سجلت وزارة التجارة استجابة شبه كاملة للتجار لبرنامج المداومة لليوم الثالث على التوالي من عطلة عيد الفطر، وفقا لما أفاد به، اليوم الأربعاء، بيان...
* تسخير 54 ألف تاجر لخدمة متواصلة * تطبيق "مرافق كوم" للتبليغ عن المخالفين * طرح كميات هامة من البطاطا المخزنة لضبط الأسعار لضبط الأسعار وسد الطريق أمام...
كشف الأمين العام لوزارة النقل، جمال الدين عبد الغني دريدي، بجيجل أول أمس، عن إسداء تعليمات صارمة لمدراء مختلف الموانئ، من أجل العمل على التسريع في...
شدد الاحتلال الصهيوني حصاره وعدوانه على قطاع غزة خلال شهر رمضان، حيث لم تدخل المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي، مما فاقم...
يبقى امتحان شهادة البكالوريا مصيريا وهاما ومحددا لمصير مئات الآلاف من التلاميذ وأوليائهم، رغم ما حدث في السنوات الفارطة. وتبقى البكالوريا كشهادة، الفيصل بين مرحلة دراسية سابقة وأخرى لاحقة، الفرق بينهما واضح وكبير، كما أن "للباك" قيمة اجتماعية كبيرة، وقد كانت كذلك منذ الاستقلال، فقد كانت مكانة العائلات الجزائرية تقاس بمدى تعلم أبنائها، وبخاصة بمدة حصولهم على شهادة البكالوريا. وعلى الرغم من التغيّر الذي حدث في مفهوم القيّم في السنوات الأخيرة إلا أن قيمة البكالوريا تبقى ثابتة لدى التلاميذ ولدى الأولياء ولدى عموم المجتمع بصورة عامة، لكن أيادي بعض العابثين من الذين لا ضمير لهم ولا يؤمنون بأي قيمة امتدت في السنوات الأخيرة لتسيء لصورة هذا الامتحان الكبير.
فما وقع من تسريبات لأسئلة امتحان شهادة البكالوريا العام الماضي أضر كثيرا بصورة هذه الشهادة لدى الرأي العام بصورة إجمالية، وأثر بشكل سلبي على التلاميذ والطلبة وعلى الأولياء، وأدخل الجميع في قلق كبير وحيرة لا نهاية لها، وللأسف فالأشياء والظواهر السلبية تفعل فعلتها وتنتشر وتؤثر أكثـر من الأشياء الايجابية.
نعم لقد فعلها أناس بلا ضمير وبلا عقل سربوا أسئلة امتحان كان يفترض أن يحرصوا عليه أكثـر من أي امتحان آخر، لقد خانوا الأمانة والثقة التي وضعت فيهم بعدما أئتمنوا على الأسئلة التي يتوقف عليها مصير مئات الآلاف من التلاميذ، ولم يحفظوا الوديعة، دون أدنى تفكير فيما قد يقع من خسائر
و ارتدادات على المستوى المادي والمعنوي.
وبالفعل فقد اضطرت الحكومة بعد الضجة الكبيرة التي أثارها تسريب أسئلة "باك" عام 2016 إلى إعادته جزئيا في المواد التي شهدت تسريبات، وهي خسارة كبيرة من الناحية اللوجستية والمادية، دون الحديث عن الناحية المعنوية بالنسبة للمترشحين وأوليائهم.
وللأسف فقد انجرت وسائل إعلام وطنية كبيرة وراء الحدث، حدث التسريب وأطالت في الحديث عنه، وهو أمر مفهوم على اعتبار أنه جريمة مكتملة الأركان، لكن نرى أنها بالغت في التركيز عليه، و أغفلت وسائل الإعلام أن تناول موضوع التسريبات هذه بالشكل الذي تم به قد يضاعف من الكارثة، ويترك نتائج سلبية جدا قد لا تقل عن نتائج التسريب في حد ذاته. و أغفل الإعلام من جهة أخرى أنه كان يجدر به أن يعيد للبكالوريا قيمتها بعد محاولة المس بها، وأن يركز أكثـر على القيمة الحقيقية لهذه الشهادة وعلى ضرورة حمايتها من كل محاولة للتدنيس والغش، أو أي محاولة للانتقاص من قيمتها، بدلا من التركيز لمدة طويلة على موضوع التسريبات بحد ذاته.
واليوم ومئات الآلاف من تلامذتنا يجتازون اليوم الأول من هذا الامتحان المصيري، على الجميع من سلطات عمومية، و القائمين على قطاع التربية من مفتشين وأساتذة ومديرين، وأولياء التلاميذ، وعلماء الاجتماع والتربية أن يفكروا في كيفية المحافظة على مكانة هذا الامتحان بين التلاميذ أولا، ولدى المجتمع ثانيا، ولدى الهيئات الدولية والخارج في المقام الثالث. على الجميع أن يساهم قدر المستطاع في صون هذه الشهادة التي أوصلت الآلاف من أبناء الجزائر إلى أكبر الجامعات في العالم المتقدم، وإلى أكبر المعاهد العلمية والتكنولوجية، وإلى الحصول على أكبر الشهادات العالمية في مختلف التخصصات وتبوء أكبر المناصب العالمية في شتى الميادين، كل هؤلاء نالوا البكالوريا في الجزائر يوما ما.
النصر