الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
يحذر مختصون، من مخدرات غير مادية، ظهرت في الآونة الأخيرة عبر الإنترنت الأسود أو " الدارك ويب"، و تعرف بالمخدرات الرقمية، وهي عبارة عن مقاطع صوتية بذبذبات تحدث نوعا من الخدر في العقل ولها تأثير مشابه لتأثير المهلوسات العقلية، إذ تنقل متعاطيها إلى درجة اللاوعي وتفقده التوازن الجسدي والنفسي.
تعرف المخدرات الرقمية بأنها عبارة عن مقاطع صوتية يتم تحميلها من خلال مواقع موجودة على الإنترنت وسماعها باستخدام سماعات خاصة أو عبر مكبرات صوتية، و تتكون من ذبذبات منشطة أو مهدئة لمراكز المخ والجهاز العصبي، وتختلف تلك الترددات في الأذن اليمنى عن الأذن اليسرى بمعنى إذا كان التردد في الأذن اليمنى 100 هرتز فإن اليسرى لن تستقبل سوى 70 هرتز، وذلك حتى يقوم المخ بالموازنة بين الصوتين والعمل على توحيدهما وتعويض ذلك الفرق من خلال زيادة إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن النشاط والسعادة ويعرف ذلك الجهد المبذول بالجرعة وهي حالة استرخاء وهدوء وتحسن في المزاج العام مع الرغبة في النوم، وتتراوح أسعار هذه المقاطع بين 400 إلى 4000 دينار وذلك على حسب الجرعة المطلوبة و تأثيرها.
وقد تم اكتشاف المخدرات الرقمية عام 1893، من قبل العالم هينريش دوف، وتم استخدامها عام 1970 في علاج مرضى الاكتئاب وبعض الأمراض النفسية الأخرى، لكنها تحولت إلى نوع من الإدمان بين شباب ومراهقين مع تزايد تأثير الإنترنت.
مؤشر الإدمان على اليوتيوب
استحوذت المخدرات الرقمية بعد رواجها الواسع على اهتمام مراهقين جزائريين و تسللت إلى عقول شباب أصبحوا يدمنونها دون وعي ولا إدراك لمخاطرها سواء من الناحية الصحية أو السلوكية أو النفسية.
وقد سردت الطالبة إشراق، إحدى ضحايا المخدرات الرقمية تجربتها للنصر، و قالت، بأنها سمعت لأول مرة عن المخدرات الرقمية من أصدقائها، عندما كانت طالبة في الجامعة و تحديدا خلال السنة الثانية من الدراسة، مضيفة أنها بحثت عن المقاطع الصوتية بدافع الفضول، كما اقترحت على أستاذتها التي تدير حصة تكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن تنجز موضوعا مطولا عنها، فقامت بتحميلها على هاتفها عبر تطبيق "وديونسي" الخاص بتعديل الموسيقى، بعد ذلك غيرت ترددات السماعة الخاصة بكل أذن ورفعتها على الحاسوب ثم نقلتها إلى الهاتف مجددا وأكدت أنها شعرت بمتعة الانتقال في الأصوات وقد سحرتها التجربة، فكررتها وهي بمفردها في المنزل لكنها جربت هذه المرة مقاطع غير مجانية بحثت عنها على الإنترنت الأسود وباعها إياها شاب من دولة عربية.
قالت محدثنا، إن المقطع الأول كان من 30 دقيقة، وقد حضرت أجواء خاصة لسماعة، بإطفاء الأنوار و ارتداء ملابس فضفاضة و وضع قطعة من القماش على عينها كما هو منصوح به من الباعة.
و لم تشعر في بادئ الأمر بشيء، ولكن بعد 5 دقائق استرخت كليا، ثم تحول إحساسها فجأة إلى نوع من الضيق و الانفصال عن العالم، فسحبت السماعات من أذنها لأن دقات قلبها بدأت تتسارع بعدما تملكها شعور بعدم الرغبة في توقف الصوت. وأوضحت الشابة، بأن ما جربته يشبه التنويم وأنه سهل الإدمان.
أجرت النصر، استطلاعا عبر منصة يوتيوب لمعرفة حجم الإقبال على المخدرات الرقمية، وقد لاحظنا من خلال بأن غالبية المقاطع المعروضة مجانا لا تتجاوز مدتها 5 دقائق لكن مشاهداتها تعد بالملايين، مع تعليقات يؤكد من خلالها مجربون بأنهم باتوا يدمنون هذه المقاطع و التجربة الحسية المرافقة لها.
ميل إلى العصبية والانعزال
وعلق شاب، قائلا : " ممتعة وتجعلك تغوص في عالم آخر تنسيك همومك في البداية، لكنني تعرضت للإغماء بعد سماع نفس المقطع للمرة الثالثة على التوالي، و عانيت بعدها من الدوار". أما معلقة أخرى تدعى كاميليا، فكتبت " الذبذبات كانت مفيدة سواء من ناحية الاسترخاء أو التأمل، فضلا عن تقوية الطاقة الداخلية، أستمع إليها منذ 4 سنوات بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع و أشعر بتحسن وانعزال عن العالم في كل مرة".
وأكدت الشاب سامي، بأنه قام بتجربة المقاطع من باب الفضول في البداية لكنه مدمن عليها اليوم، ولا يشعر بالهدوء إلا عند سماعها ولذلك يشتريها من الدارك ويب.
من جانبها أضافت إيمان، بأنها لم تعد تجد الراحة إلا في الاستماع إليها، موضحة بأن المخدرات الرقمية الأصلية موجودة في "الديب ويب"، ويتم الولوج إليها عبر برامج خاصة، وقالت، بأنها تعرف شباب باتوا يدمنونها بشكل حولهم إلى أشخاص منعزلين و عصبيين.
وحذرت منها بعض التعليقات، وكتب شباب بأنها تتلاعب بالعقل و بنفسية الفرد، و أنها قد تصبح "هيروين" المستقبل.
المخدرات الرقمية في المنظور القانوني الجزائري
وحسب دراسة أعدتها أستاذة القانون حبيبة عبدلي، بعنوان "المعالجة القانونية الوطنية للمخدرات الرقمية بين واقع التكريس و رهانات التحدي"، فإنه لا مناص بحسبها من اللجوء إلى الأساليب الردعية لمكافحة السلوكيات المناهضة للمصالح الجديرة بالحماية، و يتم ذلك كما أوضحت، عبر نصوص قانونية تحدد الأفعال التي تخرج عن دائرة الإباحة و العناصر المكونة لتلك الأفعال و العقوبات المقررة إليها.
و أوضحت، إن المشرع الجزائري لم يتطرق إطلاقا إلى موضوع المخدرات الرقمية، وهو ما يطرح إشكالا كبيرا في حال اكتشاف حالات تعاطي هذا النوع من المخدرات في ظل التطور التقني السريع الذي يعرفه العالم بفعل العولمة الرقمية. وهناك حسبها، قصور في قانون العقوبات فيما يتعلق بمواجهة دائرة تعاطي المخدرات الرقمية، وبروز فراغ تشريعي في هذا المجال، ما يستدعي ضرورة الإسراع في تجريم الترويج لهذه المواد، لأن تركها سيؤدي حتما إلى استفحال تعاطيها.
ويجب من منظورها، أن يكون هناك نص جنائي لتجريم الواقعة حتى يمكن وصفها بالجريمة و سن عقوبة بخصوصها، وعليه يجب على المشرع أن يبادر بتجريم ترويج المخدرات الرقمية، كأفعال مستحدثة و مستجدة ويضع لها عقوبات رادعة إذا ثبت وجودها و ضررها على أفراد المجتمع.
* الأخصائي النفساني مليك دريد
بديل شبه مجاني عن المخدرات الصلبة
من جانبه، أكد الأخصائي النفساني مليك دريد، بأن المخدرات الرقمية تعتبر ظاهرة جديدة ودخيلة في الجزائر فهي عبارة عن ملفات صوتية تحتوي على ذبذبات ونغمات موسيقية متفاوتة التردد والإيقاع يتم تحميلها والحصول عليها بسهولة من مواقع إلكترونية متخصصة وقد تكون مرفوقة بملفات بصرية. تعمل هذه النغمات على جعل المستمع يشعر بمتعة ونشوة مؤقتة تشبه النشوة التي تسببها الأنواع الأخرى من المخدرات أو المهلوسات، نظرا لتأثيرها المباشر على خلايا الدماغ والمخ .
وأضاف دريد، بأن بعض الشباب يلجأون إلى هذا النوع من المخدرات كبديل عن الأنواع المهلوسة الأخرى كنوع من الهروب من الواقع والقلق والضغط النفسي والبحث عن النشوة والمتعة ولو افتراضيا.
وأرجع المتحدث، هذا النوع من الإدمان إلى بعض التقنيات العلاجية التي استعملت في الطب النفسي بداية السبعينات لعلاج بعض حالات القلق والاكتئاب، لكن وفق طرق علمية وبإشراف طبي متخصص وهو ما يسمى "بالنقر متباين التردد في الأذنين"، حيث يتم سماع نغمة صوتية بتردد معين في الأذن اليمنى وفي الأذن اليسرى يكون التردد أقل مثلا، فيرسل العقل الباطن صوتا ثالثا وهميا وهو ما يسبب حالة من النشوة واللاوعي، فيؤدي ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن الحالة المزاجية.
ويجب بحسب المختص النفساني، معرفة أن استخدام الموسيقى والصوت لأغراض علاجية ليس بالأمر الجديد منذ القدم، كما أن موضوع المخدرات الرقمية لايزال محل خلاف بين العلماء و لم يفصل المختصون في آثارها ومدى اعتبارها فعلا شكلا من أشكال الإدمان، إذ لا تصنف في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية ولا يعترف بها كنوع من أنواع المخدرات. في حين يؤكد متابعون حسبه، أن لها انعكاسات وخيمة على الدماغ لا تقل سوءا عن المخدرات الصلبة و المهلوسة، إذ تؤثر على التركيز والانتباه والذاكرة ومختلف العمليات العقلية، كما تؤدي إلى الشرود ونوبات من التشنج وتزيد نوبات الصرع إضافة إلى التأثير السلبي المؤكد للموسيقى الصاخبة على حاسة السمع والدماغ بشكل عام.
وبحسب دريد، فإن مسؤولية التوعية تقع على الأسرة بالدرجة الأولى، ثم المؤسسات التربوية و وسائل الإعلام للتحسيس حول مخاطر وأضرار الموسيقى الصاخبة و التوجيه الأمثل لاستغلال الوقت في أنشطة رياضية وثقافية تكون أكثر فائدة.
لينة دلول