في رحاب رمضان

د.إبراهيم بن مهية للنصر
كان للمعتزلة دولة بالجزائر و الفاطميون قضوا على التعايش المذهبي
كشف الدكتور إبراهيم بن مهية أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأمير بقسنطينة عن ظهور دولة للمعتزلة بالجزائر قرب المسيلة ذكرها الرحالة ولم يستطع المعاصرون تحديد موقعها، وأبرز في هذا الحوار أن الشيعة الغلاة الفاطميين بنوا دولتهم على دماء وأشلاء الجزائريين، على مدى 17 سنة، مما ساهم في تلطيخ صفحات تاريخهم بهذا البلد؛ وقد أسقطوا دويلات كثيرة كانت متعايشة هنا قبل أن يثور عليهم الجزائريون ويضطروهم للرحيل نحو المشرق، وتتخلص بذلك الجزائر من الغلو والطائفية وهو وضع ينبغي الحفاظ عليه، بمنع أي تسلل لهذا الفكر.
 حاوره: عبد الرحمان خلفة
ظهرت في الجزائر خلال القرون الهجرية الأولى دويلات كثيرة انبثقت عن المذاهب والفرق والطوائف الدينية، ما سر ذلك رغم وجود سلطة مركزية أموية ثم عباسية بالمشرق؟
كانت في إسلام الجزائريين في نهاية القرن الأول الهجري بصمة الخليفة عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل، بحيث إن انقلاب الخلافة الأموية على إصلاحات عمر بن عبد العزيز وجنوحها نحو الجور الذي لا يطاق، دفع سكان شمال إفريقيا إلى التفكير في التمرد على هده الخلافة التي لم تعد تعكس تصورهم للإسلام ونظامه العادل، لاسيما وأن سفارتهم لبلاط دمشق عاصمة الخلافة الأموية بغرض الشكوى لم يؤذن لها  باستقبال الخليفة، فعادت أدراجها ما جعل السكان يستجيبون لنداءات ثورات الخوارج التي عرفت بثورة البربر، ويتمردون بالتالي على السلطة المركزية للخلافة الإسلامية الأموية، وقد ساهمت هذه الثورة في استنزاف الأمويين ومهد لإسقاطها على يد العباسيين، وقد ساعدت الظروف الجيوسياسية، المغاربة على نجاح الثورة إلى حد ما لاسيما بالبعد الجغرافي عن الحاضرة المركز، والفراغ السياسي الذي أعقب تلك الثورة، والسقوط المدوي للخلافة الأموية، وفي ظل هذه الأجواء المتوترة ظهرت دويلات كثيرة منها: دولة الأدارسة، وإمارة نكور، وبرغواطة بالمغرب الأقصى، أما المغرب الأوسط، فقد ظهرت في ربوعه دولة الرستميين الإباضية بتيهرت، وبقي الشرق الجزائري من حدود بجاية تابعا للدولة الأغلبية في تونس وهي موالية للدولة العباسية في بغداد، أما الساحل الجزائري بين تلمسان والبويرة (سوق حمزة)، فكانت به إمارات السليمانية المنتسبة لأبناء عمومة الأدارسة من آل البيت الحسنيين.
 هل كانت هذه الدويلات والطوائف متعايشة؟
على الرغم من الاختلافات المذهبية لهذه الدويلات إلا أنها ظلت متعايشة حيث توصلت إلى حالة من الاستقرار والصلح والتبادل التجاري، وتجاوزت بذلك التوترات الأولى، سواء تعلق الأمر بالعلويين أو الخوارج الصفرية في سجلماسة أو الإباضية أو المعتزلة وأهل السنة شرق الجزائر.
ذكرتم أن المعتزلة كان لهم تواجد هنا، أين ظهروا وهل بنوا دولة؟
كان المعتزلة يعرفون بالواصلية نسبة إلى مؤسسها واصل بن عطاء، وقد امتد تأثيره شرقا وغربا، حتى قال الشاعر صفوان الأنصاري في رثاء واصل كما أورد الجاحظ:
له خلف شعب الصين في كل ثغرة
 إلى سوسها الأقصى وخلف البرابر
رجال دعاة لا يفل عزيمهم
 تهكم جبار ولا كيد ماكر
فالبيت الأول يعد وثيقة تاريخية لإثبات تواجد المعتزلة بين البربر بقوة؛ بل إن المؤرخ اليعقوبي يخبرنا في رحلته عبر وصف جغرافي للمنطقة بعد منتصف القرن الثالث الهجري عن وجود إمارة معتزليةاسمها إمارة (هاز)، ويبدو أنها قرب المسيلة وإن لم يستطع المؤرخون تحديد موقعها بدقة، وقد أكد اليعقوبي على أنها واصلية المذهب.
لكن هذا التعايش الذي شكل ومضة تاريخية في شمال إفريقيا أفل بعد ظهور الدولة الفاطمية ذات المذهب الشيعي الاسماعيلي، ما العوامل التي أدت إلى هذا الوضع الجديد؟
لقد صرح الدعاة الاسماعيليون من غلاة الشيعة أن المغرب الأوسط أرض خصبة لبعث المذهب وإقامة دولتهم الخاصة، فبعثوا الداعية أبا عبد الله الصنعاني الشيعي ليعزف على وتر حب آل البيت ورفع الظلم، وقد اندس في صفوف الحجاج الجزائريين بالحجاز حتى كسب ودهم وعرضوا عليه السفر معهم والإقامة في ديارهم، وبذلك دخل أرض كتامة وأقام بإيكجان (بني عزيز) بسطيف ومنها بدأ يبث دعوته سرا لمقربيه، ثم جهر بها، على مدى 17 سنة حتى أضحت له شوكة هزم بها جيش الدولة الأغلبية بعين الكرمة قرب قسنطينة، ومنها انطلق إلى رقادة بتونس وأعلن عن دولته بمجيء عبيد الله المهدي الذي كان يبشر به، وقد اصطبغت  فترة تواجده بالجزائر بالدماء والأشلاء بسبب الغلو الذي كان يتصف به، خاصة بسطيف وميلة، وهو المنهج الدموي الذي طبقه الفاطميون بعد ذلك مع خصومهم بالمغرب وكذا عند دخولهم مصر، وفي المغرب اكتسح الفاطميون المنطقة كلها ,وأسقطوا الإمارات القائمة التي كانت متعايشة ومنها الرستمية والسليمانية والأدارسة والمدرارية وغيرها. فتاريخ الشيعة الغلاة بالجزائر والمغرب عموما تاريخ دموي لطخت به صحائف التاريخ مما جعل المغاربة على اختلاف مذاهبهم يتصدون للتواجد الشيعي وينضوون تحت لواء الثورات المسلحة والمقاومات التي ظهرت حينها على مدى نصف قرن مما اضطرهم إلى الانتقال إلى مصر ونقل العاصمة إليها، حتى تم الطلاق النهائي بعد عام 400ه حين بايع الزيريونوالحماديون بيعة العباسيين والعودة إلى المذهب السني.
ألم تجد المحاورات مع هؤلاء قديما؟
إن غلاة الشيعة كباقي الطوائف المتشددة لا تقبل الحوار كما هو واقع في بؤر التوتر العربية، فمن الخطإ التذرع بمقتضيات الحرية العقدية والفكرية للغفلة عن أي انتشار أو تسلل لهذا الفكر والغلو؛ لأنه يهدد استقرار المنطقة والنسيج الاجتماعي كما حدث في الماضي.

إسلام الطيبات في الأطعمة و الأشربة و عادات الخبائث
تابعت عبر أشرطة ومقالات عادات بعض الشعوب في الأطعمة والمطابخ، فأعجبت بالبعض لثرائها وتنوع محتوياتها، وهي تجلب من البر والبحر والجو، وتحسرت لفقر بعضها الآخر؛ بيد أني سرعان ما تقززت وشعرت بالقرف وأنا أقف على مطابخ بعض شعوب الصين، فبقدر ما احترمت العادات بقدر ما تأسفت لذاك الخليط من الأطعمة التي تشوبها القذارة الحسية والأدبية وتساءلت كيف لبشر يعيشون بين ظهرانينا يأكلون هذا المزيج من لحوم الحيوانات والحشرات والطيور؟ لم يقتصر الأمر عند لحم القطط والكلاب فتلك عادة ألفناها من بعضهم بالجزائر؛ لكنه امتد للثعابين والفئران وكل ما يبعث على النفور فطريا وطبيعيا، ألهذا الحد بلغ بهم الجوع أن لا يتركوا شيئا يتحرك إلا عرف طريقه لمطابخهم؟
تأسفت لهذا الواقع المعيشي المقزز قبل أن أحمد الله على نعمة الإسلام وما أحدثه من نقلة تاريخية عظيمة لأتباعه، وهو يبين لهم ما حرم مما أباح لهم من الأطعمة والأشربة، فقال الله تعالى: ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ  فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ  أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))، ثم خاطب عباده المؤمنين فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ))، وقال أيضا: ((وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))، فلا يليق بالمسلم أبدا أن يأكل إلا طيبا لأنه طيب النفس وطاهر البدن فينجذب إلى ما يليق به، ثم بين الله تعالى بعض المحرمات القذرة التي قد تستسيغها بعض النفوس فقال الله تعالى: ((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ  إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، وقال أيضا: ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ  ذَلِكُمْ فِسْقٌ))، ثم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأنواع الأخرى في قاعدة عامة فروي الصحابة قولهم: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير» هذا هو دين الطهر والطيب والنظافة في تشريعاته للمسلمين، الذي راعى الفطر السليمة وصحة الأبدان وسلامة الذوق فأباح ما يوافق ذلك وحرم ما يخالفه.
ولئن سكت القرآن الكريم عن النطق بتحريم بعض الأنواع من الحيوانات على غرار القطط والفئران والفضلات وغيرها؛ فمرد ذلك أن النفوس السليمة تعاف بطبعها هذه اللحوم وتنفر عنها فكان يكفيها رادع الطبع عن رادع الشرع؛ لكن هذا العصر في ظل الإعلام كشف عن شعوب اختل عندها ميزان الطبع والفطرة، وفقدت الذوق السليم والشعور بالجمال، في عصر تطور فيه الطب وبالمقابل تنكشف دوريا أمراض فتاكة مصدرها هذه القاذورات التي تعج بحكم بيئتها ومكوناتها العضوية بالجراثيم والبكتيريا وغيرها.                                                         

ع/خ

أخبار المسلمين: عصابات969 البوذية تمزق المصحف في بورما وأجواء متوترة بعد هدم مسجد ومدرسة لمسلمي أراكان
أبدى المرصد الأركاني أسفه لما آلت إليه مساجد الروهنجا بعد اقتحام عصابات 969، المدعومة من قبل حكومة سوتشي في بورما، لأحد المساجد وتدميره وتمزيق المصحف الشريف في إطار حملتها للتنكيل وتشريد الروهنجيا المسلمين. وكتب المرصد في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر:" أتعلمون ما هذه اﻷوراق تحت أقدام عصابات969؟ إنما هي أوراق المصاحف أخرجوها من المسجد ومزقوها ليهينوها ﻹغاظة المسلمين". ونشر المرصد صورة أخرى للمسجد الذي هدمته العصابات البوذية وكتب يقول: " منظر المسجد الذي هدمته عصابات969 قبل يومين، ثم انظروا إلى خادم المسجد كيف يبكي عل سكوت العالم وغربة المسلمين في بورما". وحذر المرصد من أن هذه الأيام تشهد هجمات بوذية متواصلة على مساجد المسلمين ومدارسهم ومقابرهم، طالبًا من المسلمين الدعاء. وتساءل المرصد عن دور المنظمات الدولية في حماية الأقليات المسلمة في تغريدة ثالثة، قائلاً: " تلك مساجد ومنازل ومحلات المسلمين أفرغتها عصابات969 ثم أحرقتها، أين حقوق اﻹنسان؟ وأين اﻷمم المتحدة؟ وأين غيرة المسلمين؟". وتابع المرصد مستغربًا: "كيف يسكت المسلم على جرائم البوذيين على القرآن والمقدسات اﻹسلامية؟ هكذا يفعل البوذية بالكتب اﻹسلامية والمصاحف في بورما".
كما أقدمت مجموعة من البوذيون المتطرفين على هدم مسجد ومدرسة في إحدى قرى مقاطعة باغو، وسط بورما، مع تنامي العنف المضاد للمسلمين وصعود التيارات القومية البوذية منذ 2012.