أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
أطل منذ أسابيع عبر قناة فضائية شخص غير معروف في الأوساط الطبية معلنا عن اختراع دواء للسكري بعد عشر سنوات من البحث، وقال أنه وجد صعوبة في الإعلان عن اختراعه نتيجة صعوبات، وتحوّل البلاطو الذي استضاف “ الطبيب” إلى منبر للتهليل لهذا الإنجاز الذي سيخلص مرضى السكري من التبعية لحقن الأنسولين ويدخل الجزائر التاريخ ..صاحب الدواء لم يقل الكثير عن التركيبة لكنه عاد في تسجيل آخر لنفس القناة وأكد بأن الدواء أثبت فعالياته على المرضى
و قدمت شهادات لأشخاص قالوا أنهم جربوا الدواء على أبنائهم منذ سنوات وقد سجلوا استقرارا في حالاتهم ليمنح بذلك صاحبه براءة اختراع إعلامية فتحت له أبواب الشهرة لكنها فتحت بابا نحو المجهول على ضحايا هذا التهليل غير المؤسس علميا.
بعد أيام تحول الخبر إلى ما يشبه القنبلة في أوساط المرضى الذين راحوا يطالبون بحقهم في الدواء، وقدم صاحبه ملف التركيبة العلمية للوزارة لعرضه على خبراء، فيما تواصل نشر فيديو الإعلان عن الاختراع بشكل واسع و تحول منزل المخترع إلى محج للباحثين عن شفاء من ذلك المرض المزمن وأصبح الحصول على رقم هاتفه هاجسا للآلاف من الجزائريين.
وقد كانت النصر سباقة للتحقيق في الموضوع بالاقتراب من الباحث الذي تراجع وقال أنه لم يسوق الدواء وأنه لا يزال قيد التجربة و اتهم أطرافا بتسويق مواد مجهولة المصدر تحت مسمى دوائه، رغم أنه لم ينف ذلك أثناء تقديم شهادات أولياء مرضى رفضوا الإفصاح عن هوياتهم بحجة تجنب التشهير بمرض أبنائهم، رغم أن المرض ليس بالفعل المشين وآلاف المرضى يبحثون عن فرصة للتكلم أمام الكاميرا عن معاناتهم.
الغريب أن الطبيب اعترف بأنه درس طب الإنعاش لفترة قصيرة بقسنطينة قبل أن ينتقل إلى سويسرا أين تحصل على دكتوراه وبأنه لم يقم بمعادلة الشهادة إلى اليوم، رغم أنه نظريا كان يحضر لإطلاق اختراع مهم وسبق وأن سوّق دواء لعلاج الصدفية، والأكثـر غرابة أنه تراجع مؤخرا وقال بأنه لم يخترع دواء بل مكملا غذائيا وبأنه لم يطلب من أي مريض التوقف عن أخذ الأنسولين.
هذه التناقضات حركت باحثين جزائريين انتقدوا التسرع في التعامل مع فكرة وتحويلها إلى منجز وحذروا من تسويق دواء يتطلب عشر سنوات من التجارب ويجب أن يجرب على الحيوان قبل الإنسان، لكن صاحبه قال بأنه لم يجد حيوانات مصابة بداء السكري كي يجربه، وهو نفسه الذي سبق وأن صرح بأن البحث أخذ منه 11 سنة من العمل، ربما يكون استغرقها في البحث عن فئران مصابة بالسكري..
حالة الطبيب وما أثاره دواؤه الذي تحول إلى مكمل غذائي وربما ينتهي لاحقا إلى كونه كان مجرد حلم أو أمنية، أبان عن خطورة ما يسمى بالاختراع عند الكثيرين، لأن هذا الشخص ربما ساعد الإعلام في انتشاره و كشف تناقضاته، لكن هناك الكثير ممن يسوقون الأوهام والسموم و يقتلون ضحاياهم لمجرد وهم يزرعونه بكلمة أو خلطة، وقد يتحوّلون إلى أبطال مثل هذا الطبيب الذي يلقى تعاطفا شعبيا و اعتبر ضحية مؤامرة مخابر أجنبية وغيرة أطباء مثلما قال لأنه من الصعب إقناع من اعتقد بأنه وجد دواء لمرضه بأن الدواء لا وجود له .
النصر