السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
إصدار الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد نتنياهو وغالانت: انتصـار للحـق الفلسطيـني وتصحيـح لمسـار طويـل من الإجـرام الصهيـوني
إصدار الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد نتنياهو وغالانت: انتصـار للحـق الفلسطيـني وتصحيـح لمسـار طويـل من الإجـرام الصهيـوني

يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...

  • 22 نوفمبر 2024
صنصــال، دميــــة التـيار التحريفـــي المعادي للجزائـــــر
صنصــال، دميــــة التـيار التحريفـــي المعادي للجزائـــــر

تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...

  • 22 نوفمبر 2024
فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة
فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة

أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...

  • 21 نوفمبر 2024

فرنسا لن تعتذر حتى نتنازل عن مطلب التعويض .. والقضاء

زيارة تودشيني خطوة فرنسية في الطريق الصحيح

قام كاتب الدولة الفرنسي لقدامى المحاربين والذاكرة لدى وزير الدفاع الفرنسي ، السيد تودشيني بزيارة إلى سطيف تعتبر الأولى من نوعها ليس للجزائر ولعاصمة الهضاب فحسب ، ولكن من حيث رمزيتها  وتأريخها ( عشية الإحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لأحداث الثامن ماي 1945 ) وما تتميز به من أبعاد سياسية وتاريخية وديبلوماسية.

وزير المحاربين الفرنسيين القدامى ترحم على أرواح شهداء الجزائر الذين سقطوا في إنتفاضة وأحداث سطيف ، في أبشع صور الإبادة الجماعية والإجرام الذي لم يشهد العالم مثيلا له في تاريخ الشعوب التي أستعمرت ، وذلك بالوقوف معية وزير المجاهدين على ضريح الشهيد بوزيد سعال أول شهيد سقط في تلك الإنتفاضة. تأتي الزيارة موازاة أيضا مع نداء " مجلس باريس " قبل ثلاثة أيام الذي طالب الدولة الفرنسية بالإعتراف بمجازر سطيف قالمة وخراطة . وتجدر الإشارة إلى أن النداء موقع من الإشتراكيين واليمين على حد السواء. فهل إهتدت السلطات الفرنسية أخيرا إلى القرار الأصح ؟. 

يكتبه / العربي ونوغي

 الحكومات الفرنسية لم تقم بما يجب القيام به

يجب الإقرار والإعتراف أن زيارة تودشكيني تعتبر في حد ذاتها حدثا مميزا يطرح تساؤلا جديا : هل هي الخطوة الفرنسية الأولى نحو الإعتراف والإعتذار عن جرائمها وماضيها المقيت في الجزائر ؟ ، وهو مطلب ظل الجزائريون والحكومات من خلال وزارة المجاهدين ومنظمات الأسرة الثورية عموما يرفعونه كشرط مسبق قبل الحديث عن إقامة أية علاقات دائمة ومتينة ومنفتحة نحو المستقبل دون أحقاد أو نغص وشوائب مع فرنسا . لكن الحكومات الفرنسية المتعاقبة على إختلاف ألوانها وتوجهاتها لم تقم بما يجب القيام به أو ما يصر الجزائريون على الإستجابة له أولا . بل في أكثر من مرة يصرح رؤساؤها ومسؤولوها وسياسيوها في الإتجاه المعاكس ، أو يتخذون مواقف عكسية تماما لما يطالب به الجزائريون ويضعونه كشرط مسبق، في خطاباتهم وفي حملاتهم الإنتخابية على الخصوص . كالإشادة وتمجيد الحركى والأقدام السوداء،أوإحتضان المناوئين لثورة التحرير وللحكومات الجزائرية عموما . ونذكر تصريح الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي الذي صرح من جامعة قسنطينة خلال زيارة للجزائر بأن فرنسا ليس لها ما تعتذر عليه ، وما يهمها هو فتح صفحة جديدة مع الجزائر تتوق أكثر إلى مستقبل وتعاون يهم البلدين . ونذكر أنها كانت صدمة قوية لكل الذين راهنوا وكانوا ينتظرون يومئذ أن يعلن ساركوزي ويتخذ القرار الصعب من جامعة قسنطينة أي الإعتذار . أقول كانت صدمتهم قوية وهم يستمعون إلى خطابه في قاعة محمد الصديق بن يحي . سيما وأن فرنسا إعتذرت عن جرائمها لشعوب أخرى كثيرة لسنا بحاجة إلى ذكرها في هذا الموضوع . بل وعوضت لتلك الشعوب أموالا كثيرة لطي صفحة الماضي وغلق تلك الملفات ، وإسكات تلك الحكومات . فما الذي منعها من القيام وإتخاذ نفس الإجراءات مع الجزائر ؟ . أكثر من ذلك أن تجذر العلاقات الجزائرية الفرنسية بالغ الأهمية ومتعدد الفصول والروابط الإجتماعية بما في ذلك المصاهرة أي رابط الدم ، وإزدواجية الجنسية والروابط الثقافية واللغوية والرياضية والإقتصادية . وفرنسا أيضا هي دولة حاضنة للممتلكات ( ؟ ) وللأموال التي هربها الجزائريون إلى عاصمة الجن والملائكة وتشكل هذه الأيام أحاديث السياسيين وكلام الجرائد ... وهي أيضا ملاذ عديد الجزائريين للتعلم ومواصلة الدراسة ، أو للعمل أو العلاج أو للتجارة ،أو حتى للتسوق والسياحة وقضاء العطل.

لا يريدون تقاربا وأرشيفا يكشف المستور

 أردت أن أبرز أن عوامل عديدة تعطي طابعا خاصا للعلاقات الجزائرية الفرنسية وهذا يعني سهولة ويسر التفاهم والتقارب . لكن التعنت الفرنسي مستمر لأسباب يدركها المسؤولون الفرنسيون الفاعلون دون سواهم ، وربما أيضا بعض الجزائريين الذين لا يريدون تقاربا أكثر من اللزوم حتى لا ينكشف المستور والمخزن في أرشيف فرنسا ( ...) . لقد صرح أحد أكبر زعماء الثورة الشهيد محمد بوضياف رحمه الله بشأن مستقبل  العلاقات الجزائرية الفرنسية : " المشكلة الحقيقية بالنسبة لكتابة تاريخ ثورتنا أوالمطالبة بإعتذار فرنسا لا تأتينا من فرنسا أساسا وحكامها ، ولكن العراقيل تأتينا من داخلنا . البعض يزعجهم كتابة تاريخ ثورتنا بالدقة المطلوبة . بل وحتى مطلب الإعتذار وإسترجاع أرشيفنا ، لا يرضيهم لأسباب لم يحن وقت الحديث عنها بعد " . قد نفهم تنكر فرنسا لجرائمها طوال 132 سنة من الإستدمار وإرتكابها أبشع أساليب التعذيب والإجرام ، خشية متابعتها بتهمة جرائم حرب إبادة ، وتفاديا لتعويضات مالية وجبر لما تسببت فيه ، وهذا بالتأكيد سيكلفها أموالا طائلة إن أقدمت عن الإعتذار . قبل سنوات طرحت على مسؤول ديبلوماسي فرنسي سؤالا : لماذا لا تطوي فرنسا صفحة ماضيها في الجزائر ، من خلال الإعتذار للجزائريين عما إرتكبته حكوماتها الإستعمارية قبل الإستقلال ؟ . جواب ذلكم المسؤول كان بدقة : سوف لن نخرج من " مسلسل " مطالبتنا بالتعويضات منذ 1930 " . وكأني به أراد أن يقول " إذا تعهدتم بعدم المطالبة بالتعويضات أو المتابعة القضائية أمام المحاكم الدولية بتهمة إرتكابنا جرائم حرب ، فالإعتذار لن يكون مشكلة " لأن إعتراف فرنسا بما إرتكبته في الجزائر لم يعد بشأنه أي خلاف " حيث صرح الرئيس هولاند في 20 ديسمبر 2012 : " أن سطيف شهدت يوم 8 ماي 1945 عدم إحترام فرنسا لقيمها " . في داخل الوطن ، وفي المقابل لا نفهم لماذا يسعى بعض الجزائريين إلى عرقلة مسعى كتابة تاريخ الثورة للحفاظ على حماية وصون الذاكرة الجماعية لكل الجزائريين بإيجابياتها وسلبياتها . والنظر إليها كمرحلة من تاريخ الجزائر . بل منهم من يمجد مرحلة الإستعمار ويعتبرها مرحلة أسهمت في تحرير الذهنية الجزائرية ( ؟ ) وتنمية البلاد ، وكأن ملايين الشهداء الذين سقطوا في المقاومة والتصدي لأعتى مستعمرغاشم وحلفائه منذ 1930 كان عبثا أو هينا ويبدو أنه لم يكن شيئا بالنسبة للحركى الجدد.

الأجيال الجديدة لم تعد حبيسة التحرير والتاريخ ؟

صحيح أن نظرة الأجيال الجديدة في الجزائر وفي فرنسا لم تعد حبيسة معارك التحرير والتاريخ ، ومطالبها تغيرت وفق أولويات أخرى ترتبط أكثر بالواقع اليومي وبالتحولات المتسارعة في العالم . حيث ألغت ثورة الإتصالات والتكنولوجيا حدود الفكر والجغرافيا وكثير من القناعات والمواقف . ولعل النقاش الدائر حاليا بين السياسيين ولا أقول المؤرخين من خلال إصدارات وشهادات تاريخية حول ثورة التحرير تؤكد ما سبق للراحل بوضياف أن صرح به من أن العراقيل والمشاكل التي تحول دون كتابة تاريخ ثورتنا بكل دقة ووضوح ومصداقية تتأتى من الداخل وليس من الجانب الفرنسي فحسب . وهو ما دفعني في خميس سابق إلى القول " إذا كانت كتابة تاريخ الثورة ستؤدي بنا إلى فتنة كبرى ، وإلى إنقسامات تهدد أمننا الوطني وإستقرارنا ، فلا كانت كتابة هذا التاريخ ولسنا بحاجة إلى كتابة تاريخ الثورة على الأقل حاليا " . لأن بعض الذين كتبوا فصولا من تاريخ ثورتنا أو أوردوا شهادات ، صدمونا فعلا بما كتبوا ، وتبادر لنا منها ما يدعو إلى الشك والتشكيك ؟ . سيما بالنسبة للذين ولدوا بعد الإستقلال أو قبل الإستقلال بسنوات قليلة . لقد إشتممنا فيها كثيرا من الإتهامات وتصفية الحسابات ، والتشويه لرموز لم يخطر في مخيلتنا أبدا أن تكون بالصورة أو الموقف الذي قدمت به في تلك الكتب والإصدارات . ألم تكف تصفية عدة قيادات ورموز وأبطال تحت غطاء المصلحة الوطنية ، لنكمل مشوار التصفية تحت غطاء كتابة تاريخ الثورة ؟ . نحن نعيب على بعض السياسيين والناشرين تجريد شهاداتهم وكتاباتهم من سياقها وظروفها التاريخية . لأن المواقف والقرارات لابد من إدراجها في ظروفها الزمنية ومحيطها المباشر . لكن للأسف ما كتبه البعض ، أو ما صرح به البعض الآخر يكاد ينسف ويلغي تضحيات كل الزعماء ؟ ، حتى لا أقول يضع الثورة التحريرية برمتها في خانة الإستفهام ؟ . عليهم أن يتوقفوا عن فعل هذا.

لقد عودنا المسؤولون الفرنسيون على ديبلوماسية ترغيب وإغراءات  متناقضة تعتمد خطوة إلى الأمام وثلاث خطوات إلى الخلف . فهل زيارة تودشيني ستكون الإستثناء وبداية التحول الفعلي لموقف فرنسا من ماضيها في الجزائر ؟ . سننتظر ذلك . لكن مجيئ تودشيني في حد ذاته يعتبر خطوة جريئة وقرارا سيسجل للرئيس هولاند شخصيا وللإشتراكيين إذا تم طبعا إتباع زيارة الترحم على ضحايا أحداث الثامن ماي 1945  بخطوة  الإعتذار . لكن  هل ستعتذر فرنسا عن جرائمها ؟. قد لا يكون الإعتذار غدا . لأننا تعودنا أن فرنسا لا تعتذر إلا للأقوياء كإعتذارها للألمان ولليهود . أما بالنسبة للجزائر ، فهي تدرك أننا " مسلمين مكتفين " كما يقول المثل الشعبي . حكامها ومصالحها يملكون كل التفاصيل ، بل أدق التفاصيل عن نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا . ويدركون لمن ومتى يجب الإعتراف  ، ولمن ومتى لا  يجب الإعتراف . إن  " حرب الشهادات وكتابة التاريخ " التي تدور حاليا بين الجزائريين أنفسهم لا يمكن أن تكون حافزا أو أداة ضغط على فرنسا للإعتذارعن جرائمها . بل ستكون مبررا كافيا لعدم تسليمنا كل أرشيف ثورة التحرير . وربما لإستغلاله عند المقتضيات التي تراها مناسبة في الظرف والتوقيت.

لا نريد خطوة إلى الأمام وثلاث إلى الخلف

في موضوع سبق نشره وأريد العودة إليه اليوم ، قلت أن ثلاث وخمسين  سنة من الاستقلال  في حياة الشعوب و الدول ، ليست أكثر  من بداية المشوار ، حتى لا أقول هي الرشفات  الأولى  من كأس الحرية .

بدليل أن مخلّفات الاستعمار مازالت  شواهدها  و آثارها في كل ربوع الجزائر . خطوط شال و موريس  ، و قنابل الذين مرّوا على أرضنا  مازالت  تحصد في كل الأوقات  أرواحا برئية ،  غالبيتها من سكــــان  المــــــــداشر  و الأرياف و من الرعـــــــاة و المحتطبين ...

و الجزائر مازالت تحصي شهداءها و مجاهديها  و مشرّديها  إلى اليوم . و ضحايا الكفاح من المعوقين ، اعاقات دائمة و شبه دائمة ، و المفقودين في قبور  مجهولة الهويّة و الأسماء ،  الله أعلم بأعدادهم  ، ناهيك عمّا  سبّبه الاحتلال  من تخلّف و تجهيل وفقر  و تكبيل للأذهان و السواعـــــد و الأعراف ، و تفّكك اجتماعي  و تهجير إلى مختلف   بقاع الدنيا  من كيان إلى كاليدونيا ... طوال  132 سنة  من الاستدمــــار  الممنهج و الاستغلال  البشع  الذي  لا نظير له في تاريخ البشرية رّبما ... أقول 53 سنة من الاستقلال ، قد لا تكفي  لمحو كل مخلّفات و آثار  132 سنة من الاستدمار ... بل أكاد أقول ، أننا لم نتخلّص أصلا  من شرنقة  تلك  الفترة  الحالكة ، بدليل أن علاقتنا مع فرنسا مازالت  بين مدّ و جــــــزر ، و هدوء  و توتر  متواصل ... ذاكرة  و أحداث  تاريخية ،  تعكّر  باستمرار  كل " خطوة " لبدء  صفحة  جديدة ، خارج  بروتوكولات  الديبلوماسيين  وارادة  الحكام  في البلدين .

صعب  أن تعتذر فرنسا  عن جرائمها  الاستعمارية كما سبق تبيانه ، ليس فقط  من باب تبعاتها  في التعويض ، فلقد  سبق و أن  اعترفت  و عوّضت لشعوب  و دول أخرى  دون خجل أو تــــــردّد ، و لكن  ربّما  لأن فظاعة  جرائمها في الجزائر تفوق كل تصوّر  ، لذلك  هي تراهن على ربح الوقت وتقادم الزمن لتخفيف الوقع  و الصدمة و تغليب النسيان ... هذا ربّما  رهانها .

الحكام الجزائريون  على تعاقبهم و اختلاف سياساتهم يعتقدون  بأن فرنسا  شريك رئيسي في التنمية و الاقتصاد و التجارة و النفوذ   المتوسطي  بصفتها قوّة عالمية  كبرى  و عضو مؤثر  و فاعل  في مجلس الأمن  وفي  صنع  القرار الدولي ، لكن  طيّ صفحة  المـــاضي و بدء صفحة   جديدة يتوقف على  موقف شجاع  يبدأ باعتذار  صريح . قوامه  تعامل  ندّي  بمنظار  دولة مستقلة  مع دولة مستقلة  من باب الذهن  و القناعة  الخفية ، لأن  على الصعيد  الديبلوماسي الرسمي الأمر كذلك  ، و لا أحد تصدّق علينا أو وهبنا  الاستقلال. 

   53 سنة ،  هل  تكفي ...؟

السؤال  الذي  أردت إثارته :  هل تكفي 53 سنة من الاستقلال لنتعامل فعلا بندية مع فرنسا أو غيرها من القوى العظمى ؟ . ندية حقيقية وليس على مستوى الشعارات و " الهدرة " . هل بإمكاننا أن نؤثر في السياسة والقرارات الدولية ؟ .  

الجواب يحتاج  إلى تدقيق  جوانب السؤال ،  ومراميــــه  القريبـــة و البعيدة.

ثمة انجازات كبيرة تحققت . و مكاسب متعددة لا ينكرها إلاّ جاهل أو ناكر أو جاحد ... و دون تعدادها  اكتفي بالإشارة إلى  عدد المتمدرسين و المتعلمين  في كل الجزائر. بات  عددهم  بالملايين و ما رافق ذلك  من هياكل  و مؤطرين ، و مستشفيات  و مصانع  و سدود  و شبكات الطرق و الخطوط  الحديدية  و مختلف أوجه  التنمية  الفلاحيـــة و التجارية الأخرى ... فلا أحد  ينكر التحسّن  الكبير في حياة الجزائريين المعيشية  و الصحية و الثقافية و التربوية و العمرانية.

لكن كثرة  الجامعات  و المتخرجين و الباحثين  لم تعطنا فائزا  بنوبل  على سبيل المثال ،  و لم  تعطنا اختراعا أو إكتشافا علميا ، يردّده  العالم على كل لسان ... و مازلنا نستورد  شفرة الحلاقــــة و الموز و الحليب  و لعب الأطفـــــــــال و علب الكبريت و أقـــــــــلام الرصاص و التلوين و حبات الحلوى و أحذية الرياضيين ، بــــــل حتى الرغيف السوري  و الحلوى التركية و فناجن مريــــــــم  و قش بختة ...!

الإعتذار ينتزع إذا كنا أقوياء إقتصاديا .. وديموقراطيا

بعد  53 سنة ، مازلنا لم نحقق  الاكتفاء الذاتي . فنحن نأكـل و نلبس ممّا  ينتجه  الآخرون . واقتصادنا وصادراتنا تقوم على 98 بالمئة من صادرات البترول و الغاز.

دول كثيرة تخّطت  تخلّفها  و فقرها و كانت في نفس  وضعيتنا ، لكنها اليوم تشهد نمّوا ماليا و اقتصاديا غزا كل الأسواق العالمية كالصين وكوريا الجنوبية و ماليزيا واندونيسيا وتركيا و جنوب افريقيا و البرازيل و الهند...

نحن اليوم  بحاجة إلى تشخيص  دقيق صارم و شجاع ، و بحاجة إلى وصفة تلائم "علّتنا " دون  شعبوية أو منطق " نعامـــــي "  ( سياسة النعامة )، علينا أن ننهض و نهبّ إلى مصّاف  الدّول  التي تطورّت فعلا. لأننا نملك الكفاءات و الثروات .أما أن نحصر كل مطالبنا وسياساتنا وديبلوماسيتنا في إجبار فرنسا على الإعتراف بجرائمها ، وإنتزاع شرعية الإعتذار ، فهذا لن يتم إلا إذا أصبحنا قوة إقتصادية وبلدا ديموقراطيا تقوده المؤسسات القوية بشرعيتها وإنجازاتها . وفرنسا تدرك ذلك جيدا . فهي على دراية بأن بعض الذين يكثرون اللغو ويرفعون مطلب " الإعتذار " منها ليسوا جادين في ذلك . وأصبح مطلبهم شبيه بالمزايدة السياسية أو ك " سجل تجاري " لإبراز شأنهم سياسيا أو إنتخابيا . عدد منهم بمجرد إنهاء مهامه من مسؤولية سامية أو حكومية يستقر في فرنسا ليصبح معارضا جزائريا ، مشيدا بالديموقراطية الفرنسية وحقوق الإنسان ...؟ . وينسى مطلب الإعتذار .

 ع / ونوغي
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com