وسط تراخ في الالتزام بإجراءات الوقاية : إنزال كبير للمصطافين على شواطئ القل

تشهد هذه الأيام شواطئ عين الدولة، عين أم القصب ، تلزة،  بن زويت، تمنارت، خرايف و سيدي عبد الرحمان ببلدية خناق مايون، بمنطقة القل، غرب سكيكدة، إنزالا مكثفا للمصطافين و حركية منقطعة النظير، و كأن موسم الاصطياف انطلق مجددا بعد الإعلان عن قرار إعادة  فتح الشواطئ، من قبل السلطات، على بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من الدخول المدرسي، للاستمتاع و الترفيه قبل انتهاء العطلة و عودة الأبناء إلى المؤسسات التعليمية، في حين لاحظت النصر خلال جولة استطلاعية للشواطئ المحروسة و حتى التي لم تفتح أصلا، على غرار شاطئ سيدي عبد الرحمان ببلدية خناق مايون، عدم تقيد أغلب المصطافين بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي كورونا، في حين فضل الكثير من المصطافين، لاسيما الشباب، التوجه إلى الشواطئ الصخرية المعزولة .

اختناق مروري متواصل..
التوافد المستمر للمصطافين، أفرز اختناقا مروريا بين تمالوس و القل، على امتداد نحو 30 كلم ، ما جعل مستعملو الطريق يجدون أنفسهم في طوابير لا تنتهي من السيارات طيلة ساعات من الزمن، لاسيما أثناء أوقات الذروة في الصباح و المساء، و يمتد الاختناق إلى وسط مدينة القل، في غياب مخطط مروري خاص بموسم الاصطياف، فيما يبقى  عدم تحديث الطريق الوطني رقم 85 ، بين قسنطينة و القل في الشطر الرابط بين  عين بوزيان و القل و وكدا الانتشار العشوائي للممهلات وغيرها من العوائق،  وراء  هذا الاختناق المروري .

تدهور بيئي  و القمامة تغزو الشواطئ
من جهة ثانية، لا يمكن للسكان و كذا المصطافين، إلا ملاحظة  تدهور الوضع البيئي،  ففي شاطئ عين أم القصب، لا تزال المفرغة العمومية بحي بومهاجر تفرز دخانها، و تعكر صفو يوميات المصطافين و السكان.
و في شاطئ عين الدولة، يبقى واد السيال يصب مياهه القذرة مباشرة في عرض البحر ، بالرغم من الحديث عن مشروع تغطيته، فقد حلت منذ أيام لجنة ولائية، تحت إشراف مدير الري، لدراسة وضعية الوادي، و بعث مشروع تغطيته، خاصة و أن الوضع استمر لسنوات ، ما أدى إلى احتجاجات متكررة لسكان حي الطرافي المحاذي للشاطئ.
و تغزو شاطئ تمنارت،  القمامة من كل جانب، أمام  عجز مصالح النظافة ببلدية الشرايع عن   احتواء الأزمة.
و بالرغم من كل المعطيات السلبية المحيطة بشواطئ القل، فإن التوافد مستمر عليها،  خاصة و أنها تتمتع بمناظر خلابة وهدوء و سكينة، لا تزال تستقطب السياح والمصطافين، في انتظار إيجاد الحلول للكثير من معوقات السياحة بالقل.
فوضى استغلال الشواطئ
عاد نشاط استغلال الشواطئ من طرف أصحاب الطاولات و الشمسيات بقوة ، و نفس الشيء بالنسبة لأكشاك بيع المشروبات والمأكولات الخفيفة، وسط فوضى عارمة، و العامل المشترك بين السكان و الزوار و التجار هو عدم التقيد بالإجراءات اللازمة  للوقاية من كورونا، من عدم ارتداء الكمامات، و عدم الالتزام بالتباعد البدني، فالشمسيات نصبت إلى جانب بعضها البعض، و أفراد العائلات يجلسون قرب بعضهم البعض، لتبادل أطراف الحديث و الضحك و المرح أو تناول الطعام، كما يذهبون معا للسباحة و التنزه، دون كمامات أو استعمال المعقمات، غير مبالين بكل التدابير الوقائية، و كأن الفيروس غير موجود بشواطئ  القل، و ما جاورها.
 في المقابل عاد نشاط كراء المنازل و الشقق بقوة،  سيما و أن عطلة الصيف يمكن تمديدها ، بعد تأجيل  الدخول المدرسي إلى 21 سبتمبر المقبل، من قبل عديد العائلات القادمة من الولايات المجاورة كقسنطينة و ميلة، كما قال للنصر بعض أرباب الأسر الذين التقينا بهم.
كما أن أصحاب المطاعم يلعبون في الوقت بدل الضائع،  لتعويض ما فاتهم خلال فترة غلق الشواطئ، من خلال تنويع أطباقهم بين التقليدية و العصرية، و التفنن في تحضير المثلجات و العصائر لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المصطافين.
و أعرب لنا بعض المصطافين المتوافدين على شواطئ القل،  عن أسفهم  لعدم تجاوز عديد النقائص المسجلة في بداية موسم الاصطياف، و في مقدمتها النقص الفادح في المياه الصالحة للشرب، خاصة و أن الكثير من الأحياء السكنية ينقطع عنها الماء لعدة أيام ، فيضطر السكان و كذا المصطافين، لشراء مياه الصهاريج بأسعار باهظة، بعد رحلة بحث مضنية.     
 بوزيد مخبي