* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
استطاعت الطالبتان ملاك كعبوش و نورهان هريمي، من المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بولاية ميلة، الحصول على علامة مشروع مبتكر «لابل»، لفكرة مهد ذكي للرضع يعتمد تشغيله على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المشروع دخل حسبهما، مرحلة التطبيق ويعد الأول لهما في مجال تحسين مهام مراقبة الأطفال الرضع وحل المشكلات التي تواجه الأمهات، وقد جاء في إطار القرار 75/12، بعد مناقشة الفكرة كمشروع تخرج للحصول على لابل «مؤسسة ناشئة» بكلية الرياضيات والإعلام الآلي، تخصص علوم وتكنولوجيا المعلوماتية والاتصال، أين حققت الطالبتان علامة 20/20 عن عملهما.
وكان والي ميلة مصطفي قريش، قد وعد حسب الطالبتين بمرافقة المشروع، في إطار سياسة دعم الأفكار المنتجة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، وقالت نورهان وملاك، إن المسؤول وعدهما بتقديم الدعم اللازم لتطويره الفكرة وإنشاء مؤسسة ناشئة، إذ استفادتا من مبلغ مالي يقدر بـ 10 ملايين سنتيم، مبدئيا لتجسيد المبتكر وإنشاء أول مهد ذكي في الجزائر.
الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المبتكر
وأوضحتا للنصر، بأن فكرة المهد الذكي تعود في الأصل للأستاذة المشرفة، منيرة بوزحزح، وتهدف بالأساس لإيجاد حل للأمهات في مراقبة صغارهن، حيث قامتا بتبني الفكرة وعملتا على تطويرها، قائلتان، إنهما لم تفكرا في البداية في استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لكن وبعد دراسة وتمحيص توصلتا إلى ضرورة الاعتماد على هذه التقنية لزيادة جودة المبتكر و تسهيل مراقبة السرير الذكي عن بعد.
و واصلت الطالبتان حديثهماقائلتان، إنهما قامتا بتطوير الفكرة من خلال جمع البيانات ومعالجتها عن طريق خوارزميات التعلم العميق، ومن ثم عرض النتائج عبر تطبيق الويب « be tech» للسماح لمستخدمي التطبيف عبر الهواتف والحواسيب والساعات الذكية بمراقبة حالة الرضيع ومعرفة حاجياته وتلبيتها وهذا ما يسهل على الأولياء التنقل بأريحية في المنزل، كما يسمح للممرضات في المستشفيات بأداء مهامهن بشكل أفضل في الرعاية و تتبع حالة الرضع.
خوارزمية لتحليل صوت بكاء الرضيع
كما ركزت الزميلتان خلال مشروعهما، على تحليل بكاء الرضيع، عن طريق تطوير خوارزمية لتحليل بكائه وإعطاء النتائج للأم، إذ تقوم العملية على جمع الأصوات عن طريق جهاز حساس، ومن ثم إرسالها إلى قاعدة بيانات، فتقوم الخوارزمية بتحليل الصوت حسب الفئات الخمسة التي برمجت عليها مسبقا «جائع» ، «غير مرتاح»، يعاني من « آلام في البطن»، أو « متعب» و «يكرر التجشؤ»، تعرض النتائج بعد ذلك عبر تطبيق الويب و يتلقى المستخدم إشعارا حول سبب بكاء الرضيع.
كما يقوم المهد الذكي حسب مبتكرتيه، بمعرفة الحالة الصحية للرضيع، حيث قامتا بوضع حساسات من أجل تحديد ذلك بقياس درجة الحرارة والرطوبة، إذ يرسل المستشعر البيانات إلى القاعدة، التي تعرضها على المستخدم في نفس التوقيت، عن طريق إشعار إلى تطبيق الويب حول الحالة الفسيولوجية للرضيع، وتكون النتائج سهلة القراءة على الهاتف أو الحاسوب أو الساعة الذكية.
ويقدم السرير كذلك، العديد من المميزات كما يساعد الممرضات ومقدمي الرعاية في الحاضنات للتأكد من الحالة الفسيولوجية للرضع المرضى، بفضل خاصية قياس نسبة الأكسجين في الدم ومراقبة دقات القلب بالإضافة إلى قياس درجة حرارة الجو والجسم.
طموح غير محدود
وأوضحت المبتكرتان، بأن السرير يقوم بتهدئة الرضيع والترفيه عنه أيضا، وذلك عن طريق جهاز حساس للصوت موصول بمكبر وأضواء، فمثلا عند التقاط بكاء الرضيع في الفترة من السابعة مساء إلى السابعة صباحا، تشغل الأضواء، أما مساء فتشغل الموسيقى والألعاب تلقائيا إلى أن يهدأ الرضيع.
وتسعى الزميلتان إلى تطوير المشروع من خلال توسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث قالت ملاك ونورهان بأنهما تعملان حاليا على ابتكار طريقة لتحسين نوم الرضيع، بحيث يمكن للسرير الذكي ضبط درجة حرارة الغرفة وتعديل وضعيته تلقائيا بناء على معلومات الصوت المسجلة، فإذا كانت الحساسات تشير إلى أن الصغير أطال البكاء إلى حد الاختناق، يغير المهد وضعيته لتوفير أقصى درجة من الراحة وتخفيف اضطراب الرضيع. كما تشتغلان كذلك، على تجميع البيانات على مدار أشهر وتحليلها لتوفير تقارير حول الحالة الصحية للمستخدم، وتجتهدان لبلوغ مستوى متطور رغم افتقارهما للتمويل و وسائل إنجاز المشروع وذكرت الطالبتان بأنهما مرتا بظروف صعبة لتجسيد هذه الفكرة خصوصا في ظل انعدام بعض الوسائل والأدوات اللازمة و عدم توفرها في السوق المحلية، ما أعاق حسبهما إنجاز النموذج بصورة أفضل.
مع ذلك قالتا، إنهما وبفضل دعم الزملاء و الأساتذة بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف، تمكنتا من إنجاز نموذج أولي سمح لهما بعرض الفكرة في إطار مذكرة تخرج مشروع مؤسسة ناشئة والحصول على العلامة الكاملة، وهو شعور لا يكاد يوصف على حد تعبيرهما، علما أن فرحتهما تضاعفت بعد افتكاكهما لبراءة اختراع «لابل» من طرف وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.
الطالبتان، أوضحتا للنصر، بأنهما عينة عن العديد من الطلبة الجامعيين الطموحين، حاملي الأفكار و المشاريع الذين يزاولون دراستهم بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف، لتضيفا بأن حاضنة الأعمال كان لها أثر إيجابي على تعزيز ثقة الغالبية في إمكانية تحقيق الأحلام.
كما ثمنتا، دعم الدولة للطلبة ومرافقتهم وتمويلهم مشاريعهم دفعا لعجلة التنمية المحلية و سعيا لإنعاش الاقتصاد الوطني، داعين كل طلبة عبر الوطن إلى الالتحاق بحاضنات الأعمال الجامعية من أجل تطوير وتجسيد أفكارهم التي تعد سبيلا للنهوض بعالم المقاولاتية وطنيا وتوفير منتجات محلية خالصة.
ألهمني برنامج أسري
من جانبها، أوضحت المشرفة على مشروع الطالبتين الأستاذة منيرة بوزحزح، بأنها استلهمت الفكرة من برنامج تلفيزيوني طبي تحدث خلاله طبيب أطفال عن صوت الرضيع وكيف يعكس احتياجاته في حالات مختلفة على غرار النوم و الأكل و المرض وكيفية معرفة كل حالة عن طريق حفظ طبيعة البكاء.
وأضافت، أنها فكرت مباشرة في أداة ذكية تقوم بهذا العمل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حيث تحلل الصوت و تحدد الحالة مباشرة، مشيرة إلى أنها عرضت الفكرة على الطالبتين اللتين عملتا عليها وقامتا بتطويرها على أحسن وجه رغم تحدي شح التمويل و غلاء بعض القطع التي يتطلبها المشروع، لكن اجتهادهما ساعد على الوصول إلى أفضل النتائج خلال سنة. وأكدت الأستاذة، أن المبتكر سيكون حلا لمشاكل عديدة تعاني منها الأسر و القائمون على رعاية الرضع و الصغار، لأنه يتيح مراقبتهم والاطمئنان عليهم. أما مدير حاضنة الأعمال بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف، داودي حمزة، فقال بأن العمل على تجسيد المشروع انطلق شهر جانفي الماضي، بعدما صادقت اللجنة العلمية للمواضيع على الفكرة، حيث عملت الطالبتان على تطوير الجانب التقني وكل ما يخص المهد الذكي، مضيفا بأنها فكرة رائدة وستقدم منتجا مطلوبا عالميا.
و يعد المشروع ثاني «لابل» تحصل عليه الحاضنة في ظرف سنة واحدة على إنشائها، مؤكدا بأن عمل الطالبتين تألق في مسابقات وملتقيات وطنية للابتكار وحظي بالاهتمام والإشادة، معربا عن فخره بالإنجاز المحقق من طرف نورهان وملاك، رغم انعدام الوسائل والإمكانيات اللازمة في الحاضنة، مشيرا إلى أن والي الولاية وعد بتوفير مبلغ مالي لشراء بعض المستلزمات وتوفير ظروف أحسن للنشاط.
كما أضاف محدثنا، بأن للذكاء الاصطناعي دور كبير في تطوير أي فكرة إن كان صاحبها ملما بخبايا التكنولوجيا وهو ما حصل مع الطالبتين، قائلا إن المركز الجامعي والحاضنة يسجلان العديد من المشاريع المهمة القادرة على توفير حلول لكثير من المشكلات في عدد من المجالات على غرار الطاقات المتجددة و الزراعة والصناعة وغيرها، حيث نوقش بالمركز الجامعي خلال الموسم الحالي حسبه، 45 مشروعا من أصل 65 مشروعا، قدمت في إطار القرار 75/ 12، كما أكد بأن توجه السلطات العليا في البلاد إلى دعم الطلبة وتوفير كل الظروف الملائمة لتطوير أفكارهم والسماح لهم بإنشاء مؤسساتهم، سيضمن إضافة كبيرة لتطوير الاقتصاد الوطني.
مكي بوغابة