أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
باتت الأحزاب التي توصف بالفاعلة تتأخر في إبداء المواقف السياسية عن تنظيمات غير سياسية كالمركزية النقابية ومنتدى رؤساء المؤسسات، في وضع يحيل إلى انكفاء في ممارسة النشاط السياسي والانصراف إلى “صراعات” أصبحت السمة البارزة في العمل الحزبي.
وليس خافيا أن النشاط السياسي تراجع في الجزائر بعد أزمة التسعينيات، حيث لم يعد المواطنون يضعون ثقتهم العمياء في الأحزاب، فضلا عن اعتماد السلطات على التقنوقراطيين في مختلف المناصب وبالتالي ابتعاد الإطارات الحزبية عن مواقع صناعة القرار ما تسبب في اهتزاز صورة الكوادر السياسية. لكن ذلك لا يبرّر تقاعس “المؤسسات السياسية” ولا تراجع أدائها ولا ابتعادها عن المجتمع إلى الحد الذي يجعل صوتها غير مسموع، إلى درجة أن الكثير من المتابعين لا يترددون في التأكيد على أن دور الأحزاب خلال الحركة الوطنية ثم في مرحلة الأحادية أهم من دورها الآن.
صحيح أن الأحزاب السياسية تراجعت في العالم أجمع، بفعل متغيرات جديدة أهمها صعود المجتمع المدني وتحوله إلى لاعب أساسي في إدارة الحياة العامة، إلى جانب الحظوة التي أتاحتها فضاءات التواصل الاجتماعي لعموم المواطنين الذين أصبحوا “يمارسون” السياسة من بيوتهم دون الحاجة إلى بطاقات الانخراط في الأحزاب، لكن ذلك لم يثن الأحزاب عن النشاط وجعلها تسارع إلى الاستثمار في فضاءات التواصل وتعمل على استقطاب النشطاء في مختلف الحقول، أما عندنا فموسم النشاط لا يبدأ إلا عشية الاستحقاقات وبعدها يتفرغ الجميع للتصحيحيات والتصحيحيات المضادة والانشقاقات و الفصل والإبعاد وغيرها من المصطلحات التي أثرت المعجم السياسي الوطني في السنوات الأخيرة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن المتنافسيين سياسيا استعاروا أدبيات الشارع العنيفة لوصف خصومهم أو انتقادهم أو الرد عليهم، فتحولت الساحة السياسية إلى فضاء عراك وشتائم عوض أن تكون فضاء أفكار يستقطب النخب ويطلق المبادرات الخلاقة ويجيب على مختلف الانشغالات المطروحة، يقدم الحجة ولا يطلق التهديد، يفحم المتحدث خصمه ولا يشتمه، يتيح فرص الاستحقاق ويمكن الشباب من البروز، عوض أن يحيي القبليات و العشائريات ويعيد المجد للعشيرة على حساب الكفاءة والاقتدار. خصوصا وأن المجتمع الجزائري الذي شُحن بالعنف ممارسة لم يعد قادرا على تحمّل خطاب العنف، ولم يعد قادرا على تحمّل المغامرات، في ظرف إقليمي متفجر، وفي ظرف دولي يتميز بتكالب القوى الاستعمارية التي دفعتها الأزمات الاقتصادية إلى الصيد مجددا في مستعمراتها القديمة، وأصبح استهداف الجزائر يحمل رمزية كبيرة على اعتبار أن هذا البلد من البلدان التي تقدس مبدأ الاستقلال الوطني الذي لم يعد مبدأ مرغوبا فيه في عصرنا.
ولا يمكن إيجاد وصف إيجابي لهذه الحال، كيف لا والطبقة السياسية لم تعد قادرة على تزويد المجتمع بكوادر لإدارة شؤونه، وقبل ذلك قادرة على إقناعه وكسب ثقته، لأنها أصبحت في قطيعة مع الأجيال الجديدة من الجزائريين، الأجيال التي تنظر بريبة إلى الأحزاب ورجالها.
هذا الوضع المخيف يستدعي التفكير وطرح الأسئلة والمبادرات، لأن مسعى التجديد الوطني سيواجه إشكالية اسمها ندرة رجال السياسة.
النصر