• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
الزوايا لازالت تلعب دورا هاما في الحفاظ على الوحدة الوطنية
أكد متدخلون أمس خلال ملتقى «السلم والتسامح والعيش معا في الفكر الصوفي» بوهران، والمتزامن مع الذكرى العاشرة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية أن هذه الأخيرة كانت من المحطات الكبرى التي بفضلها إستعادت الدولة ترسيخ مقوماتها وتنظيم البلد الذي كانت كل المؤشرات فيه تنذر بأوخم العواقب. وذكر المحاضرون بدور الزوايا في تلك الفترة سواء قبل الميثاق حيث كانت تعمل الزوايا على رص الصفوف منع تفشي الأفكار المتطرفة، أو خلال الحملة من أجل الميثاق من خلال الخطب والمحاضرات واللقاءات التي نظمتها الزوايا لصالح ترسيخ السلم والمصالحة في نفوس الجزائريين.
وتطرق الدكتور في علم الإجتماع والبرلماني محمد طيبي أمس، خلال مداخلته في الجلسة الأولى لملتقى «السلم والتسامح والعيش المشترك معا في الفكر الصوفي» الذي ينعقد بقاعة محاضرات مسجد ابن باديس بوهران، إلى أن السلم هو قيمة في الإستراتيجية السياسية وأن العديد من الدول الأوروبية اليوم تزرع السلم وسط مجتمعاتها كي تبني قوتها الإقتصادية، مشيرا إلى أن الفتنة التي شهدتها الجزائر خلال العشرية السوداء، ترجع أيضا لعدم فهم اللعبة السياسية في البلد على المستوى الجيواستراتيجي، حيث قال في هذا الإطار «عندما لا نفقه في الدين نتحول لمصادر خطر على البلد» وهذا حسب الدكتور طيبي هو ما يحدث في الكثير من البلدان العربية خاصة، موضحا أن الجزائر اليوم تخرج من مرحلة «دم مع فوضى» لذا فالعمل من أجل الحياة الروحية والتسامح يعتبر واجبا وطنيا يجب القيام به خاصة من طرف الزوايا.
و أضاف أن الإرهاب اليوم بقدر ما يقترف من جرائم وتفجيرات وتدمير، إلا أنه في عمقه يشن حرب معاني ضد الإسلام الذي بنى مفهوم السلم وقواعد التعايش المشترك، حيث أن الفكر الإرهابي يريد أن يخرج صورة دموية للإسلام بواسطة تدفقات إعلامية ضخمة.
وقال الدكتور طيبي، أن الفتوحات الإسلامية لم يكن هدفها إقامة الحروب بل فتح وتنوير قلوب الناس والمجتمعات. وتساءل المحاضر عن الأمن الوجداني للأمم، هل الدين ومكوناته والموروث الروحي كفيلان بحماية الوجدان من الزيغ؟ مضيفا أن مرتكز الجيوش المنهزمة هو المقوم الروحي الوجداني الذي يتحول لأساس دفاعي لحمايتها، فالحرب بين الأطياف المختلفة للمجتمعات هي حرب معاني وتأويلات لهذه المعاني خاصة إذا إرتبطت بالدين.
وعرج المحاضر على المجتمع الجزائري الذي قال أنه يميل أحيانا للعصبية التي هي أيضا ظرفية عنده لذا فالسماحة هي مرتكتز الحوار لتجاوز هذه العصبية والرقي بأفكار المجتمع، وهذا ما تجلى وفق المداخلة عن طريق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وأضاف أن وجدان الجزائريين يجب أن يتغذى بالفكر والثقافة والفهم الصحيح وينظر إلى أين يسير العالم،. وأكد المتحدث، أنه عندما تكون الزوايا قوية وتمسك أمور الحل والعقد في محيطها العشائري، فإن الإستقرار يكون سائدا ويعم السلم والأمن، مذكرا بتاريخ التكالب الغربي على بلدان شمال إفريقيا والعالم العربي، والذي ربطه الدكتور طيبي بتفكك المنظومة الصوفية الزاهدة ما بين القرنين 16 و18.
من جهته، وفي تدخله أمس، أكد ممثل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بوهران بوخماشة المخفي، أن رسالة الزوايا هامة ومهمة في الحفاظ على الإستقلال والسلم والوحدة الوطنية، وأن هذا الملتقى ينعقد في ظل ظروف تمر بها الجزائر للحفاظ على مكتسباتها من السلم والأمن خاصة لما يحيط بها من وضع إقليمي حساس، مشيرا في ذات الصدد أن المجتمع الجزائري يدرك جيدا أهمية السلم والأمان فقد دفع من أجل ذلك ثمنا غاليا مستنبطا ذلك من المرجعية الدينية التي سجلت عبر التاريخ محطات هامة للسلم والسلام وكانت بدايتها عند هجرة النبي الكريم للمدينة المنورة حيث قال «أفشوا السلام بينكم...»، وللسلم أهمية كبيرة في بناء المجتمعات وتطورها، وأضاف أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية جاء قبل 10 سنوات في وقت كانت فيه الجزائر تعيش ظروفا صعبة ومحاصرة وكل الدول تتفرج عليها دون أن تمد لها يد المساعدة. أما اليوم وبعد عشرية المصالحة فالجزائر تتحول إلى قبلة للباحثين عن قيم السلم والمصالحة الوطنية، معرجا على دور الزوايا والمساجد في الحفاظ على هذه القيم التي ترسخت في المجتمع، ومن أهداف الزوايا العلمية وتلك التي تخدم قيم المواطنة إصلاح ذات البين وتهذيب النفوس مثلما قال الشيخ بوخماشة.
أما شيخ الطريقة الطيبية، مولاي حسن شريف الوزاني، الذي افتتح الملتقى، فقال أن أتباع الطرق الصوفية دفعوا ثمنا غاليا من أجل الوصول لتحقيق غاية التعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع، موضحا أن تزامن الذكرى العاشرة لتنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية كقانون والمصادف لـ 29 فيفري 2006، مع التجمع السنوي للطريقة الطيبية، هو فرصة لتعزيز الطرح السلمي في حل المشاكل على أمل بناء وطن مزدهر نرتقي به جميعا نحو مستقبل أفضل وهذا حسب المتحدث بإشراك كل الطاقات المبدعة والحية دون إقصاء أي طرف.
هوارية ب