* 200 مليار دينار لدعم أسعار الحليب والسكر والزيت * إجراء 3 مراجعات لرواتب المستخدمين في الوظيف العمومي* الاقتصاد الوطني سينمو بـ 4,5 بالمائة سنة...
أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس الاثنين بالعاصمة، لدى استقباله وفدا برلمانيا مشتركا عن الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي...
رست، ليلة أول أمس، سفينة ضخمة لنقل الحاويات بميناء جن جن في جيجل، تعتبر أضخم سفينة ترسو بموانئ الجزائر، يبلغ طولها 265 مترًا وعرض 32 مترًا. وحسب...
تضمن مشروع قانون المالية لسنة 2025، الذي عرضه وزير المالية، لعزيز فايد، اليوم الاثنين أمام نواب المجلس الشعبي الوطني خلال جلسة علنية، تدابير جديدة...
يشهد نشاط بيع الأغراض الشخصية المستعملة أو الـ « فيد دريسينغ» رواجا ملحوظا خاصة بين النساء، فبعدما انتشرت مجموعات البيع و الشراء المغلقة والمفتوحة على فيسبوك، ذهبت نساء إلى تنظيم لقاءات بيع في فضاءات مختلفة، يجتمعن داخلها ويعرضن قطع ملابس وأثاثا و أجهزة كهرومغناطيسية و أحذية و إكسسوارات و أوان و غيرها من الأغراض، لغرض البيع و المقايضة أيضا، وهي أسواق نسوية مغلقة تعرف إقبالا و نجاحا كبيرين مؤخرا.
إيمان زياري
بيع و مقايضة
يشبه هذا النشاط « الدلالة»، لكن بطريقة عصرية، و تمارسه سيدات وشابات من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، بعضهن يبحثن من خلاله عن تحقيق صفقات مربحة وتستمتع أخريات بتغيير محتويات خزائنهن، خاصة وأن الألبسة والأحذية تعد أكثر القطع تداولا و الـ «فيد دريسينغ» ثقافة غربية في الأساس، بدأت في التغلغل في المجتمع الجزائري مع تزايد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي و انتشار التجارة الالكترونية بمختلف أشكالها، حيث ظهرت الفكرة بداية بمجموعات فيسبوكية نسوية، لبيع الألبسة و الأثاث و الأواني و العطور و غيرها من الأشياء، و تطورت إلى لقاءات مغلقة للبيع توفر عروضا جيدة لشراء أشياء مختلفة، و قد حققت كثيرات صفقات جيدة بفضل هذه اللقاءات التجارية إذ قالت سيدة، بأنها أعادت تأثيث صالونها بالكامل عن طريق بيع أثاثه القديم و بأسعار جد مقبولة، بعدما اتفقت مع زبونات خلال لقاءات للبيع شاركت فيها سابقا، وهو ما سمح لها بشراء أثاث عصري بعدما وفرت مبلغا معتبرا بفارق بيع بسيط في السعر الأصلي للقطعة لا يتعدى 5000 إلى 10آلاف دج.
و أخبرتنا موظفة، بأنها باعت ملابس لم تعد تتناسب مع مقاسها و اشترت قطعا أخرى بينها أحذية مستعملة ذات جودة عالية، معلقة بفضل لقاء للبيع حصلت على حذاء « آلدو» جديد بسعر 3000دج، وهي صفقة أحلام بالنسبة إلي، كما اشتريت أيضا حقيبة « زارا» بـ 1000دج، و تحدثت فتيات عن فرص جيدة سمحت لهن بمقايضة ملابس بأخرى.
و تعتبر سماح عيساوي، واحدة من أوائل السيدات اللواتي استثمرن في هذا النوع من التجارة، حيث بدأت بصفحة تبادل وبيع وشراء تحمل اسم « لو فيد دريسينغ دو سماح»، قالت بأنها فتحتها لتبيع ملابس لم تعد تناسبها، لكن المجموعة سرعان ما كبرت و ضمت أكثر من 500 مشتركة في ظرف 24ساعة، ثم قفزت إلى ربع مليون مشتركة في أقل من 6 أشهر، وهو ما شجعها على التفكير في تنظيم لقاءات للبيع المباشر خاصة وأن المشتركات في المجموعة رحبن جدا بالفكرة بمجرد طرحها.
«أول إكسبو» سوق الفرص
و بعيدا عن اللقاءات الصغيرة المغلقة التي تجمع النساء في قاعات تؤجرها سيدة أو شابة لتحتضن الحدث و تشرف عليه مقابل عمولة معينة، نظم مؤخرا حدث ضخم من هذا النوع يعد الأول في الجزائر وهو لقاء « أول إكسبو»، وقد أشرفت عليه السيدة آمال درقاوي، التي أخبرتنا بأنها دخلت مجال الـ « فيد دريسينغ»، قبل سنوات، لكنها كانت تنشط عبر مواقع التواصل أوصلا، على اعتبار أنها الفضاء الأكثر حركية واستقطابا، و أوضحت أن الانتقال إلى البيع المباشر فكرة شائعة في الغرب، لكنها حديثة في بلادنا مع ذلك تحظى بالرواج خاصة في ظل ارتفاع أسعار المنتوجات، ما بات يفرض على الأسر اللجوء إلى سوق المستعمل لتوفير الاحتياجات بأسعار مقبولة، حيث أشارت إلى أنها أسست شركتها بناء على هذا المبدأ، لتختص في تنظيم المعارض و الملتقيات.
وحسب المتحدثة، فإن البداية تكون بتوفير مكان خاص للتجمع و من ثم تجهيزه بطاولات و كراس، و فضاءات منفصلة لعرض الأشياء الموجهة للبيع من ملابس و أحدية و كتب و ألعاب أطفال و أوان و كل شيء يمكن حمله في السيارة، و تكون المشاركة في الحدث محددة بدفع مبلغ معين أما أسعار البيع و التبادل فهي رمزية بالعموم، حيث تباع الكتب مثلا بسعر 50 دج للكتاب، أما الأحذية فتنطلق من 500 دج، وتوجد سراويل بـ400 دينار، ويخص هذا الحدث الأغراض غير المستعملة مطلقا أو تلك التي في حالة جيدة و يمكن إعادة استعمالها مرة أخرى و قد علمنا منها بأن هناك فرصا جيدة جدا للظفر بقطع من ماركات عالمية مقابل أسعار رمزية، مضيفة، أن البيع المباشر يعد أفضل من البيع عبر وسائط التواصل الاجتماعي لأنه يجنب الخداع والتحايل.
مناسبة لتعلم أبجديات التجارة
زبونات تحدثت إليهن النصر خلال اللقاء، قلن بأنهن لا يجدن حرجا في المشاركة في مثل هذه المناسبات، حتى أنها تجربة ممتعة كما عبرت شابات رأين بأنها فرصة لتعلم أصول التجارة والتسويق والتعامل مع الزبائن وقد تكون بداية لدخول المجال، وحسب إحداهن، فإن بيع الأغراض المستعملة يوفر النقود و هو حل أفضل بكثير من رميها أو التخلص منها دون فائدة.
نفس الرأي شاطرته نسرين طالبة جامعية، قالت بأنها تجدد خزانة ملابسها في كل مرة عن طريق هذا النوع من البيع، الذي يضمن شرطين أولهما معاينة القطعة وحتى تجربتها وثانيهما إمكانية شراء قطع جيدة بأسعار مقبولة.
و على الرغم من أن لقاء البيع نظم بالعاصمة، إلا أن الترويج له جذب زبونات من مختلف الولايات المجاورة أكدن لنا بأنهن اشترين أغراضا جيدة و استفدن من بعض الفرص، من جانبها كشفت السيدة درقاوي، عن سعيها لتوسيع النشاط نحو مختلف ولايات الوطن، في ظل نجاح الفكرة و رواجها، خاصة مع الشروط الصارمة التي تحفظ كرامة الزبونات و تخدم البائعات و توفر التنوع بأسعار مناسبة للجميع.
إ.ز