أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
يمارس عمي لخضر رحالي حرفة الحدادة الفنية، إلى جانب هوايته المفضلة المتمثلة في جمع الأواني المنزلية الفضية و النحاسية القديمة من أباريق و أوعية و صينيات و كذا أدوات محلية تستعمل في خدمة الأرض و الأعمال الفلاحية من مناجل وفؤوس و حتى سميرة الخيول و قطع نقدية تعود إلى أزمنة مختلفة. حيث يحتفظ بها في زاوية بعيدة في مسكنه العائلي ببلدية ونوغة بالمسيلة و يرفض التفريط فيها لأنه قضى عقدين من الزمن تقريبا في جمعها، إلى حد أنها تحولت إلى هوية له، ترافقه في التظاهرات الثقافية، أين يقوم بعرضها من حين لآخر.
عمي لخضر رحالي، رجل قضى حياته يمارس حرفة الحدادة الفنية التي ورثها عن أجداده وورثها عنه أبناؤه الذين يحافظون على إرث أجيال تعاقبت بمنطقة ونوغة على صناعة مختلف الأدوات التي تستغل في الأعمال الفلاحية و صهاريج المياه التي باتت صناعة مزدهرة خلال السنوات الأخيرة، بفعل كثرة الطلب عليها من قبل العائلات الجزائرية، لتخزين المياه في مواجهة نقص التزود بالمياه الصالحة للشرب جراء حالة جفاف الحنفيات عبر الكثير من مناطق الولاية و من بينها منطقة ونوغة والبلديات المجاورة لها. رحلة عمي لخضر الطويلة في حرفة الحدادة الفنية ثم جمع الأواني المنزلية القديمة و القيمة بعدها بسنوات، بدأها كما قال للنصر، منذ سنة 1966 عندما توقف عن الدراسة في السنة الثانية متوسط، ليلتحق بورشة والده و يمارس حرفة العائلة التي تعتبر مصدر رزقهم و شهرتهم بالمنطقة. يضيف محدثنا بأنه و أفراد عائلته أتقنوا صنع المناجل و الفؤوس للفلاحين، وكذا قالبات التراب و الجارفات و كذا أقفال المنازل وغيرها من الصناعات التي تشكل احتياجات يومية لسكان الجهة. وفي سنة 1977 تخمرت في رأسه فكرة جمع الأواني الفضية والنحاسية وجميع الأدوات التي كانت تستعمل وقتها بكثرة، من قبل العائلات الجزائرية عموما و الحضنية بصفة خاصة و الاحتفاظ بها في مكان خاص. و قال بهذا الشأن:" كأنني كنت أتنبأ بالحاضر و اندثار هذا النوع من الصناعات التقليدية وتخلي شريحة واسعة من العائلات عن استعمالها والتوجه إلى اقتناء أدوات وأوان حديثة مستوردة مصنوعة من مواد ليست بنفس قيمة الأواني القديمة المادية و التراثية، حيث قمت بجمع عدد من الأواني المنزلية على غرار المكيال الذي يستعمل في وزن المنتجات الفلاحية والذي يسمى"الصاع " و"الربعة " و الصينية النحاسية و الأوعية مختلفة الأنواع و الأحجام و كذا القطع النقدية التي يعود بعضها إلى أزمنة متباعدة، فضلا عن مذياع قديم وعدد من الأدوات القيمة التي عرفت طريقها إلى الاندثار في زمننا بالنسبة للكثير من البيوت الجزائرية وعند المسيليين تحديدا." ولا يقتصر دور عمي لخضر رحالي في جمع كل ما هو قديم و قيم والحفاظ عليه في مكان آمن بعيد عن الأنظار، وإنما تجاوزه إلى المشاركة في التظاهرات الثقافية التي تنظم من حين لآخر في كثير من المناسبات، أين يقوم بعرض كل ما يحوزه من قطع نادرة و ثمينة حتى يحيي في ذاكرة زوار هذه المعارض، على حد قوله، تراث المدينة و ماضيها وهي دعوة للجهات المعنية بضرورة العمل على حماية الموروث الثقافي المادي وغير المادي، على حد السواء، من الاندثار والضياع من خلال زرع حب هذه الأشياء و تشجيع اقتنائها و استعمالها في البيوت، و أيضا الحفاظ على حرفة الحدادة الفنية وغيرها من الصناعات التقليدية.
وبالرغم من اعترافه بصعوبة المهمة التي تقلص عدد المهتمين بها كثيرا، إلا أن ذلك ممكن، حسبه، إذا تم الاهتمام بهذه الحرف على مستوى قطاع التكوين المهني و تدعيم الصناعات والحرف من قبل الدولة و توفير المواد الأولية مشيرا إلى مادة الفحم على سبيل المثال الذي يتم استيراده من الخارج و تصل قيمته إلى 100 دج للكيلوغرام الواحد، وهذا سعر مرتفع كثيرا يرفع من تكاليف الصناعات الحرفية و ذلك من بين الأسباب الكثيرة التي دفعت بالعديد من الحرفيين إلى التخلي عنها و لا يشجع،حسبه، الشباب على اقتحام هذا المجال مستقبلا.
فارس قريشي