السبت 2 نوفمبر 2024 الموافق لـ 29 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub
 الرئيس تبون لدى إشرافه على الاستعراض العسكري: الجزائر التي انتصرت بالأمس على المستعمر تواصل درب انتصاراتها
الرئيس تبون لدى إشرافه على الاستعراض العسكري: الجزائر التي انتصرت بالأمس على المستعمر تواصل درب انتصاراتها

 * سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائرأكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن...

  • 01 نوفمبر
حضروا الاستعراض العسكري بمناسبة الذكرى 70 للثورة: رئيس الجمهورية يستقبل القادة ضيوف الجزائر
حضروا الاستعراض العسكري بمناسبة الذكرى 70 للثورة: رئيس الجمهورية يستقبل القادة ضيوف الجزائر

استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، قادة ورؤساء ضيوف الجزائر المشاركين في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لثورة أول نوفمبر...

  • 01 نوفمبر
رئيس الجمهورية يترحم بمقام الشهيد على أرواح شهداء الثورة
رئيس الجمهورية يترحم بمقام الشهيد على أرواح شهداء الثورة

وقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة،...

  • 01 نوفمبر

محليات

Articles Bottom Pub

بعدما حرمتهن الظروف من التعليم: أقسام محو الأمية تستقطب النساء بأعالي جيجل

 

تشهد، أقسام محو الأمية بالمدرسة الابتدائية أحسن خشة، بأعالي بلدية بودريعة بني ياجيس بجيجل، يومي السبت و الثلاثاء، توافدا منقطع النظير لسيدات تتراوح أعمارهن بين 30 و 77 سنة، يجمعهن طلب العلم و السعي إلى تحقيق حلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن الكريم، بعدما حرمتهن ظروف العشرية السوداء و مسؤولياتهن كأمهات و ربات بيوت من التعلم في سن التعلم.

 إرادة للتعلم بعد سن 50

توجهنا خلال صبيحة يوم ماطر، إلى منطقة الشوف بأعالي بلدية بودريعة بني ياجيس، وقد كانت درجة الحرارة تقارب 10 درجات، مع تساقط غزير للأمطار، وصلنا إلى المدرسة رفقة مرافقين من الديوان الولائي لمحو الأمية و تعليم الكبار و جمعية إقراء، وهناك قابلنا الكثير من النساء اللواتي يلتحقن بالمدرسة بمعدل يومين في الأسبوع لأجل التعلم، و جلهن سيدات تجاوزن الخمسين.
خلال مدة قصيرة من دخولنا إلى أحد الأقسام، امتلأ عن أخره، و قد بدأت المعلمة دلال في التدريس، و كانت كل المتمدرسات منتبهات للشرح و يتجاوبن معها بشكل كبير، فمنهن من تقوم بالتدوين على اللوح ومنهن من شاركن في الكتابة على الصبورة، و قد أخبرتنا المعلمة، بأن القسم مخصص للمستوى الأول، حيث يتم تدريس السيدات وفق منهاج الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار، مع إضافة بعض النقاط الأخرى وفق طريقة التدريس التي تنتهجها كل معلمة و بحسب خصوصيات القسم، مشيرة إلى أن عدد المتمدرسات كان قليلا في البداية ولكنه زاد تدريجيا. كما أن المستوى كان ضعيفا و بدأ في التحسن، إذ كانت تجد صعوبة كما قالت، في التعامل مع السيدات خصوصا من لم يدرسن سابقا، لكن الوضع تحسن خلال ظرف وجيز و سرعان ما تأقلمت المتمدرسات و تغير مستوى الاستيعاب، و أصبحن متمكنات و قادرات على فهم و مجارات نمط التعلم و طريقة التحاور و التجاوب.
وقالت المتحدثة : « إن جلهن حاضرات باستمرار، و لا تمنعهن لا الظروف الجوية ولا أية حجج أخرى من الالتزام بمواعيد الدراسة، حتى أنني كثيرا ما أجد بعضهن في انتظاري، حيث يسبقنني إلى القسم لفرط حماستهن، و قد كنت أستغرب من ذلك و من حبهن لطلب العلم و كثرة الأسئلة بداية، ثم أدركت بأنهن يحاولن تدارك ما فتهن من العمر بدون تعليم».
و تحدثت المعلمة، عن مدى اهتمام عائلاتهن و خصوصا الأبناء بتعليم أمهاتهم مشيرة، إلى أنهم يزورونها باستمرار في القسم للاطمئنان عنهن و معرفة الصعوبات التي تواجههن لأجل مساعدتهن بشكل أفضل و قالت، إن هؤلاء النسوة أعطينها درسا في حب العلم و الأمل بحياة أفضل و غد مشرق، كونها أول تجربة لها في تدريس أقسام محو الأمية و أضافت، بأن بعضهن يتنقلن لمسافات طويلة من قرى و مداشر مجاورة للالتحاق بمقاعد الدراسة.
ظروف العشرية السوداء و الذهنيات حرمتهن من التعلم
أجمعت المتمدرسات، على أن الظروف منعتهن من التمدرس في السنوات الماضية، خاصة العشرية السوداء التي أثرت كثيرا على استقرارهن و تعلمهن، إذ سرحن من الدراسة مبكرا بعدما غادرت أسرهن إلى مناطق متفرقة، وقالت أخريات بأن مسؤوليات الأسرة والأبناء سرقتهن من التعليم، ناهيك عن صلابة بعض الذهنيات التي ترفض فكرة تعليم المرأة و التي انتهت بحرمانهن من مقاعد الدراسة علم أن هناك بينهن من غادرنها بمحض إرادتهن، لكن و مع مرور الوقت، زادت حاجتهن إلى التعلم وأدركن قيمة القراءة والكتابة و حفظ القرآن، وهو ما دفعهن إلى الالتحاق بأقسام محو الأمية و تعليم الكبار بعدما ركزن بداية على ضمان التعليم الجيد لأبنائهن أيضا، و قد سعدن كثيرا بفتح قسم بمنطقة بودريعة بني ياجيس، كما قلن لنا، و يأملن في أن تتدعم المنطقة بأقسام أخرى.
من معركة التحرير إلى معركة التعليم
و ذكرت المجاهدة مباركة، البالغة من العمر 77 سنة، بأنها قررت العودة لتعلم القراءة و الكتابة عقب سنوات من الانقطاع، بعدما منعتها ظروف الاستعمار من التعلم في الصغر و التحاقها بالجهاد في سبيل تحرير الوطن في سن مبكرة، لتنغمس بعد الاستقلال في مهامها كأم و ربت بيت، قبل أن تغلق العشرية السوداء كل أبواب الأمل أمام إمكانية عودتها للدراسة، و لذلك فقد قررت أن تتعلم ولو بعد السبعين، بعدما افتتحت أقسام محو الأمية و تعليم الكبار بالقرب من مقر سكناها.
محدثتنا أكدت، بأنها تأقلمت سريعا مع ظروف التعليم و أعجبت بطريقة التدريس و بالحماس داخل القسم، و قالت : «واجهت العديد من الصعوبات للالتحاق بالدراسة و الحمد لله الذي وفقني لأعود إلى التعلم و حفظ القرآن، حتى أتمكن من التمعن في السور و أحقق حلما كنت أتمناه منذ الصغر. رغم مرضي إلا أني أحاول جاهدة استيعاب ما تقدمه المعلمة في القسم رفقة زميلاتي، و حضور النسوة و الإقبال الكبير جعلني أتحمس كثيرا للدراسة، كلنا عائلة واحدة يجمعها حب العلم».
«حان دوري لأتعلم»
أما خالتي الطاوس (59 ) سنة، فقالت : « أتيت من أجل تعلم الحروف و القراءة حتى أستطيع قراءة القرآن بدلا من حفظه، في العشرية السوداء لم أستطع التعلم بسبب الظروف الأمنية، و بفضل الله عز و جل و المعلمة بدأت في تحقيق أمنيتي، لقد فرحت كثيرا عندما سمعت بتخصيص قسم لتعليم الكبار، و لم أتردد في القدوم للدراسة، فبعد سنوات من التركيز على تربية الأولاد و تعليمهم، حان دوري لأتعلم».
وقالت السيدة جميلة (58 سنة)، بأنها أصبحت تحب الدراسة و التعلم كثيرا، و مع مرور الوقت استوعبت الدروس كاملة معلقة : « أتشوق للذهاب إلى القسم و أنتظر يومي السبت و الثلاثاء بفارغ الصبر، التعلم هو حلمي منذ الصغر، و قد حرمتني ظروفي من تحقيقه باكرا». و واصلت :» كلما كنت أنظر إلى كتابة على ورقة أو جدار كنت أتطلع إلى اليوم الذي أتعلم فيه الحروف و الخط و القراءة، و قد كان أولادي يحثونني على التعلم، و بعد مرور الوقت بدأ حلمي يتحقق».
أما السيدة الزهرة ( 74 سنة)، فحمدت الله كثيرا على أنها باتت اليوم تعرف قراءة الحروف و تركيب الكلمات، فقد منعتها الظروف على مر السنوات من الدراسة، منذ زمن المستعمر إلى غاية التسعينيات و العشرية السوداء، وتأمل الآن في تعلم اللغة العربية بشكل أفضل.
كما قالت : « كنت أتمنى قراءة الحروف، و قد ساعدني أولادي الذين اجتهدت في تربيتهم و تعليمهم، وصلت إلى مرحلة أردت فيها التعلم بشدة و كنت أحدثهم كثيرا عن الأمر، وقد رحبوا بالفكرة و حفزوني وساعدوني على التسجيل في قسم لمحو الأمية و كبار السن، و حققوا بذلك حلمي».
تحدثنا أثناء تواجدنا في القسم مع عدد من النساء، على غرار سكينة و حدة و مسعودة، اللواتي أكدن لنا بأن التعلم بالنسبة لهن هو حلم أصبح حقيقية حتى أنهن تحولن إلى صديقات في الدراسة و في الحياة اليومية، و يأملن في مواصلة مسارهن التعليم معا.
النساء أكثر إقبالا على أقسام محو الأمية
و حسب مراد درويش، مدير ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار بجيجل، فإن لمنطقة بني ياجيس خصوصية كبيرة، إذ تميزت هذه السنة بتسجيل إقبال كبير على الأقسام المفتوحة لتعليم الكبار، مشيرا إلى أن الهدف منها، هو العمل على تخفيض نسبة الأمية حيث وصل عدد المتمدرسين إلى 35 متمدرسة. و عن عملية تعميم التمدرس بالولاية، قال إن الديوان حاضر عبر 25 بلدية هذا العام و يسعى القائمون عليه، إلى توسيع التغطية العام القادم لتشمل كافة بلديات جيجل، علما أن عدد الملتحقين بالأقسام بلغ 6270 متمدرسا، مع فتح 270 قسما، أربعة منها للرجال، أما باقي الأقسام فكلها نسوية.
و ذكر مراد بوخالفة رئيس جمعية «إقرأ»، بأن الجمعية عملت رفقة ديوان محو الأمية، على فتح أقسام بالمناطق الريفية، بعدما بينت حملات التحسيس و رغبة الكثيرات في التعلم، وهن في الغالب نساء حرمتهن الظروف من نعمة العلم خاصة ظروف العشرية السوداء التي تسببت في غلق العديد من المدارس مشيرا، إلى أن منطقة بني ياجيس تسجل إقبالا منقطعا على أقسام محو الأمية.
كـ. طويل

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com