أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تضم حديقة العوانة غرب جيجل، العديد من الحيوانات التي تتطلب عناية و رعاية خاصة من بينها الفيلة « أميرة» التي صارت نجمة، بعدما باتت تجمعها بأحد المربين علاقة ألفة فريدة هي نتاج عناية حظيت بها طوال 11 سنة كاملة.
رغم أن الفيلة صعبة المراس، إلا أن طريقة المربي أحمد شريطية، في التعامل معها والعناية بها، سمحت له بأن يكسب ودها ليتحولا إلى صديقين، كما تعد الفيلة الحيوان المفضل لغالبية العمال و زوار الحديقة، وقد اكتسبت شهرة كبيرة على مر السنوات، خصوصا في أوساط الصغار الذين يحبونها جدا، وهي أيضا فيلة مميزة في نظر عمال المؤسسة، لسلوكها الفريد و الذي يلاحظه كل من يقترب منها لتنظيف ملجئها أو توفير ما تحتاجه من تفاصيل، لأن الفيلة صعبة و التعامل معها يستوجب الحذر الشديد، إلا عندما يتعلق الأمر بالعامل أحمد، تعودت عليه و ألفته فصار المنقذ عند كل موقف محرج تتسبب فيه وهو الوحيد القادر على التدخل لإخراجها من ملجأها حين ترفض ذلك في وجود الزوار.
الصديق الوحيد للفيلة أميرة
أخبرنا القائمون على الحديقة، بأن للعامل أحمد قصصا عديدة مع الفيلة أميرة، و كل قصة تختلف عن الأخرى فالصداقة متينة بينهما، حيث يلعبان يوميا مع بعضهما البعض في مشهد لطيف، وقد علق أحد المربين قائلا « يتكفل أحمد بالفيلة منذ سنوات، و يحرص على تنظيفها يوميا و يلعب معها، وهو الوحيد الذي يستطيع الاقتراب منها، و بوجوده يمكن لنا التقدم نحوها و لمسها، فهو مؤشر الأمان بالنسبة لها، لا تترك أي شخص يقترب منها دون وجوده».
ويستغرب الجميع في الحديقة، من طريقة التعامل والانسجام بينهما و مدى امتثالها لأوامره و طلباته دون التردد للحظة، و قد أشار محدثونا إلى حوادث وقعت في ظل غياب أحمد، إذ سبق للفيلة أن تصرفت بعدوانية مع طبيب بيطري اقترب منها ليقوم بفحصها بعدما ظن بأنها لن تؤديه، فدفعته و تسبب ذلك بإصابته بجروح ما استدعى تدخل أحد الأعوان لإنقاذه، كما تبدو على الفيلة في حال غياب صديقها المفضل لأيام، ملامح الحزن وتغير من طريقة تعاملها، حتى يتم الاتصال به من أجل الالتحاق بالعمل، و حسب الجميع فإن سلوكها يتغير فور رؤيتها له و تعود إلى حالتها الطبيعية.
قصة عمرها 10 سنوات
توجهنا إلى حديقة الحيوانات بالعوانة، قبل موعد فتحها وتحديدا خلال توقيت إطعام الحيوانات و تنظيفها وجدنا أحمد منهمكا في عمله بملجأ الفيلة، أما أميرة فقد كانت تتبع خطواته من مكان إلى آخر، كان صديقها يمنحها كثيرا من الاهتمام فيلتفت إليها ليلمسها من حين إلى آخر و يلاعبها قليلا، وقد كانت تتفاعل معه بشكل كبير و كأنها سعيدة بوجوده، وبدا الأمر كمشهد في فيلم سينمائي عن صداقة بين حيوان و إنسان.
لم نستطع الدخول إلى الفضاء الذي توجد به الفيلة بداية، وذلك لعدة اعتبارات أولها شروط السلامة و ثانيها أن الفيلة مصنفة كحيوان خطير، بعد مدة مهد لنا أحمد الطريق ودخلنا إلى ملجئها رفقته، وقد كانت لطيفة معنا تتبعنا بهدوء نزولا عند توجيهات صديقها.
أخبرنا، بأنه بدأ العمل في الحديقة سنة 2007، كمكلف برعاية الحيوانات، وفي سنة 2012 تم جلب الفيلة من حديقة الحيوانات بن عكنون، رفقة مروضها الذي كانت تتعامل معه بشكل عادي، فتم تكليفه بمرافقته في العمل وتعلم طريقة العناية بها، قائلا : « كنت أجد صعوبة كبيرة في التعامل معها في البداية، فقد كانت في تلك الفترة عدوانية و تمنعني من الاقتراب منها، حتى أنني كنت أهرب منها أحيانا، و لكن بفضل مرافقها الذي علمني كيف التقرب منها استطعت مع مرور الوقت التأقلم معها بحذر كبير».
وذكر، بأنه وجد صعوبة في التعامل معها لسنوات ولكنها عندما أحست بالأمان معه تركته يقترب منها ومنحته الأمان تدريجيا و جعلته صديقها و مرافقها المقرب، يلعب معها بشكل يومي و يقدم لها الطعام والدواء.
و قال مرافقنا، بأنه يقضي معظم وقته مع الفيلة حتى بعد انتهاء توقيت عمله، و يحاول أن يجعلها في أريحية وسعيدة خصوصا عندما يزعجها الزوار أو عندما تكون في حالة غير طبيعية، مشيرا، إلى أنه من الصعب على الآخرين الاقتراب منها دون وجوده، خصوصا بالنسبة للبياطرة الذين يجدون صعوبة في فحصها و تقديم الدواء لها، كما لا يستطيع زملاؤه الدخول إلى الملجأ والاقتراب من أميرة إلا بوجوده، مضيفا « البياطرة و بعض زملاء العمل لا يستطيعون الاقتراب من الفيلة، ما يحتم علي التواجد بشكل مستمر في المكان، و طوال اليوم في حالة وقوع أمر طارئ، فهي ترفض التعامل مع الجميع و تخاف منهم، و هو إحساس طبيعي عند الحيوانات، خصوصا الفيل».
وقال، بأنه لم يدرس أو يتلقى تكوينا في كيفية التعامل معها سوى الخبرة التي اكتسبها من مرافقة بوعلام، مربيها السابق، مؤكدا بأنه يكفي منحها شعورا بالأمان والعناية بها جيدا، لتأمن للإنسان تدريجيا و تجعله قريبا منها، وفي اعتقاده فإنه لابد من أن يكون هناك صدق في التعامل معها لتحس بذلك.
من جانبها، أشارت مسيرة الحديقة، إلى أن العناية بالحيوانات تتطلب ضمان الرعاية الجيدة لها و توفير المناخ الملائم، و تواجد العامل أحمد ساهم حسبها، كثيرا في الاعتناء بالفيلة، فأصبحت صديقة له، و قد ساعدتهم العلاقة بينهما في ضمان رعايتها و متابعة جيدة للحيوان بشكل يومي مستمر.
كـ. طويل