تعرقلها الإعاقة و لم تقف حاجزا أمام تحقيقها للتقدم في رياضة قل ما تفضلها النساء، صبرينة موساوي، مثال للتحدي و النجاح و الريادة في رياضة رفع الأثقال لذوي الهمم، شابة تفوقت بفضل الإصرار و أحاطت اسمها بإطار من الفضة، بعدما توجت بها مؤخرا خلال بطولة إفريقيا.
افتكت صبرينة قبل مدة ميداليتين فضيتين، في البطولة الإفريقية لرفع الأثقال لذوي الاحتياجات الخاصة بمصر، وهو تتويج تحدثت عنه للنصر، خلال دردشة جمعتنا بها، مؤكدة بأن الصعوبات التي واجهتها لم تفقدها عزيمتها على تحقيق نتائج إيجابية في رياضة رفع الأثقال و أن مشكلتها الصحية لم تكن حاجزا أمام بلوغها لأهدافها.
عالم دخلته من بوابة الصداقة
قالت صاحبة 26 ربيعا، و المنحدرة من بلدية فرجيوة بولاية ميلة، إن دخولها لعالم رفع الأثقال، كان غيثا أنعش حياتها، رغم ما تتطلبه هذه الرياضة من جهد كبير ونظام غدائي صارم، لكن ذلك لم يحد من طموحها في حصد الألقاب والجوائز، على غرار المداليتين اللتين عادت بهما من منافسات البطولة الإفريقية لرفع الأثقال لذوى الاحتياجات الخاصة بمصر، مشيرة إلى أن بداياتها مع رياضة «الأقوياء» كما يحلو لممارسيها تسميتها، كانت وليدة ولعها بمشاهدة المنافسات في هذا المجال، رغم أنها تخصصت أولا في ألعاب القوي و تحديدا منافسات «السباق بالكراسي» ، أما ما زادها رغبة في احتراف رفع الأثقال، فهو تأثرها بصديقتها قريوة سميرة، البطلة في هذه الرياضة.
كانت سميرة، تلح عليها كثيرا لمشاركتها في التدريبات كما أخبرتنا، ومع مرور الأيام لاحظت صبرينة، أن لديها القدرة على مجاراة الرياضيين الآخرين، و لما لا الوصول إلى مستواهم ومنافستهم، بالإضافة إلى إمكانية تحقيق نتائج إيجابية و بلوغ مراتب متقدمة، عكس أدائها في ألعاب القوي.
الرياضة غيّرت مجرى حياتي
نقطة التحول الرئيسية في حياة الشابة، كانت في سن السابعة عشر، حينما قررت الالتحاق بممارسي رياضة رفع الأثقال كهاوية، موضحة بأن هذا الانتقال شكل فارقا كبيرا بالنسبة لها، و فتح أمامها أبواب كثيرة و ساعدها على توسيع أفقها ونظرتها إلى المجتمع والسعي نحو بلوغ إنجازات أكبر.
وذكرت محدثتنا، أنه وبعد رسوبها في شهادة البكالوريا قررت التوجه مباشرة نحو التعليم و التكوين المهنيين وذلك بعد إلحاح محيطها العائلي على ضرورة مواصلتها للدراسة، فتحصلت على شهادة تقني سامي في المحاسبة المالية، لكن تركيزها ظل منصبا على الرياضة وخاصة بعد تعلقها برفع الأثقال، حيث قالت بأنها فرت من الثانوية عدة مرات عندما كانت تدرس فكانت تذهب إلى قاعة الرياضة لأجل التمرن، وهو أمر أدركه والداها و لذلك دعماها لتتمكن من التوفيق بين الدراسة و الرياضة، لكن الأمر كان مرهقا و يتطلب الكثير من الجهد و المال، خاصة وأن رياضة رفع الأثقال ترتبط بنمط تغذية محدد.
محدثنا قالت، إن والدها لم يبخل عليها من كل النواحي خاصة من الناحية المادية، وساعدها على الالتحاق بدورات وطنية كانت هي مفتاح الوصول إلى المنتخب كاشفة، بأن مشاركاتها مع نادي « تحدي فرجيوة» في العديد من الدورات عبر الوطن، مكنتها من إظهار إمكانياتها بعدما افتكت العديد من التتويجات والجوائز.
أثارت الشابة ، انتباه مسؤولي المنتخب الوطني خلال هذه المنافسات كما أخبرتنا، و في سنة 2017 التحقت بصفوفه رسميا، وهي ليلة لم تنم خلالها كما قالت خاصة وأن الوصول إلى المنتخب لم يكن سهلا أبدا موضحة، بأن اللعب مع الفريق لم يأت صدفة بل نتيجة عمل كبير قامت به لتحقيق نتائج جيدة.
الجدية و الصرامة سر نجاحي
شاركت صبرينة سنة 2018، في البطولة الإفريقية التي أقيمت بالجزائر، و احتلت المرتبة الثالثة لوزن 41 كيلو غرام محققة ميدالية برونزية، بعدها لم تستسلم صاحبة الهمة و واصلت العمل والتدريب، و تمكنت هذه السنة من تحقيق ميداليتين فضيتين خلال البطولة الإفريقية التي أقيمت بالمصر مؤخرا، وقالت الشابة بأنها رغم كل الظروف التي مرت بها، حاولت المحافظة على رباطة جأشها و لم تفقد روحها الإيجابية و سعت للوصول إلى هدفها، لأن تجربتها كما عبرت، هي رسالة دعم وتحفيز و تشجيع لكل إنسان يريد النجاح سواء كان مريضا أو معافى.
وأكدت محدثتنا، بأنها حققت أمنيتها بوصولها إلى المنتخب الوطني وتتويجها بالمداليات، رغم كل الظروف التي مرت بها ورغم إعاقتها الجسدية و بفضل الله ودعم عائلتها وأصدقائها، علما أنها تسعي اليوم لحصد المزيد من الميداليات ولما لا التتويج بالذهب مضيفة، بأن تنظيم الوقت و تحديد الأهداف و الجد والصرامة هي أسرار النجاح، كما أن التدريب المتواصل مهم جدا للتفوق في رياضة رفع الأثقال مشيرة، إلى أنها تخضع إلى أربع حصص تدريب في الأسبوع بمعدل 16 حصة في الشهر، و أن نجاحها لم يأت من العدم، بل كان نتيجة لسنوات من الاجتهاد و أنها تحلم بالمشاركة في الألعاب الأولمبية والفوز بعدد من الميداليات الذهبية.
و تحاول البطلة تقديم رسالة إيجابية لأفراد المجتمع وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، و تشجيعهم على القيام بما يحبونه سواء كان دراسة أو رياضة وأن يخرجوا من دائرة العزلة، و يتحلوا بالثقة في النفس و تجاوز الخطاب السلبي المحبط للمعنويات، مؤكدة بأن أي شخص يحدد أهدافه سيكون قادرا على تحقيقيها بالعمل والإرادة وبدل المجهود دون كلل أو ملل، قائلة بأن إعاقتها الجسدية لم تعق تقدمها أبدا، بل كانت دافعا لفعل أشياء مختلفة، يعجز بعض الأصحاء عن فعلها.
مكي بوغابة