الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تعرف خدمات الرعاية الصحية المنزلية انتشارا عبر الوطن و قد تحوّلت إلى نشاط رائج بعدما كان يقدمها عدد قليل من الأطباء من باب إنساني و في حالات استثنائية خطيرة أو للمرضى المسنين على وجه الخصوص، لتتطور اليوم إلى مجال تستثمر فيه شركات معتمدة تسخر فرقا طبية و شبه طبية في مختلف التخصصات مزوّدة بمعدات للكشف، تنتقل إلى المنازل حسب الطلب على مدار اليوم، ما يعكس نضجا في الفكر الاستثماري في قطاع الصحة، يوفر للمواطنين خيارات أكثر للعلاج خاصة المسنين و مرضى السرطان و الحوامل.
أسماء بوقرن
بدأت مؤسسات الرعاية الصحية المنزلية، في التوسع خلال الأزمة الوبائية، ليزيد عددها في السنة الأخيرة، و يبلغ حوالي ثمان مؤسسات معتمدة عبر الوطن، حسب ما كشف عنه مدير مؤسسة «سونطي دار» للنصر، و لا تكتفي هذه العيادات المتنقلة بإجراء الفحوصات فقط، و إنما تؤدي خدمات صحية كثيرة، تشمل الكشف بالأشعة و أخذ عينات الدم و تحليلها، كما توفر جلسات للعلاج النفسي، مع تقديم استشارات طبية هاتفية، وقد لاحظنا مؤخرا تزايد عدد الصفحات التي تروج لمؤسسات مختصة في الطب المنزلي و الرعاية الصحية، و تعرف بالخدمات الصحية المقدمة.
تواصلنا مع القائمين على واحدة من هذه المؤسسات بقسنطينة فعلمنا بأنها دخلت حيز الخدمة مع بداية السنة، وأن المشروع ليس الأول من نوعه بل سبقته مشاريع مماثلة بكل من عنابة و ولايات مجاورة كقالمة و سكيكدة و الطارف، إذ تقترح على زبائنها الفحص و كذا العلاج، إلى جانب خدمات من قبيل تنظيف الأذن ومعالجة الحروق و القسطرة البولية، و تسخر ممرضين لضمان تكفل كامل على مدار اليوم بالمرضى و بخاصة المسنين، فضلا عن تقديم نصائح طبية حول كيفية إسعاف مريض و التعامل مع نوبات الصرع و غيرها.
رقم الاعتماد ضمان لتعزيز ثقة المرضى
و تتبع الصفحات الممولة الخاصة بهذه المؤسسات على مواقع التواصل سياسية ترويجية لخدمات مختلفة، بغية كسب أكبر عدد من المتابعين لرفع معدل الإقبال، و من العبارات المستخدمة نذكر «محتاج إلى تخطيط القلب و لا تستطيع التنقل إلى عيادة طبية نتنقل إلى بيتك بالفريق الطبي و الشبه الطبي المكون من أخصائيين أكفاء و ممرضين مؤهلين بخبرة عالية» وكذا « نوفر الأدوية الخاصة التي تستعمل فقط في المستشفيات»، كما تضع هذه الصفحات رقم الاعتماد المقدم من قبل وزارة الصحة، كضمان يعزز ثقة المرضى، و هو ما تحدث عنه مدير مؤسسة الرعاية الصحية المنزلية «سونطي دار» يوسف صديقي، موضحا بأن مؤسسته معتمدة من قبل الدولة التي تبنت هذا النوع من الأنشطة الخاصة في قطاع الصحة ورخصة لثمانية مستثمرين كنوع من الحلول الضرورية لتطوير الخدمات، خاصة بعد كل ما رافق الجائحة من أحداث أبانت عن الحاجة للانفتاح أكثر.
و تلقى صفحات هذه المؤسسات تفاعلا كبيرا من قبل مواطنين يبدون رغبتهم في الاستفادة من خدماتها عبر تعليقاتهم، تواصلنا مع مواطنين وسألناهم عن رأيهم في مثل هذه الخدمات، فقال رجل بأنه يطلبها من حين إلى آخر لأجل والديه و يجدها حلا مناسبا للحد من معاناة التنقل و الانتظار لدى الطبيب و استئجار سيارة ذهابا و إيابا، أما سيدة، فقالت بأنها خدمات مناسبة جدا للموظفين الذين لا يجدون الوقت للذهاب إلى الطبيب أو مرافقة أبنائهم عند المرض، وأخبرتنا سيدة حامل، بأنها تواصلت مع مؤسسة مرارا و استفادت من خدمات المعاينة و الكشف بالأشعة بعض تعرضها لمشكل صحي، وقد علمت من القائمين عليها بأن هناك إمكانية للتكفل بها في حال احتاجت إلى عملية ولادة قيصرية.
تحدثنا مع مكلفة باستقبال اتصالات المرضى، على مستوى مؤسسة عناية صحية منزلية بقسنطينة، فأكدت بأنها تشرف على تقديم تفاصيل الخدمات المقدمة عموما، و تفصل في شرح الخدمة الصحية التي يطلبها المتصل، و تعطي شروحات حول كيفية التكفل و الأسعار، مشيرة إلى أن الفريق الطبي و شبه الطبي المتنقل يضمن فحصا شاملا للمريض، ناهيك عن توفير أدوية و معدات طبية للكشف بالأشعة أو القيام بتخطيط القلب، و حتى توفير أجهزة تنفس اصطناعي، مع القيام بتنظيف الجرح للذين يعانون من تقرحات أو من أجروا عمليات جراحية، مؤكدة بأنها تحرص على إعلام المريض بأن المؤسسة معتمدة من الوزارة في مجال الاستشفاء في المنزل لتوفر شروط الأمان.
متابعة نفسانية و نقل صحي و تحاليل
لاحظنا بأن هذه المؤسسات لا تكتفي بتقديم العلاج العضوي فحسب، بل تضمن المتابعة النفسية كذلك، حيث تسخر طاقما من النفسانيين لضمان مرافقة منزلية و علاج الحالة على مراحل وهي خدمة يروج لها عن طريق إعلانات من قبيل « هل تعانون من الضغوطات سواء المهنية أم العائلية؟ هل تريدون مساعدة أطفالكم على تجاوز الصعوبات النفسية؟ ألو طبيبي تقدم لكم خدمة العلاج النفسي في المنزل دون عناء التنقل مع أخصائية في العلاج النفسي".
كما توفر المؤسسات خدمة النقل الصحي و إجراء تحاليل الدم و تتكفل بأخذ عينيات و نقلها إلى المخابر لإجراء تحاليل سريعة مع تفسير النتائج و ذلك طيلة أيام الأسبوع، و تضمن أيضا علاجات ما بعد الولادة القيصرية.
خدمة يطلبها المسنون و مرضى السرطان
حسب يوسف صديقي، صاحب مؤسسة للرعاية الصحية المنزلية الشاملة، فإن هذا النوع من الخدمات يعد مهما جدا لمن يواجهون صعوبات في تلقي العلاج، وهو ما جعله يؤسس شركة بداية السنة الجارية، بعد حصوله على اعتماد من وزارة الصحة، موضحا بأن الإقبال على الخدمات الصحية في تزايد من قبل المسنين الذين يفوق سنهم 90 سنة، و يشكلون نسبة 90 بالمائة من الزبائن متبوعين بكبار السن بين 80 و 65سنة فما أقل، مشيرا إلى أن المؤسسة ترسل فريقا طبيا متكاملا يضم طبيبا و ممرضا للعناية بالمريض، خاصة وأن هناك من يحتاجون إلى أدوية خاصة تستعمل في المستشفيات فقط لتسكين الآلام أو لعلاج حالات معينة.
و أفاد، بأن مرضى السرطان بمن فيهم الشباب يطلبون الخدمة المنزلية بكثرة، نظرا لصعوبة و عناء تنقلهم بسبب وضعهم الصحي المعقد و حاجتهم للعلاج الدوري، حيث تتيح المؤسسة إمكانية الحصول على علاج في أي وقت للاستفادة من مختلف الخدمات المقدمة، ما عدا معاينات الأطباء المختصين في بعض الأحيان، لأنه لا يمكن ضمانها على مدار 24 ساعة و في الساعات المتأخرة، لذلك يتم تحديد موعد قريب يتنقل الطبيب بموجبه لرؤية المريض.
ويشكل الآباء كذلك فئة معتبرة من الزبائن حسب المتحدث، إذ يفضلون هذا النوع من الخدمات لتجنب عناء نقل الأبناء أو ذهاب الزوجة إلى الطبيب أو المستشفى و الانتظار مطولا، حيث تسخر المؤسسة الصحية أطباء عامين على مدار 24 ساعة، و أطباء أخصائيين في مختلف المجالات، بما في ذلك أمراض القلب و الشرايين و الطب الداخلي و طب النساء و التوليد و طب الأطفال و الأمراض العقلية و أمراض الجهاز الهضمي و الكبد و أمراض العظام و الأعصاب، فضلا عن الاستشارات الطبية سواء العامة أو المتخصصة.
و بخصوص الأسعار، فإن سعر معاينة الطبيب العام يقدر بـ 3 آلاف دينار، و قد تختلف التسعيرة حسب الدواء المستعمل في العلاج، أما الطب المتخصص، فسعر المعاينة لا يقل عن 5 آلاف دينار، فيما تقدر قيمة فحص طب النساء مع الفحص بالأشعة «إكوغرافي» 6 آلاف دينار، و فحص أمراض القلب مع تخطيط القلب و «إكوغرافي القلب « 10 آلاف دينار، وتبقى هذه المؤسسات حسبه، مكملة لعمل العيادات الطبية و المستشفيات و ليست منافسة لها.
* رئيسة مصلحة الهياكل و المهن الصحية حميدة جلوادي
مهام المصلحة تنتهي بمنح الاعتماد و لجان مختصة للمراقبة
أكدت حميدة جلوادي، رئيسة مصلحة الهياكل و المهن الصحية بمدرية الصحة لولاية قسنطينة، بأن المهمة الرئيسية للمصلحة اتجاه مؤسسات الرعاية المنزلية الشاملة، تنتهي بتقديم الاعتماد لتقوم المفتشية بذات المديرية بخرجات دورية، للوقوف على ظروف العمل و مدى الالتزام بنظام الخدمة و التقيد بالنصوص القانونية، و رفع التحفظات إن وجدت و إرفاقها بالصور مع تقديم إعذارات، كما قد تشكل مديرية الصحة لجنة خاصة تشمل أعضاء من المديرية للقيام بزيارة مراقبة.
و أكدت المتحدثة للنصر، بأن مؤسسة «سونطي دار» هي المؤسسة الوحيدة المعتمدة على مستوى ولاية قسنطينة، فيما أكد مصدر من مديرية الصحة لولاية عنابة، بأن مؤسسة «ألو طبيبي» هي الأخرى حاصلة على اعتماد.
* رئيس عمادة الأطباء الجزائريين محمد بقاط بركاني
استثمار ضروري لتسهيل العلاج
استحسن رئيس عمادة الأطباء الجزائريين محمد بقاط بركاني، إنشاء مؤسسات رعاية منزلية معتمدة، و اعتبرها مبادرة تستحق التثمين واستثمار ضروري لتسهيل العلاج، لأن هذه المؤسسات نجحت حسبه، في توفير خدمة صحية في إطار مقنن ومنظم، فضلا عن مساهمتها في ضمان التكفل العلاجي و تقديم الفحوصات الاستعجالية للمرضى الذين يواجهون صعوبة في التنقل.
و أضاف قائلا، إنها تساعد على الوقاية الصحية من خلال المعاينة الفورية و الكشف عن أمراض مزمنة، ناهيك عن نشاط التحسيس الذي تضمنه عند التنقل إلى التجمعات السكانية و إجراء فحوصات للنساء مثلا، خاصة الماكثات في البيوت.
و بخصوص الدور التنظيمي أو الرقابي المحتمل للمجلس، قال إن الهيئة لا تملك صلاحيات مباشرة، غير أن المجلس يحرص على تقديم توجيهات و إرشادات للمنتسبين إليه.
أ ب