أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
بقدر ما تستحسن الكثير من العائلات الروابط و العلاقات الاجتماعية ،إلا أن القيام بما يسمى « القمنة «أي تقديم التهاني و التبريكات مرفقة بالهدايا ، باتت تشكل لدى البعض عبئا ثقيلا من حيث استنفاذ الوقت و الجهد و المال .
يتداول مصطلح « القمنة « في الأوساط الشعبية بالمناطق الداخلية بوسط البلاد، تعبيرا عن واجب تقديم التهاني و التبريكات لكل المناسبات العائلية تنطلق بداية من العقيقة ،مرورا بالختان ، و الزواج والحج و العمرة ،وحتى شراء المنازل واستبدال السيارات دون تأخير أو تأجيل، على حساب المصالح الشخصية كالعمل و الدراسة،و قد تلغي الالتزامات و المواعيد الأخرى لفائدة الدعوات العائلية ،وقد باتت تشكل هذه الظاهرة عبئا ثقيلا من حيث استنفاذ الوقت و الجهد و المال.
يقول عبد الله مسعود 66 سنة، «نظرا لتزايد و تقارب عدد مواعيد الأفراح و المناسبات العائلية ، نقوم في بعض الأحيان بأكثر من زيارة عائلية في اليوم الواحد «، مضيفا بأن المال المخصص للقمنة أو « التقمان» ،على حد تعبيره ،يستنزف العائلات خاصة محدودة الدخل التي ليس لديها وسائل نقل كالسيارات مما يدفعها لكراء سيارات أجرة و استطرد عمي عبد القادر 77سنة ،الشقيق الأكبر لعبد الله مسعود قائلا: « قد زادت التكاليف واستحوذت المباهاة و التفاخر على عقول الناس ،ومن الواجب ترشيد هذه النفقات وتوجيهها لأشياء عملية كمساعدة المحتاجين و الفقراء ليظهر أثرها الكبير في تنمية المجتمع». و أكد محدثنا بأن كل مناسبة سواء صغيرة أو كبيرة ،توجه من خلالها الدعوات وهذا الأمر مبالغ فيه ، عكس ما كان في الماضي ـ يضيف عمي عبد القادرـ حيث كان يتكفل بها كبير العائلة: «كالشيخ « رفقة « العجوز «، دون البقية، تقديرا وتشريفا باسم أفراد العائلة ،لكن يختلف الأمر في وقتنا الحالي ،والمشكل الذي باتت تطرحه هذه المناسبات ،سواء العائلية أو غيرها أنه لابد من تلبيتها في الوقت و الآجال المحددة دون مبررات أو أعذار ،فضلا عن قيمة الهدية التي تمنح وهي معيار تقاس به قيمة و مستوى الأفراد الذين يقدمونها ،وهذه الأشياء من شأنها أن تساهم في تدمير القيم الاجتماعية المتوارثة.
فيما وجد الدكتور م ،مراد نفسه رفقة أسرته ، خارج دائرة التقمان أو القمنة لاعتبارات من بينها أنه يدرس في إحدى الجامعات بالعاصمة، و تقتصر زياراته العائلية، على المناسبات الكبرى كالأعراس ،على حد تعبيره، والتي ينظم أغلبها في عطلة الصيف ، لكن الشاب أنس ، طالب جامعي بخميس مليانة، يرى عكس ذلك ،مستندا إلى الدين الحنيف قائلا:» كل الناس يحبون أن يوسع لهم في الرزق ، ويؤخر لهم في آجالهم ،لأن حب التملك وحب البقاء غريزتان من الغرائز الثابتة في نفس الإنسان، فمن أراد ذلك فعليه بصلة أرحامه وتلبية الدعوات على قدر المستطاع ،وفقا للوقت المتاح له ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده على التواصل والتراحم يكون حصناً منيعاً ، وقلعـة صامدة ، وينشأ عن ذلك أسر متماسكة ، وبناء اجتماعي متين بالأسلوب المطروح وليس كما اعتاد عليه الناس في زماننا، «فالقمنة « بهذا الشكل هي في الحقيقة مرادفة لصلة الرحم، لكنها، حسب محدثنا، ورطت العائلات في متاعب المباهاة وضياع الوقت و المال .
من جهتها ،ترى السيدة عائشة 70 سنة ،أن تلبية الدعوات العائلية هي من صميم وصل الرحم لكن مظاهر المباهاة و التظاهر على حساب القيم المجتمعية هي التي أفسدت عقلية الناس عكس الماضي، رغم بساطته إلا انه يحمل في طياته مظاهر جميلة منها التكافل و التعاون و الإحسان إلى الأقارب ،ومساعدة المحتاج منهم ، والسعي لمصالحهم، والتماس لإخواننا الأعذار .
هشام ج