أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
مفرغة جبل العنصل خطر على الطبيعة و المدينة الجديدة بوادي الزناتي
تتكدس على بعد 4 كلم جنوبي مدينة وادي الزناتي عاصمة سهل الجنوب الكبير بقالمة أكوام ضخمة من النفايات وسط حقول زراعية و غابات الصنوبر و الكاليتوس، في أعلى قمة جبلية بالمنطقة تستعد لاحتضان المدينة الجديدة عبد الحميد مهري مستقبل العمران بوادي الزناتي، الغارقة في الفوضى و أزمة سكن استعصت على أصحاب القرار المحلي وظلت تلقي بظلالها على سكان المنطقة منذ سنوات طويلة.
بين المفرغة الكبيرة و مدينة المستقبل أمتار قليلة، الدخان يغطي رافعات عملاقة بدأت تنتصب بجبل العنصل لبناء أكثر من 500 وحدة سكنية ستكون حجر الأساس لوادي الزناتي الجديدة، التي تواجه خطرا زاحفا يهدد القطب الحضري الكبير. عند زيارتنا للمنطقة كان الجميع يخوض سباقا مع الزمن لإنهاء أول مشروع سكني بالقمة الجبلية المرتفعة دون انتظار المقترحات المتعلقة بتحويل المفرغة إلى موقع آخر بعيدا عن المدنية الجديدة، التي ستكون ملاذ الهاربين من جحيم أحياء الصفيح التي تطوق بلدة وادي الزناتي العريقة من كل الجهات و تخنق التجمعات القروية المحيطة بها.
بالرغم من انطلاق مشروع مدينة عبد الحميد مهري و انتشار العمال الصينيين بقمة الجبل فإن شاحنات نقل النفايات مازالت تلقي بحمولاتها كل يوم بالمفرغة المحاذية للطريق الوطني 81 الرابط بين وادي الزناتي و عين مخلوف إلى غاية مدينة سدراتة بولاية سوق أهراس، و كلما ارتفعت أكوام النفايات و أصابها التحلل تقوم الجرافات العملاقة بتحريكها من موقع إلى آخر لفتح منفذ صغير تمر منه شاحنات وجرارات فلاحية قادمة من وادي الزناتي و بلديات أخرى مجاورة محملة بنفايات منزلية. تزحف المفرغة العملاقة باستمرار على الحقول الزراعية وقد أصبحت اليوم على مشارف مدينة المستقبل التي بدأت تتنفس دخانا ساما ينبعث بكثافة و قوة في السماء و يغطي ورشات البناء.
طيور و حيوانات برية و أخرى أليفة من بينها قطعان أبقار وماعز و أغنام وجدت بالمفرغة مصادر للغذاء و رعاة يحرسونها و يصطادون غنائم من البلاستيك الثمين قد تأتي بها قوافل نقل النفايات، فقد أصبح البلاستيك مورد رزق بعد أن كثر عليه الطلب من مصانع التحويل و الاسترجاع، و تحولت مفارغ قالمة إلى مصدر عيش للحيوان و الإنسان لكنها صارت خطرا حقيقيا على البيئة والتجمعات السكانية القريبة منها كما يحدث بجبل العنصل.
المكان صار واحدا من أكثر المواقع الطبيعية تضررا من زحف النفايات المنزلية بولاية قالمة بعد موقعي بوقرقار قرب مدينة هليوبوليس وجبل حلوف قرب مدينة قالمة في انتظار بناء مركز تقني متطور لردم النفايات قرب مدينة قالمة. و قال رئيس بلدية وادي الزناتي للنصر عندما زارت المنطقة مؤخرا بأن مساع جارية حاليا لبناء مركز جديد لردم النفايات قرب عين مخلوف سيكون بديلا لمفرغة جبل العنصل، التي أصبحت بالفعل خطرا زاحفا على المدينة الجديدة عبد الحميد مهري التي يتوقع أن تستقبل طلائع السكان بعد نحو سنة تقريبا. و قالت مصادر مهتمة بالوضع البيئي المعقد بمنطقة جبل العنصل بأن مشروع المركز التقني الجديد ربما يكون في مرحلة الدراسات و البحث عن الموقع المناسب وسط محيط زراعي و غابي يصعب اختراقه و إغراقه في النفايات و سوائلها السامة و دخانها الكثيف.
ويواجه المشرفون على مشروع مركز الردم بمنطقة وادي الزناتي تحديات كبيرة حيث بدأ الوقت ينفد بسرعة بعد انطلاق عملية بناء المدينة الجديدة التي يتوقع امتدادها إلى عمق المفرغة الكبيرة، وظلت المسألة في قلب النقاش الحاد بين المسؤولين المحليين وأعضاء متعاقبين على المجلس الشعبي الولائي لم يتوقفوا عن المطالبة بحلول جذرية سريعة لوقف تمدد مفرغة جبل العنصل، و إنقاذ مساحات واسعة من الغابات و حقول زراعية خصبة غطتها النفايات و دمرتها السوائل المتحللة التي يتخوف البعض من نفوذها إلى طبقات المياه الجوفية بالمنطقة.
فريد.غ