صحة : الكشف المبكر عن السكري من النوع الثاني يجنب المضاعفات الخطيرة

يعتبر مرض السكري من النوع الثاني، الأكثر انتشارا في الجزائر و خارجها، نتيجة العوامل البيئية والوراثية، فضلا عن نمط الحياة. يظهر هذا النوع من السكري ، الذي لا يعتمد في علاجه على الأنسولين، عادة بعد سن الأربعين، و يصيب بشكل أكبر الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، إلا أنه أصبح يؤثر على المراهقين والأطفال الصغار بسبب السمنة، و قلة النشاط البدني، و يؤكد الأطباء أن نمط الحياة الصحي، هو أساس العلاج.
و بما أن السكري من النوع الثاني نادرا ما يكون مصحوبا بأعراض في مراحله المبكرة ، غالبا ما يتم اكتشافه صدفة، أثناء الفحص الطبي الروتيني أو عند تعرض المريض لمضاعفات السكري.
يقول المختص في أمراض السكري الدكتور مصطفى حلالو، أن مرض السكري من النوع الثاني في مراحله المبكرة ، يُسبب أعراضا ضعيفة أو لا توجد تماما، لذلك يمكن أن تمر دون أن يتم تشخيصها لعدة سنوات، ومع ذلك ، فقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض ناجمة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم ، مثل كثرة التبول خاصة في الليل، و زيادة الجوع والعطش، مع الشعور بجفاف الفم، و النعاس المفرط ، و الرؤية المشوشة، وغيرها.
و يضيف المختص ، أنه على المدى الطويل ، يكتشف العديد من مرضى السكري أن حالتهم تزداد سوءا ، نتيجة مرضهم ، خاصةً إذا لم يتم التحكم في المرض ومراقبته بشكل جيد، وذلك لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن، يتلف تدريجيا الأعصاب والأوعية الدموية ، وخاصة في العين و الكلى، لذلك يمكن أن يكون مرض السكري هو سبب أمراض القلب والأوعية الدموية ، و فقدان البصر ، وقد يصل المريض إلى مرحلة الإصابة بالقدم السكرية وبتر القدم.
ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني ، هم الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى (الأم أو الأب أو الأخ أو الأخت) مصاب بهذا النوع،  بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن.
ومن أجل الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، ينصح الدكتور حلالو بالكشف المبكر والفحص، حتى قبل ظهور الأعراض، فكلما تم اكتشاف المرض مبكرا ، يقل خطر حدوث مضاعفات، مثل اضطرابات القلب والأوعية الدموية ، وأمراض العيون ، والكلى ، أو الاضطرابات العصبية ، وما إلى ذلك.
ومن بين التدابير الوقائية الأساسية  التي يجب على الشخص التقيد بها، التحكم في الوزن والأكل الصحي وممارسة الرياضة، كما قال الطبيب، مضيفا  أن  النظام الغذائي الصحي والمتنوع الذي يحتوي على الفواكه و الخضروات الغنية بالألياف، يساعد على الحفاظ على وزن صحي، كما أنه يساعد على الحفاظ على مستويات مستقرة نسبيا  للسكر في الدم على مدار اليوم ، فضلا عن ضغط الدم الجيد، كما أن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة الحاجة إلى الأنسولين وإرهاق البنكرياس.
ويقلص النشاط البدني في حد ذاته، بشكل كبير، من خطر الإصابة بمرض السكري ، وأيضا يجعل الأنسولين يفرز بكفاءة أكبر، ومن المستحسن تقليل استخدام السيارة في التنقلات، و ممارسة رياضة المشي السريع، كما يدعو الأخصائي إلى التوقف عن التدخين وتجنب المشروبات الغازية وتفادي إضافة الملح إلى الطعام و تناول الفواكه باعتدال.
كما ينصح بإجراء اختبارات الدم على فترات منتظمة، للكشف عن المرض في أسرع وقت ممكن، و الوقاية من السكري وتفادي المضاعفات الصحية الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها المريض في المستقبل.
سامية إخليف