أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تظهر الضجة التي أثارها الخطأ الواقع في كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط وطريقة التعاطي معه أن الفريق المنتقد لوزيرة التربية الوطنية كما الفريق المدافع عنها وقعا في فخ التضخيم والتفسيرات غير المنطقية لهفوة عادة ما تقع في الكتب بمختلف أنواعها.
ويبدو أن مثل هذه الأخطاء – وهي ليست بالجديدة في ميدان الطباعة- فتحت شهية التأويل والتضخيم لدى الفريقين، و جرتهما تدريجيا بعيدا عن المنطق والتعامل العادي مع أي خطأ قد يقع ليس فقط في هذا المجال، فراحت تفاسير الفريق المنتقد للوزيرة إلى أبعد الحدود، وكأن هذا الخطأ سيغيّر موقف الجزائر من القضية الفلسطينية، أو كأن
بن غبريط هي من يوضع وينفذ السياسة الخارجية للبلاد.
بالمقابل يجد الفريق المدافع عن وزيرة التربية نفسه هو الآخر وقد سقط في فخ منطق المؤامرة، و أصبح يرى كل ما يصدر عن الفريق الآخر من مواقف في هذا المجال مؤامرة لضرب الوزيرة والتأثير على مشروعها الإصلاحي، بينما الحقيقة بسيطة وتقف بين الرأيين، وهي لا تستحق كل هذا التهويل والتفسير غير العقلاني للأشياء.
الواقع أن الخطأ وقع نتيجة الإهمال أو عدم التركيز، لا يهم، المهم أن لا نعطيه أكثر من حقيقته، ومن الحجم الذي يستحقه سواء على المستوى الإعلامي أو الشعبي أو السياسي، وناشر الكتاب يؤكد أن الخطأ وقع نتيجة تغيير المصمّم للخريطة بناء على ملاحظة مفتشين ولم ينتبه إلى تغيّر اسم فلسطين في الخريطة الثانية، فلماذا نعطيه من التفاسير ما لا يطيق؟ على الرغم من واجب الحرص والفطنة المطلوبين في هذا الميدان.
ثم إن مهنة الطباعة عندنا، وصناعة الكتاب عموما لم تصل بعد إلى الاحترافية المطلوبة التي يمكن معها اعتبار وقوع خطأ ما كارثة كبرى، فهناك كتاب وأدباء كبار، وكتب ذات أهمية كبيرة في ميدان التاريخ وغيره تقع بها أخطاء لغوية وغير لغوية فادحة ولا أحد انتبه إليها حتى.
و الأمرّ من ذلك أن وسائل الإعلام عندنا خاصة في عهد التلفزيونات الخاصة أصبحت تتلقف مثل هذه القضايا بتلهف كبير، و تعطيها أهمية كبيرة وحجما أكبر من الحقيقة، والواقع يقول أن صحافة الاستقصاء غائبة تماما عندنا وهي التي من المفروض أن تطورها المؤسسات الإعلامية الوطنية وتعطيها الأهمية الكبيرة حتى تتمكن من التطرق لمختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية المطروحة بإلحاح اليوم، و هي قضايا أهم بالنسبة للبلاد والعباد من قضية الأستاذة صباح ومن الخطأ الواقع في كتاب الجغرافيا.
فقد أصبح مغمورون ومغامرون عبر وسائط التواصل الاجتماعي خاصة الفايس بوك، يحركون وسائل الإعلام كما يشاؤون ومتى يشاؤون، ولم ينتبه القائمون عليها أن من واجبهم الاهتمام بقضايا أكبر و أنفع.
و بعيدا عن مسألة الدفاع عن أي أحد هنا فإن الواقع يبيّن بوضوح أننا لا نزال نتعامل بنوع من العاطفة والتسرع مع قضايا عادية، ولم نخرج بعد من التفسيرات السياسية والإيديولوجية لقضايا كان يجب التعامل معها بما تقتضيه المصلحة العامة، فصرنا نرهق أنفسنا بقضايا لا تتطلب كل هذا التغريد والتهويل والبكاء، و الأدهى من كل ذلك كما يعلم الجميع أن مثل هذا الخطأ الواقع في كتاب الجغرافيا لا ولن يغيّر موقف الجزائر من القضية الفلسطينية، ولا يغيّر الموقف العاطفي للشعب الجزائري منها، فلماذا نثقل أنفسنا بنقاش لا فائدة من ورائه إذن، وكان يكفي التنبيه إلى وقوع الخطأ لتصححه الجهات المعنية وينتهي الأمر.
النصر