خلل التعرق شكل من الإكزيما يظهر صيفا

يعد خلل التعرق شكل من أشكال الإكزيما التي تكون شائعة بشكل رئيسي في فصلي الربيع والصيف، وأحيانا في الشتاء عندما يبقى الشخص تحت أشعة الشمس لفترات طويلة فيحمر الجلد و يتقشر و يزيد سمكه على اليدين أو القدمين أو عليهما معا.
و يؤثر هذا المرض الجلدي بشكل رئيسي على البالغين ويصيب الرجال والنساء، ولكن يمكن أن يعاني منه الأطفال أيضا، على الرغم من أنه أمر نادر، ولا يزال سبب خلل التعرق مجهولا وغير معروف جيدا، ويمكن أن يرتبط بأمراض أو عوامل أخرى مثل الفطريات الجلدية على غرار قدم الرياضي، وفرط التعرق الراحي الأخمصي أو زيادة التعرق في اليدين والقدمين في الصيف عندما ترتفع الحرارة وما إلى ذلك.
ويظهر خلل التعرق فجأة في اليدين والقدمين وعلى أطراف الأصابع أثناء النوبات ويؤثر في بعض الأحيان، على يد واحدة أو قدم واحدة فقط، وقد لا تكون نفس اليد أو القدم من سنة إلى أخرى، وتختفي الأعراض فجأة كما ظهرت، ومثل أي مرض جلدي، يمكن أن يتفاقم خلل التعرق بسبب التوتر والقلق.
ويرتبط خلل التعرق بوجود بثور تحت الجلد، وعلى مستوى راحتي اليدين، وأطراف الأصابع، وباطن القدمين رغم أن الجلد المحيط بهما صحي، على عكس إكزيما اليد، ويمكن أن تكون البثور مؤلمة أو حتى معيقة خاصة عند المشي.
كما تسبب هذه البثور الحكة، ويصبح محتواها أكثر بياضا أي قيحية، وبالتالي تطرح خطر العدوى، ويمكن أن تسبب التهاب الأوعية اللمفاوية، والعقدة الليمفاوية في الإبط أو الفخذ.
و من الأفضل عدم السباحة في البحر خلال فترات خلل التعرق، لأن الماء المالح يمكن أن يلسع ويضاعف العدوى الثانوية، ومن الممكن السباحة في المسبح بشرط حماية البثور بضمادة.
ويتم علاج خلل التعرق في اليدين والقدمين عن طريق وضع كريم «كورتيكوستيرويد» مرة واحدة يوميا على البثور ومفعوله سريع جدا، حيث يلاحظ التحسن خلال 48 إلى 72 ساعة، وفي أسبوع واحد يتم علاج خلل التعرق، لكن يمكن أن تظهر الأعراض مرة أخرى، ومن الضروري بعد ذلك العلاج مرة ثانية بنفس المرهم.
إذا كان كريم الكورتيكوستيرويد غير فعال، فيمكن استخدام كريم مثبط للمناعة مرتين يوميا، وفي حالة العدوى البكتيرية للبثور بسبب الخدش المتكرر، يجب استشارة الطبيب الذي سيصف للمريض مضادا حيويا يتم تناوله لمدة أسبوع كامل.
كما يمكن أن يساعد العلاج بالضوء أو الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة، الذي يتم تطبيقه موضعيا على اليدين والقدمين في بيئة طبية، في تقليل خلل التعرق وعدد حالات النوبات، علما أن التشخيص الصحيح هو أهم خطوة في العلاج.
أما العلاج بالشمس، فعلاج طبيعي لخلل التعرق، يتمثل في تعريض اليدين والقدمين بشكل معتدل جدا للأشعة المنخفضة تدريجيا لمدة 5 دقائق يوميا، وذلك في حدود الساعة الخامسة مساء الصيف، وهو قريب لآلية العلاج بالأشعة فوق البنفسجية الذي يتم تقديمه في عيادة الطبيب.
يبقى من الصعب منع خلل التعرق من الظهور لأن تفشي المرض يحدث أحيانا حتى عند تجنب العوامل المسببة له ومع ذلك، يوصى باتخاذ التدابير الوقائية للحد من مخاطر التفاقم، بتجنب ملامسة الماء لفترات طويلة وغسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب ملامسة المواد المهيجة أو المنظفات مثل المنتجات المنزلية، وتفادي ملامسة المنتجات التي تسبب للمريض الحساسية، كما ينصح  بالتوقف عن التدخين الذي يمكن أن يكون عاملا رئيسيا.
 سامية إخليف