• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
شاطئ تمنارت بالقل..هياكل تحولت إلى أطلال تنتظر استثمارا حقيقيا
لا يزال شاطئ تمنارت بالقل مغلقا أمام المصطافين منذ قرابة 17 سنة، بسبب عدم تمكن مصالح بلدية الشرايع من رفع بعض التحفظات المسجلة من طرف لجنة الرقابة البلدية في تقريرها الذي تصدره كل سنة عند مراقبتها لوضعية الشواطئ بالولاية، ما يفرض حتمية استمرار الغلق وهو قرار ينزل كالصاعقة على سكان المنطقة في كل مرة، خصوصا و أنهم يستعدون كل سنة لاستقبال المصطافين و السياح. وبالرغم من أن شاطئ تمنارت مغلق رسميا منذ سنوات إلا أنه يبقى مفتوحا شعبيا وتتوافد إليه أعداد هائلة من العائلات والجمعيات والشباب من مختلف الولايات والمدن الداخلية، ممن ظلوا أوفياء للمنطقة على مدار السنوات حتى خلال العشرية السوداء، نظرا لحبهم لطبيعة المكان و احترامهم لساكنيه.
شاطئ تمنارت الذي كان له شرف نيل جائزة أحسن شاطئ في الجزائر سنة 1986، يبقى الجنة المنسية التي لم تعرف الاستثمار السياحي بعد، و يظل منطقة عذراء منسية ظلمت مرتين، أولا سنوات التسعينات بسبب الأزمة الأمنية التي أتت على الأخضر واليابس، والتي فشلت بسببها كل محاولات إعادة فتحه منذ سنة2000، حيث أنه افتتح آنذاك لأقل من أسبوع واحد قبل أن يعاد غلقه مجددا بعد حادثة اغتيال دركيين وعون للحرس البلدي، وهي حادثة مأساوية مازالت تلقي بضلالها على المنطقة التي تحولت إلى مكان موحش ، بالرغم من عذوبة مياه الوادي القريب من الشاطئ وجمال المناظر الطبيعية التي تزينها أشجار الدفلة والقفش. أما ثاني أنواع الظلم الذي تعرض له المكان فهو حرمانه من الاستثمار السياحي فواقع الشاطئ اليوم يبعث التشاؤم، إذ تغزوه القمامة و الردوم و الاتربة تغطي جزءا كبيرا من رماله، وحتى دوريات عمال النظافة لم تعد كافية لتحريره من براثن الإهمال، لأنها تعد غير كافية في نظر سكان المنطقة الذين قدموا بعض المقترحات للبلدية بشأن رفع الردوم و الحجارة من الجانب الصخري للشاطئ لخلق ما يشبه الكورنيش و لكنها لم تلق أّذنا سامعة كما قالوا، كما أن المكان قد تم احتلاله من طرف أصحاب المطاعم غير النظامية في ظل انعدام الرقابة ما يهدد حسبهم الصحة العمومية. هو واقع مرير تعيشه اليوم المنطقة التي تتمتع بالمقومات الطبيعية اللازمة لخلق قطب جذب سياحي هام، الأمر الذي بات يثير استياء سكانها بشكل كبير، خاصة وأن القمامة غزت حدود الشاطئ وحولت معها المكان إلى مرتع للحيوانات الشاردة و الأبقار، ولا يخلو حديث السكان من المطالبة بالعناية بهذا الشاطئ وفتحه أمام المصطافين، خصوصا بعدما تحولت الشاليهات التابعة للبلدية إلى خراب بفعل الإهمال الذي طالها، واحتلها شبان من مختلف الجمعيات يأتون من ولايات أخرى، كما لم يسلم الشاليه الخاص بالوزير الراحل عبد الرزاق بوحارة والذي كان منتجعا سياحيا يقصده وزراء وشخصيات وطنية سنوات السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي من الخراب واحتل من قبل غرباء حولوه إلى ما يشبه الملكية الخاصة يقومون بكراء أجزاء منه بطريقة غير قانونية.
تعاني منطقة تمنارت من عزلة خانقة بسبب غياب شبكات الهاتف الثابت و إهمالها من قبل متعاملي الهاتف النقال بالرغم من أهميتها السياحية، ولم تنجح الاحتجاجات المتكررة لسكانها في دفع الجهات المختصة إلى مد شبكات اتصال هاتفي و توفير خدمات الهاتف النقال، وهو وضع يضاعف معاناتهم في ظل غياب أدني الخدمات الصحية وانعدام مرافق العلاج وغيرها من الخدمات الضرورية الأخرى، ما يضطر السكان والمصطافين إلى التنقل نحو القل لعلاج المرضى والمصابين.
أجمعت أحاديث سكان منطقة تمنارت والمصطافين على أن سمفونية البكاء على الأطلال مازالت تعزف في ظل إهمال المسؤولين للمنطقة وعدم استغلال الإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها، حيث عادوا للمطالبة بإعادة فتح الشاطئ ليس فقط أمام المصطافين، بل أمام الاستثمار السياحي أيضا، خصوصا وأن تمنارت تجمع بين خضرة الغابة وزرقة البحر، كما أن الطريق السياحي الساحلي الرابط بين القل و المنطقة عبر بني سعيد و الممتد على مسافة 12 كلم، قد دخل حيز الاستغلال مطلع السنة الجارية، وفتح معه باب الاستثمار على مصراعيه، فضلا عن ذلك فقد تم مؤخرا بفضل المواطنين و المصطافين اكتشاف عدد من الشواطئ والخلجان التي كانت مخفية بسبب العامل الأمني، وقد بدأ شباب المنطقة في استغلالها فعليا لكن بشكل فوضوي.
بوزيد مخبي