ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد السفراء الجدد لكل من اليابان، البرازيل، ماليزيا، سيراليون...
ناقشت الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية لضمان تلبية منصفة ومستديمة لاحتياجات السكان من...
تتأهب مدينة قسنطينة، لنزع الثوب القديم وارتداء آخر أكثر حداثة وعصرنة، بعد سنوات من تدهور عمرانها القديم وأزقتها العتيقة ومعالمها التاريخية ومرافقها...
دعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، يوم أمس، إلى ضرورة مواكبة واستغلال كل الحلول التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة وخاصة الذكاء...
ماذا ستقول الأحزاب السياسية في خطابها خلال ثلاثة أسابيع كاملة من المرافعة الانتخابية لمحليات الثالث و العشرين من نوفمبر القادم في وقت يعتبرها الكثير من الملاحظين بمثابة منصّة ملائمة للإعلان عن ميلاد خارطة سياسية جديدة تلقي بظلالها لا محالة على رئاسيات 2019 ؟.
إن المتابع للخطاب السياسي لقيادات أركان أهم الأحزاب ذات العيار الثقيل ، يلاحظ رهانا ثنائيا يخرج من بين ثنايا التصريحات الانتخابية التي تضاعفت عشية انطلاق الحملة.
فهي تنظر بعين للمحليات و عينها الأخرى منصبّة على الرئاسيات، في رسالة واضحة للناخبين على أن انتخابات 2017 و رغم محليتها ستدخل بعض التحويرات على الخريطة السياسية التقليدية التي تبقى فيها الريادة للتيار الوطني بحكم معطيات موضوعية و تاريخية تحدد خيارات الناخب الجزائري عادة.
و لذلك نفهم من الآن خلفية التدافع السياسي الذي يميّز سلوكات الأحزاب المشاركة في الحكم، و تفضيلها الحديث عن مستقبل الرئاسيات عوض الحديث عن راهن المحليات، لاعتقادها أن مقابلة الغد تلعب اليوم بالحصول على أغلبية الأصوات و المقاعد في المجالس المحلية.
و هو أمر أصبح من الصعب تحقيقه هذه المرّة لتضافر مجموعة من العوامل، أهمها على الإطلاق دعوة رئيس الجمهورية إلى إجراء انتخابات محلية مفتوحة للغاية و بكل ما تعنيه الكلمة من معنى مخالف لأي محاولة يفهم منها على أنها مصادرة لصوت المواطن السيّد و حرمانه من اختيار ممثله المحلي في الجماعة الإقليمية و هي البلدية و الولاية.
و يبدو أن قيادات الأحزاب كلها فهمت جيّدا الرسالة، فراحت تشارك في المحليات كما لم تشارك من قبل وشمّرت عن سواعدها من الآن و تترقب ما سيفرزه الصندوق الانتخابي من نتائج تمثيلية دون انتظار هدية من ناخب تائه أو مقاطعة من حزب معارض.
و من هذا المعطى الذي أكدت عليه سويّا الإدارة و اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات، ستجد الكثير من القوى السياسية التقليدية، بما فيها التيار الوطني، نفسها هذه المرّة أمام امتحان عصيب للغاية، يتم فيه استحضار التوابل المحلية من عروشية و عامل الثقة و المعرفة المسبقة بالمترشح، أكثـر من شرح أدبيات و مضامين و أهداف الحزب التي تهم النخب أكثـر.
و لا تملك القيادات الحزبية في هذه الحالة، إلاّ أن تجاري قواعدها النضالية و تستسلم لعمل جواري طويل النفس يجري خارج القاعات الرسمية المحجوزة، و هو ما يفضله الناخب عادة الذي يريد أن يدخل في حوار مع المترشح على المباشر في شكل تسجيل إشهاد على الوعد الذي قطعه على نفسه.و مع ذلك سيجد المنشطون للحملة الانتخابية بعض الصعوبات في الاحتكاك بالمواطنين في الأحياء و القرى و تتطلب عملية خطب ودّهم من جديد و الحصول على ثقتهم شجاعة سياسية و أدبية، و خاصة بالنسبة لأولئك الذين يريدون تكرار التجربة الانتخابية.ذلك أن الفترة الصعبة التي تمر بها بلادنا في السنوات الأخيرة و التي استغرقت الجميع بتعقيداتها و تشعباتها، جعلت من مهمة الحصول على صوت المواطن ليس بالأمر السهل و أن الحفاظ على ثقته مسألة في غاية الصعوبة.و الأحزاب السياسية المشاركة في الحكم بشكل أو بآخر، تدرك ذلك جيّدا أكـثـر من أحزاب المعارضة، لأن لديها من دون شك ما تقوله للمواطن محليا و مركزيا لإقناعه و إغرائه بجدوى الذهاب إلى صندوق الانتخاب و اختيار ما طاب له حتى لا يندم بعد فوات الأوان.
النصر