أغلفة للهواتف و حراسة مشدّدة: فرق خاصة لمنع التصوير في الأعراس

تسجل فرق منع التصوير حضورا متزايدا في أعراس عائلات جزائرية و يتعلق الأمر بشابات يقدمن خدمات أقرب إلى الحراسة، للحفاظ على خصوصية المناسبة و من يحضرها، و منع تسريب صور و فيديوهات قد تكون سببا في إثارة مشاكل عائلية، ورغم أنها خدمات مطلوبة بشكل بارز إلا أنها لا تحظى بالإجماع فهناك من يعتبر سحب الهاتف تضييقا وتجاوزا.
لم تعد بعض الأسر تكتفي بالإعلان عن منع التصوير في مناسباتها، أو الإشارة إلى ذلك على بطاقات الدعوة، أو على أوراق تطبع عليها عبارة «ممنوع التصوير»، و توضع وسط الطاولات في الأعراس، فقد دخلت خدمة جديدة إلى سوق التنظيم و التعهد، يمكن من خلالها ضمان الخصوصية التامة، أما الأسعار فتتحدد بحسب عدد المدعوين و تنطلق عموما من 10آلاف دج إلى 40 ألفا.
أول المدعوين
أكدت الآنسة بوطغان، صاحبة فرقة من ولاية جيجل، أن خصوصية المجتمع الجزائري، فرضت هذا النوع من الخدمات، خاصة بعد انتشار سلوكيات وصفتها بالسلبية، من طرف مدعوين يقومون بتسريب صور للعروسين أو باقي من في القاعة و ينشرون على مواقع التواصل فيديوهات تتعلق بالمناسبات التي يحضرونها، كما أن هناك من زبائنها من يرفضون تسريب صورهم خوفا من المشاكل و من السحر و الشعوذة أيضا ولذلك فإن فرقتها تكون أول من يحضر القاعة في اليوم المشهود.
تعمل الفرقة حسبها، في إطار منظم، من خلال ارتداء زي موحد تطبع على ظهره عبارة «ممنوع التصوير»، لأجل تقديم صورة جادة و انطباع صارم حيث تعمل العضوات وفق نظام أقرب إلى نظام أعوان الحراسة والأمن، مشيرة إلى أن الطلب على خدماتها يعرف تزايدا كبيرا.
تجاوزات و هواتف غير مصرح بها
و أوضحت مسيرة الفرقة، أنها وزميلاتها يوفرن أغلفة جلدية بأغطية شفافة توضع فيها الهواتف بمجرد دخول المدعوات إلى القاعة، تغلق بعدها بجهاز مغناطيسي يستحيل فتحه، إلا عند مغادرة المدعوة للقاعة، مضيفة أن هذا الإجراء لا يمنع المدعوات من استعمال الهواتف، بحيث يمكنهن الاتصال و التواصل عبر الإنترنيت بكل حرية  لكنه يعيق التصوير كون الأغلفة تغطي كليا الجزء المتعلق بالكاميرات الأمامية والخلفية للجهاز.
تأمين الأعراس من الفضوليين مثلما أسمتهم محدثنا، لا يتوقف عند وضع الهواتف داخل الأغلفة، بل يواصل فريق العمل مهامه طيلة الحفل، أين تقوم الشابات بجولات بين الطاولات و وسط المدعوات لتفادي أي تجاوزات و التأكد من أنه لا وجود لهواتف إضافية أو كاميرات أخرى  مع ذلك تسجل حسبها، الكثير من التجاوزات من قبل نساء وشابات يرفضن تقبل فكرة عدم التصوير، ولذلك يقمن بتمزيق الأغلفة من أجل التصوير خلسة، أو مغادرة القاعة دون تسليم الغلاف للفرقة المسؤولة عن التأمين.تحدثنا إلى بعض الأشخاص عن موضوع تأمين الخصوصية في الأفراح و المناسبات فتضاربت الآراء، حيث اعتبر البعض الأمر جيدا و مهما لضمان أقصى حد من الاحترام و الخصوصية على اعتبار أن المجتمع الجزائري لا يزال محافظا و يميل إلى « الستر» كما علق رب أسرة وقالت سيدة، إنها لا تمانع في الاستعانة بفرقة مماثلة لأنه من الصعب على منظم الحفل مثلا مراقبة الناس مباشرة أو إقناعهم بعدم التصوير وعكسها اعتبر بعض محدثينا، بأن في فرض منع التصوير أو  سحب الهاتف أو تغطية الكاميرا تعديا على الحرية و نوعا من التجاوز و عدم الاحترام، وعبرت شابة بأنها لن تحضر حفلا أو عرسا يمنع فيه استخدام الهواتف، لأنها تحب التقاط الصور لنفسها و الاستمتاع بالمناسبة على طريقتها.                              إ.زياري