الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
رفعت ابنة قسنطينة، منى العابد، الراية الوطنية بافتكاكها مؤخرا، الميدالية الذهبية في الكيك ديزاين والكيك ثلاثي الأبعاد خلال مسابقة كأس العالم للكيك بتونس، كما تمكنت من الظفر بمرتبة حكم دولي رغم المنافسة الشرسة، لتقتحم بذلك عالم الشغل و تصنع تحفا فنية قابلة للأكل، و تشارك شغفها في الرسم والنحت على عجينة السكر مع متابعيها على مواقع التواصل، وهو مجال كشفت لنا بعضا من أسراره.
مجال اختارته الصدفة
منى فتاة جامعية متحصله على شهادة الماستر في تخصص الهندسة الكيميائية، قالت للنصر، بأنها اشتغلت في مجال الصيدلة عقب تخرجها مباشرة، وبعد سبع سنوات قررت أن تغير التوجه نحو الكيك ديزاين، أو صناعة قوالب الحلوى الراقية، وهو عالم اكتشفته صدفة، أخبرتنا بأنها نشأت في عائلة تهتم بالفنون وأنها صاحبة موهبة في الرسم ولطالما برعت في تقليد الرسومات و الملصقات منذ صغرها و رجحت أن تكون هذه الموهبة وراء نجاحها في صنع العديد من الأشكال بعجينة السكر، حتى وإن تعلق الأمر بشخصيات الكرتون أن شخصية خيالية في ذهن الزبون .
قالت أيضا، إن والدتها علمتها العديد من الحرف اليدوية على غرار الطرز و الحياكة، لكنها لم تكن تتقن صناعة الحلويات فعليا، ولذا تخوفت في بداية ولوجها للمجال، أما الانطلاقة الفعلية فكانت صدفة، حيث أوضحت، بأنها حضرت يوما كعكة « جينواز» منزلية و أتقنتها جيدا، فقررت أن تزينها بعجينة السكر و تفاجأت من النتيجة و الشكل النهائي، وهكذا أعادت الكرة وكانت تنجح في كل مرة وتطور مهاراتها أكثر، من حيث الشكل و المذاق و تناسق الطبقات و التفاصيل، وهو أمر انبهر له زوجها وأفراد عائلتها، وشجعوها على تحويل الهواية إلى حرفة وهو ما حدث فعليا.
وحسب ما أكدته، فإنها لم تعتمد فقط على مهارتها بل عززت الموهبة بالتكوين و التحقت بدورة لتعلم الكيك ديزاين و حصلت على شهادة في المجال، مشيرة إلى أنها تعلمت خلال الدورة أساسيات صناعة الحلوى الراقية و أهم الوسائل التي تدخل في تحسين نوعية القوالب و دقة تزيينها، واكتشفت من خلال الممارسة بأن هذا العمل ليس مجرد مهمة روتينية، بل هو مرآة تعكس روح إبداعها ومهاراتها الفريدة، إذ تولي اهتمامًا فائقًا للتفاصيل و تنثر حبها و شغفها في الكعك كما تنثر السكر وهو ما أكسبها ثقة زبائنها.
قالت لنا، بأنها قررت في أواخر سنة 2019، دخول السوق و فتحت صفحة على فيسبوك لنشر أعمالها، وقد تلقت طلبات كثيرة وانتشرت صور أعمالها على نطاق واسع خلال فترة وجيزة، و تلقت بعدها عروضا من مراكز تكوين بمختلف الولايات لتدريب شابات أخريات في المجال، فرحبت بالفكرة و أرادت مشاركة شغفها مع الراغبين و الراغبات في التعلم فقررت على حد قولها، ترك عملها في مجال الصناعات الدوائية و بدء مشروعها الخاص.
أما عن العقبات التي واجهتها في البدايات، فأوضحت بأنها اصطدمت بغلاء الأسعار ونقص المواد الأولية، كما تحدثت عن صعوبة كسب ثقة الزبائن و إقناعهم بالأسعار، وهو وضع اختلف نسبيا بعدما اشتهرت أعمالها عبر فيسبوك وباتت تلقى الثناء من زبائن اختبروا حلوياتها.
هكذا توجت بالكأس في تونس
وبالحديث عن تجربة كأس العالم للكيك ديزاين، قالت بأنها شاركت بمحض الصدفة أيضا، فبينما كانت تشرف على دورة تدريبية ببجاية، اقترحت عليها الحكم الدولي زهية بلعيدي المشاركة في مهرجان للطبخ بتونس، فسافرت مع عائلتها و اتضح بأن هناك مسابقة لصناعة الحلوى ضمن فعاليات التظاهرة، فشاركت فيها كما أوضحت، رفقة نخبة من المبدعين في المجال من مختلف دول العالم، بما في ذلك مصر و ليبيا و السعودية، وكان عدد المشتركين في الجزائر أربعة.
تخوفت منى في البداية من المشاركة كما ذهبت إليه في حديثها، وذلك لكون المتنافسين من أقوى المصنفين عالميا في الاختصاص و قد كان أبرزهم ممثلو دولة روسيا. استمرت المسابقة طيلة يوم كامل لتقديم كعكة أعراس راقية و كعكة أخرى ثلاثية الأبعاد، فحضرت هي كعكتين ركزت فيهما كما قالت، على الذوق و الشكل والتفاصيل الصغيرة كما تعمدت إعداد كعكة بحجم صغير فيما اختار الآخرون قوالي من ثمان طبقات، علما أنها كانت تجهل المعايير التحكمية المعتمدة من طرف اللجنة لكنها ركزت على أدق التفاصيل.
قالت، بأن خيارها كان موفقا جدا، حيث جسدت لوحة لقصة «أليس في بلاد العجائب» لأول كعكة و صنعت الثانية على شكل مزهرية تميزت بتفاصيلها الدقيقة وتناسق ألوانها، و حظيت بتقدير كبير من قبل لجنة التحكيم، حيث أشاد الحكام بدقة أعمالها و إتقانها للعمل وحصلت محدثتنا على العلامة الكاملة في كلا النوعين بتقدير كامل وهي العلامة التي من النادر الحصول عليها في وجود حكام و خبراء مختصين في المجال، لكن دقة و مثالية العمل فرضت على اللجنة الدولية منحها العلامة الكاملة في « الويدينغ كيك و الكيك الثلاثي الأبعاد».
وأضافت منى، أنها لم تتوقع الحصول على اللقب و الظفر بالمرتبة الأولى بالنظر إلى المنافسة الكبيرة، كما لم تتوقع تكليفها بتقييم أطباق المشاركين والاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم في مسابقة الحكام الدوليين، لكنها استغلت الفرصة و توجت بميدالية التحكيم الدولي التي فتحت لها باب المشاركة في الكثير من المهرجانات وطنيا كحكم.
من هوايـــــــة إلى مهنـــــــــة
قالت لنا، بأن فوزها بكأس العالم جعلها تحظى بالثقة و منحها قاعدة جماهيرية معتبرة على مواقع التواصل، كما تحصلت بعدها على شهادة حرفية، وبخصوص الدورات التي تشرف عليها صرحت، أنها تعرف إقبالا كبيرا خاصة من طرف النساء، بالمقابل يفضل الذكور تكوينا فرديا مكثفا للوصول للاحترافية .
وفي حديثها عن أجواء الدورات قالت :» نبدأ من الصفر من تحضير الجينواز إلى التغليف و تحضير عجينة السكر و العمل بها مع الحرص على تلقين المتدربات أسرار نجاح كل تفصيل، من مزج الألوان إلى التزين مع التقنيات المستعملة في الأشكال وغيرها، كما نركز على تنويع الأعمال في كل مرة لتعلم أفكار جديدة» .
و ترى منى، توفر الإرادة لمتدرباتها وتحب شغفهن بالتعلم أكثر وحسبها، فإن أغلبية المتدربات أنشأن مشاريع خاصة توفر لهن اليوم دخلا مناسبا، أما فيما يتعلق بزبائها، فقالت، بأنها تتفاعل معهم عبر الفايسبوك، و الأغلبية يتركون لها حرية اختيار و تحضير ما يناسب ذوقها لمناسباتهم بعد تزويدها بتفاصيل الشكل و الموضوع المراد. و بعد تحديد الفكرة، تبدأ كما أوضحت، في البحث عبر الإنترنت وتستوحي الأفكار من أعمال مشابهة، لترسم في مخيلتها الشكل النهائي قبل الانطلاق في التطبيق، علما أن انجاز الكعكة الواحدة يستغرق أربعة أيام، لتنفيذها بشكل كامل.
ولتحافظ الحلوى على شكلها عند التوصيل في فصل الصيف تحرص محدثتنا، على أن تكون متماسكة بمكونات مدروسة لكي لا تتأثر بالظروف، وفيما يتعلق بطبيعة الطلب على خدماتها، قالت، بأن أكثر ما يطلبه الزبائن هي حلوى عيد الميلاد للأطفال، بالإضافة إلى كعكات حفلات التخرج والختان وحفلات الزفاف في فصل الصيف، فضلا عن الافتتاحيات بشكل عام أين تقوم بتحضير «كيك» يتناسب مع موضوع الاحتفال ومتطلبات الزبائن.
أما الأسعار فأوضحت، أنها تشمل ثمن المكونات و الوقت و الجهد الذي يتطلبه العمل و الحجم والنوعية، و تبدأ غالبا من خمسة آلاف دينار جزائري فما فوق، هو أمر غالبا ما يثير استغراب بعض الزبائن، الذين لا يعرفون كما أوضحت صعوبة صناعة الكيك، كما يقدم البعض طلبات غريبة وغير متوافقة مع طبيعة العمل، وهو ما يعد تحديا بالنسبة لها، ومع ذلك تحاول أن تؤثر عليهم بطريقة إيجابية، حفاظا على سمعتها على المنصات الإلكترونية، حيث تسعى لتوجيه الزبائن وتزويدهم بالأفكار المبتكرة، وتطلب آرائهم حول الأشكال والألوان، وهو ما يعزز التفاهم والثقة بينها وبينهم.
مجال مفتوح للإبداع
وأفادت محدثتنا، أن دخول عالم الكيك ديزاين لا يشترط امتلاك الموهبة، بل هو فن يمكن تعلمه بالتمعن و التدريب و الصبر وامتلاك الشغف و الرغبة في النجاح، وقالت بأن هناك دورات تعليمية جدية يمكن أن تساعد الراغبين في اكتساب المهارات على التعلم بسرعة وفي ظروف ثلاثة أيام وهي قاعدة ينطلق منها الإنسان في العمل، شريطة أن يطور من نفسه بشكل دائم للوصول إلى الاحترافية، كما أضافت أن مواقع التواصل تساعد بشكل كبير على الترويج و التسويق.
رندة قوري