* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
لم تشأ وسائل الإعلام الغربية وعلى الخصوص الفرنسية تذكير جمهورها الرياضي وغير الرياضي الواسع، بالأصول الجزائرية للمدرب الخرافي زين الدين زيدان، وهو يصعد مرة أخرى على عرش الكرة الأوروبية كبطل دون منازع في سهرة شهدها كوكب الأرض الذي أصبح مسكونا بكرة القدم أكثـر من اهتمامه بقضايا الفقر والأوبئة والبيئة.
فقد اكتفت وسائل الإعلام بالإشادة بزيدان وانجازه الغالي وهو يتلقى عرض استبدال فرنسا بإسبانيا للعيش فيها مدى الحياة مقابل المجد الذي يصنعه للعاصمة مدريد.
ولم تر أي مسوغ أخلاقي أو سياسي للإشارة إلى جذور هذا الفرنسي الجنسية والذي أصبح أسطورة رياضية تحقق النجاحات والألقاب أينما حلّت، فأصبحت مثالا ورمزا للجيل الثالث من الفرنسيين المنحدرين من أصول جزائرية مهاجرة، والذين كذّبوا النظرية العنصرية القائلة بأن النجاح صناعة فرنسية خالصة من دون المهاجرين وشعوب ما وراء البحار.
والغريب أن الأوساط الفرنسية المتطرفة والمعادية لذوي الأصول المغاربية لا تجد حرجا في التعبير عن موقفها المتناقض من مختلف النجاحات والإنجازات التي عجزوا هم عن تحقيقها.
فهي من جهة تتهم هؤلاء المهاجرين بعدم قابليتهم لصناعة الأبطال وفشلهم في الاندماج في المجتمع الفرنسي بعاداته وثقافته، ومن جهة أخرى لا تريد الاعتراف بالقيمة المضافة التي يقدّمها هؤلاء للأمة الفرنسية التي تكرّم عليها رياضي من أصول جزائرية بأغلى كأس في العالم.
فليس من الأخلاق تجاهل الجذور والقفز عليها عندما يتعلق الأمر بنجاح أو انجاز يحققه شخص ولو لم تكن أصوله تعود إلى الفرنسيين، و بالمقابل يتم الإمعان في تجريم جالية بأكملها أو تحميل دين سماوي سمح، مسؤولية عملية إرهابية ارتكبها شاب نشأ و ترعرع على التراب الأوروبي، غير أن القليل فقط يعلم لمن يعمل هذا الذي يجرأ على تفجير نفسه و غيره في موقف صارخ يعبّر عن الفشل و اليأس و ليس النجاح.
الإنجازات الرياضية وغيرها من النجاحات التي يحققها القادمون من الجزء الجنوبي للكرة الأرضية، لا يجب أن تشكل عقدة نفسية أو مشكل وجود بالنسبة للكثير من الأوروبيين الذين مازالوا يعتقدون أن النجاح والتفوّق صفات غير مشتركة مع الأجناس الأخرى التي تفتقر إلى الذكاء و القدرة على إيجاد الحلول لمشاكلها المتعددة.
فقد كذّب العلم الحديث والواقع المعاش هذه النظرية العنصرية الاستعمارية التي روّج لها مفكرون وأطباء في القرون الماضية والتي تضع العنصر الأوروبي في مرتبة أعلى، بينما تضع باقي العناصر في مرتبة أقل من البشر.
بل العكس هو الذي يحدث حاليا مع موجة جديدة من الفنانين والمفكرين والرياضيين والمهندسين والتقنيين المنحدرين من أصول إفريقية وعربية وهندية وآسيوية، وهم يقدمون إضافات مادية ومعنوية جديدة للحضارة الغربية التي تحتاج إلى قيّم حضارية وإنسانية جديدة لإنقاذها من أزمتها الأخلاقية.
لقد أصبح من غير المقبول للمجتمعات الأوروبية المنقسمة على نفسها، أن تستمر في تجاهل صفتي النجاح والتفوّق وتحتكرهما لنفسها من دون فسح المجال أمام مختلف الجاليات الوافدة ومنها الجالية الجزائرية في فرنسا والتي أصبحت ترى في لاعبين موهوبين مثل بن زيمة وزيدان ومحرز وغيرهم مثلا يحتذى به في تحقيق المجد والنجاح وطرد لعنتي الفشل والانحراف اللتين تلازمهما في الضواحي والقيتوهات.
بعض الذين يصنعون أفراح أوروبا هذه الأيام أصبحوا فعلا أبطالا عالميين لمّا تحرروا من العقدة الفرنسية، وآمنوا بجزائريتهم على تراب غير التراب الفرنسي.
النصر