أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
وقع رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على قانون المالية لسنة 2025 بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الحكومة، ورئيسي غرفتي...
• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
مواطنون يغيرون عاداتهم و يعودون للأطعمة الصحية و الطرق التقليدية لتحضيرها
بدأت تنتشر ثقافة غذائية جديدة بين المواطنين الذين أدركوا أن الغذاء عامل أساسي في سلامة الجسم من الأمراض، ما شكل حافزا لدى شريحة واسعة لم تتردّد في تطليق الأطعمة السريعة و غير الصحية، و البحث عن بدائل ترى أنها تمثل الغذاء الطبيعي، القديم و المحضر بطريقة تقليدية، ما شكل حافزا لدى بعض المنتجين من أجل تلبية متطلبات سوق يعتبرونها جديدة و يصفونها بالواعدة.
تغير ملفت للنظام الغذائي لدى بعض الأسر، عادات كثيرة تحولت، و حلت محلها أخرى جديدة، يعكسها ما تقتنيه اليوم من أطعمة، أو منتجات طبيعية، قاطعتها لسنوات طويلة بعد ثورة ما يعرف بالطعام السريع أو “فاست فود”، و حتى العادات الغذائية الدخيلة على مجتمعنا، و التي تتميز بكثرة السكريات، الدهون، السعرات الحرارية العالية و العجائن البيضاء، فلا مكان فيها في الغذاء الصحي، ما عدا إشباع بطن و فم لا يبحثان سوى عن اللذة و الامتلاء.
التنوع الإعلامي و الإنترنت وراء الوعي بالنمط الغذائي الصحي
يرى ملاحظون بأن للتطور التكنولوجي دورا فعالا في الوعي بضرورة اتباع نمط غذائي صحي ، لتفادي أمراض العصر، خاصة أمراض القولون، كما يعتبرون التنوع الإعلامي بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، محفزا كبيرا، بالنظر لإعداد حصص متخصصة في توعية الجمهور بأن الغذاء أساس الصحة، و بأنه بات من الضروري العودة لغذاء الأجداد و التخلي عن كافة العادات السيئة التي لا يستفيد منها الفرد، بل تعرضه للأمراض.
و يعتبر الإنترنت محفزا أيضا، خاصة من خلال المواقع المتخصصة في الغذاء الصحي، و كذا تلك التي تنصح بالعودة إلى الطبيعة و الاعتماد على غذاء الأجداد القائم أصلا على الشعير، القمح الكامل، و الخضر الطازجة و كذا زيت الزيتون، التي تشكل كلها فوائد كبيرة للجسم من شأنها وقايته من أمراض العصر، فضلا عن الصفحات المتخصصة عبر الفايسبوك و تويتر التي تنشط في ذات المجال.
عودة قوية لخبز الشعير
و كسكسي “المغلوث”
لم تعد البطاطا المقلية و الخبز وجبة مفضلة لدى الكثيرين، ممن عرفوا بأن الغذاء الصحي أساس الصحة الجسدية، لتعود أطعمة أخرى ظلت لقرون أساس طعام الفرد الجزائري، و ربما يتصدرها خبز الشعير و حتى الكسرة المصنوعة من نفس المادة، حيث قال لنا بهذا الخصوص صاحب مخبزة بولاية بومرداس، بأن الإقبال خلال السنتين الأخيرتين على خبز الشعير، تضاعف ثلاث مرات، ما دفعه لزيادة الكمية المصنعة يوميا، من أجل تلبية الطلبات المتزايدة بشكل ملفت.
و قالت للنصر السيدة فتيحة المتخصصة في تحضير الكسكسي بمختلف أنواعه، بأن الطلبيات زادت على كسكسي “المغلوث”أي الشعير، فبعد أن كان من يقصدها لا يطلب إلا كسكسي القمح ، بات اليوم حريصا على إرفاقه بكمية تتراوح بين 10 إلى 20 كلغ كمخزون لمدة سنة كاملة، في حين تقول بأن بعض الأشخاص يطلبونه منها بشكل منتظم، حرصا منهم، على ألا ينفد من رفوف خزائن مطابخهم.
يعتبر الموطنون الذين اختاروا العودة إلى هاتين المادتين، بأن السبب يكمن في الفوائد الكبيرة لمادة الشعير التي تعتبر أساس مكوناتها، خاصة بالنسبة لمن يعانون من مشكل القولون و القولون العصبي، و حتى المعدة، حيث يقول السيد معمر ، بأنه تعود على طعم خبز الشعير الذي يشكل عادة يومية في غذائه، عكس آخرين لا يأكلونه إلا خلال شهر رمضان، فيما يرى الشاب لمين بأن كسكسي المغلوث مادة مقوية للجسم، خاصة و أنه يولي اهتماما خاصا بغذائه من أجل ضمان بناء جسم قوي لممارسة رياضة كمال الأجسام.
سيدات يعدن للأواني الفخارية و يستبدلن القلي بالبخار
قررت الكثير من السيدات الجزائريات العودة لاستعمال الأواني الفخارية لضمان نتيجة أفضل لطعام مطبوخ بطريقة صحية، و أقبلن على قدر الفخار ، خاصة القديم، لكن إذا لم يتوفر يمكن تعويضه بالحديث الصنع حتى و إن تم استيراده من دول أجنية، فالأهم بالنسبة إليهن أنه مصنوع من مادة طبيعية.
لم يعد الأمر مقتصرا على استخدام قدر الفخار لتحضير شربة شهر رمضان و التي تمنحها نكهة خاصة، بل قررت الكثيرات استعماله بشكل يومي، و أكدت لنا ربة بيت بأنها تخلت بشكل نهائي عن الأواني المصنوعة من مادة الألمنيوم التي تفرز مواد سامة و مضرة بالجسم، كما تفقد الطعام قيمته الغذائية، في حين يمنح الفخار طعما خاصا و لذة في آن واحد، على حد تعبيرها.
و من بين العادات الغذائية الخاطئة التي يحاول كثيرون التخلي عنها، قلي الأطعمة و استبداله بالطهي بالبخار أو الطهي في الفرن، إذ لم يعد المريض فقط من يحرص على ريجيم خاص، بعيدا عن كثيرة استعمال الزيوت في الطعام، بل بات عادة حميدة تنتشر اليوم بشكل سريع في أوساط عائلات، تحاول ضبط نظامها الغذائي لضمان سلامة و عافية أفرادها، خاصة و أن كثرة الزيوت تعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى أمراض العصر، كارتفاع ضغط الدم، الكولسترول و كذا السمنة المفرطة.
عجائن القمح الكامل تزاحم كسكسي الشعير على رفوف المحلات
يظهر جليا لكل من يتبضع بين الفترة و الأخرى، لاقتناء بعض اللوازم من محلات المواد الغذائية أو الفضاءات التجارية الكبرى، ظهور نوع جديد من العجائن السمراء المصنوعة من حبوب القمح الكامل لمختلف العلامات التجارية المتخصصة في المجال، فبعد أن كنا نشاهدها الإنترنت، تتربع اليوم على الرفوف، فارضة نفسها كبدائل صحية لمن يعانون من مشاكل في الهضم و القولون.
و يؤكد أحد التجار بأنها تلقى رواجا كبيرا في أوساط المواطنين، رغم ارتفاع أسعارها، لأن فوائدها الكثيرة جعلتها مطلوبة بكثرة، بالرغم من حداثة دخولها قائمة العجائن الغذائية لدى الجزائريين، ما يؤكده أحد الزبائن الذي التقيناه بين أروقة العجائن، حيث قال بأنه و منذ دخولها إلى السوق، قرر التخلي عن البيضاء و استبدالها بها، سواء تعلق الأمر بالمعكرونة، الكسكسي أو السباغيتي بعد ملاحظته للفارق بينهما، فبعد أن كان يعاني من انتفاخ في البطن بعد تناوله العجائن بيضاء، أصبح اليوم يشعر بالارتياح بعد تناول العجائن الجديدة.
و في ظل دخول منتوج جديد الأسواق و تمكنه من فرض نفسه، إلا أن العجائن التقليدية، استطاعات هي الأخرى الظهور على الواجهة، إذ تزاحم الكسكسي المصنوع من القمح الكامل أو المغلوث اليوم العجائن الحديثة، و وجدت زبائن جدد قالوا بأن بحثهم المتواصل و متابعتهم للنظام الغذائي الصحي، جعلهم يلجؤون ل”المغلوث”، بالرغم من أن آباءهم تخلوا عنه منذ زمن طويل، ليقومون هم اليوم بإعادته إلى طاولة الطعام، كبديل صحي لا يمكن الاستغناء عنه.
أخصائيو التغذية يدعون إلى العودة لغذاء الأجداد
تقول أخصائية التغذية وفاء مغربي ، بأن الوعي بضرورة اتباع نمط غذائي صحي، بدأ في الإنتشار بين الجزائريين، مرجعة ذلك بالدرجة الأولى إلى التطور الإعلامي من جهة، و الخوف من المرض من جهة ثانية، حيث تقول بأن كافة الحالات التي تتابعها، بحكم عملها، قررت إتباع نظام غذائي صحي و ذلك بعد إصابتها بأمراض ، خاصة القولون.
و تدعو الأخصائية المواطنين لاتباع نظام سليم لتغذية الجسم، متحدثة عن نظام البحر الأبيض المتوسط ، الذي يعتمد أساسا على زيت الزيتون و الخضر و الحبوب الكاملة و الشعير، و الذي يلقى اهتماما خاصا من الراغبين في التمتع بالصحة و العافية بالاعتماد على الغذاء المتوازن عبر العالم، ، كما شددت الأخصائية على ضرورة العودة لغذاء الأجداد الذين رغم تقدمهم في السن، إلا أنهم لم يكونوا يعانون من الكثير من أمراض العصر.
إيمان زياري