الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
  بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة:  تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج
بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة: تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج

 حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...

  • 23 نوفمبر 2024
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى

وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...

  • 23 نوفمبر 2024
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة

* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...

  • 23 نوفمبر 2024

قصص جزائريات مع التنظيف و العجائن التقليدية في مواجهة الفقر

نساء يؤمّن لقمة العيش بشهادة "من صنع يدي"
على وهج لهيب جمر امتزج فيه الخشب و الأحذية القديمة، و على  نار "الطابونة" و جلسة "قصعة العود"، و على لسعات الصقيع و لفحات الشمس الحارقة في مهنة التنظيف بالبيوت و المؤسسات، تستيقظ الكثيرات حاملات بداخلهن صمود الجبال في مواجهة يوميات شاقة باتت سيناريوهاتها متشابهة، بالنسبة لنساء وجدن أنفسهن مجبرات على لعب دور مزدوج، فهن أمهات مربيات، و عاملات معيلات لا شهادة لديهن، سوى علامة "من صنع يدي".
في الجزائر العميقة، تختلف يوميات النساء، فالعمل خارج البيت بعد الحصول على شهادة جامعية ليس متاحا لكل النساء، و حب العمل و إثبات الذات، لا يعتبر الدافع الأهم لمن يقال عنهن نساء عاملات أو موظفات، فالواقع يروي قصصا كثيرة، تختلف أحيانا و تتقاطع أحيانا أخرى في بعض تفاصيلها، روايات كثيرة ليوميات نساء وجدن أنفسهن مجبرات على لعب دور المعيل في ظل وفاة أو غياب أو بطالة رب الأسرة.
قصة الطاجين المحمي بالأحذية القديمة و بقايا الخشب
فتيحة واحدة منهن، أم لثلاثة أطفال و زوجها عاطل عن العمل، تقول بأنها وجدت نفسها بعد سنوات قليلة من زواجها، مجبرة على العمل من أجل إعالة أفراد أسرتها، و حدثتنا  بمرارة عن قصتها مع الطاجين و تحضير الكسكسي و كذا "الطريحة"، فهي و لعدم حيازتها لشهادة مدرسية، لم تجد بديلا عن المهن التقليدية التي تعلمتها في الصغر لجلب المال و سد رمق أفراد عائلتها، بمن فيهم زوجها.
و بين الأمس و اليوم، تؤكد فتيحة بأن الحياة لم تبتسم لها بعد، و بأن الواقع المرير الذي تعيشه لم يحل بعد، فهي لا تزال تلك المرأة التي تعيش داخل بيت مغطى بالقرميد المثقوب، و تتخذ من ساحة بيتها البسيط ركنا لصناعة يهددها الزوال، فهي لا تزال تصنع طاجين الكسرة، لتبيعه لمعارفها أو جيرانها، و على الرغم من أنها تعتمد على الطين و الطاجين المكسور كمادة أولية، إلا أنها تعاني من شح في الخشب الذي تشعل به النار لتسخن أو "تحمي" الطاجين، كما تقول، خاصة في فصل الشتاء، بسبب تساقط الأمطار التي تبلل الأشجار.
و للحصول على بديل، تجتهد الأم التي لم تعد صحتها  جيدة كما في السابق، فتلجأ إلى الاستعانة بما تجود به أيادي النجارين المنتشرين في المنطقة من بقايا خشب للاستعمال المزدوج في التدفئة المنزلية و الطهي و كذا صناعة الطاجين، التي تؤكد بأنها كثيرا ما تكون الأحذية القديمة التي يرميها الجيران مادة أساسية فيها تشعل بها نارا تدر القليل من الدنانير، لجلب السكر و بعض الحبوب في ظل منافسة الطواجن المتوفرة بالأسواق و التي يقال بأنها أكثر صلابة، حسب بعض الزبائن.
أمهات يعلن أسرهن من صناعة الشخشوخة و التريدة
نطوي صفحة فتيحة، لنفتح صفحة سيدة أخرى، أجبرها الفقر و ضعف راتب الزوج على العمل بما توفر لديها من قدرة، من أجل تحسين مستوى المعيشة، أو بالأحرى تعليم أبنائها الخمسة الذين يدرسون في مستويات مختلفة، فهيمة التي باتت معروفة اليوم في منطقتها بصناعتها الجيدة لمختلف أنواع العجائن التقليدية، فهي لا تترك الشخشوخة، و لا التريدة، و لا كسكسي المغلوث، و لا حتى تحضير حلوى المقرود، إضافة إلى بعض الحلويات التقليدية.
تحدثنا فهيمة عن تجربتها مع العمل الشاق و ثغرها باسم، لكونها استطاعت أن تضع أبناءها في مصاف أبناء العائلات المرتاحة ماديا، فلباسهم ،كما تقول، تحسن و حتى ما يتناولونه من أغذية جيدة و مفيدة، و كل هذا، تضيف محدثتنا ، بفضل "قصعة العود" ، فهي التي كانت سندها في صناعة أجود أنواع الشخشوخة و التريدة التي تلقى رواجا كبيرا في أوساط الأسر الجزائرية، بشكل عام و القسنطينية بشكل خاص.
و تؤكد فهيمة بأنها و منذ نحو 5 سنوات تمارس هذه الحرفة التي تساعدها فيها ابنتاها في العطل المدرسية، حيث تحضر كميات كبيرة تبيعها، أو تلبي طلبات تتعبها  كثيرا و تضطر للعمل في الليل و النهار من أجل توفيرها في الوقت المناسب، خاصة إذا ما كانت من أجل مناسبة كالأعراس مثلا، كما تضيف السيدة، قائلة بأن ما تجنيه من مال ساعدها في تعليم الأبناء و حتى في تغطية بعض مصاريف البيت و مساعدة زوجها الذي بات اليوم مرتاحا، لأن عبء عدم القدرة على توفير بعض الضروريات قد زال بفضل هذه الزوجة.
هجرها زوجها فتحولت إلى "مناولية"
قد يتوفى الزوج، يصاب بمرض أو عجز، أو يكون محدود الدخل، فتجبر الأم على العمل و إن كان بسيطا، غير أن أسباب بحث حورية عن عمل لأجل الاستمرار في البقاء مختلفة، فالحظ لم يبتسم لها في زواجها، بل وضعها في مواجهة معضلة كبيرة، بعد أن تركها زوجها بمعية ثلاثة  أطفال دون دخل، فعانت في البداية، غير أنها حولت ذلك، بعد فترة إلى قوة جعلتها تخترق مجال تحضير الطعام في الأعراس و المناسبات و تترك بصمة خاصة أكسبتها شعبية جابت بفضلها كل ولايات الوطن، لتلد الهمة من رحم معاناة كبيرة.
و تروي السيدة حورية قصتها مع حرفة "المناولية"، حيث قالت بأن بدايتها كانت بتحضير الطعام في المناسبات لأفراد العائلة، غير أن جودة طبخها جعلتها مطلوبة لدى كل من تذوقه، فتحولت في فترة وجيزة إلى طباخة مشهورة، تعتبر مهنتها اليوم سندها في تربية أبنائها و توفير لقمة العيش لهم، كما مكنتها من بناء مسكن بعد أن كانت تعيش في كوخ صغير، لتتغلب على ظروف قاهرة و تصبح  ندا لأي رجل تمكن من إعالة أسرته من خلال توفير كل احتياجاتها، و رغم غيابها المستمر عن البيت، بحكم ارتباطها بالعمل لأيام كثيرة متتالية ، خاصة في فصل الصيف، و صعوبة المهنة، ترى حورية بأنها قد تغلبت على ظروفها، و أدت دورا محوريا، عوضا عن زوج لم يعد إليها إلى غاية اليوم.
خالتي باية..بائعة الفول اليابس
تسابق أصحاب المحلات، تستقر بمكانها المفضل بالشارع الرئيسي لبلدية الرغاية باستمرار، لا يغيبها لا البرد و لا الحرارة، خالتي باية سيدة أجبرتها قسوة العيش على العمل، لإعالة أبنائها بعد وفاة زوجها، فلم تجد حرفة تناسبها، سوى جمع بعض ما تحتاجه النساء خاصة للطبخ، داخل أكياس و بيعها ، و رغم مرضها الجلي في ملامح وجهها و مظهرها عموما، إلا أنها لم تبق في الفراش، و فضلت الخروج إلى العمل.
هكذا تقضي خالتي باية يومياتها التي تتشابه و باتت روتينية منذ سنوات، فهي لا تغادر الشجرة الكبيرة بالشارع الرئيسي لبلدية الرغاية، و كثيرا ما نجدها تتبادل أطراف الحديث مع أشخاص تعودوا عليها، لأنها تشكل أبرز أساسيات ديكور المنطقة، بجلستها على الأرض، محاطة بما تعرضه من منتجات بسيطة كالبقول الجافة، المناديل الورقية، الخيوط و أشياء أخرى، تؤكد البائعة بأنها باب رزقها الوحيد لتوفير المأكل و المشرب لأبنائها الخمسة ، علما أن بعض المحسنين يجودون عليها بين الحين و الآخر ببعض الأطعمة و الألبسة.
التنظيف الحرفة الأكثر شعبية في أوساط الفقيرات
مهما تنوعت الحرف  في أوساط النساء الفقيرات اللائي أجبرتهن الحاجة على العمل، يبقى التنظيف، سواء كان بالمؤسسات أو البيوت، المهنة  الأكثر شعبية، نظرا لبساطتها و كونها عملا يوميا من أعمال أي سيدة، و يمكن لأي إمرأة أن تقوم به خلافا للحرف و المهن الخاصة، سعيدة واحدة منهن، فزوجها المريض و الفقر المدقع الذي كانت تعاني منه مع أبنائها الأربعة ، جعلها تبحث عن حل. لقد اعتمدت لسنوات على مساعدات المحسنين و خدمة قطعة الأرض الصغيرة التي تملكها لتجني بعض الخضر، و اضطرت في نهاية المطاف للخروج إلى العمل من أجل انتشال أسرتها من الضياع كما تقول.
سعيدة لم تجد مهنة غير التنظيف، فعملت في البداية بمدرسة ابتدائية بمنطقتها ، ثم انتقلت للعمل بمؤسسة عمومية في الفترة الصباحية، و في شركة خاصة مساء، وهو  عمل قضت به 15 عاما،حسن ظروفها المعيشية نسبيا، لكنه جعلها تعاني من أمراض كثيرة في مقدمتها مرض السكري و الروماتيزم، إلا أنها لا تزال تكافح من أجل أبنائها ،كما تقول، خاصة و أن زوجها قد توفي منذ فترة، و زاد حملها ثقلا، إذ باتت مطالبة بأداء دور الأب ماديا و معنويا، و تأمل سعيدة أن تنجح في تحقيق ذلك بعد أن كبر أبناؤها.
الحديث و إن استمر عن قصص السيدات المكافحات لأجل توفير لقمة العيش لأسرهن يطول، في ظل توفر مئات إن لم نقل آلاف العينات، في الريف و في المدينة و في كل شبر من الجزائر، ولا يمكننا القول إلا أنهن سيدات بامتياز، لم يمددن أيديهن للمجتمع، و لم يستسلمن للظروف المزرية، بل حولنها إلى بنزين أو وقود لشحن محركات إرادة لا تسكن بداخلهن، فنجحن في تحقيق معادلة الاستقرار المادي، على الأقل لأسرهن، و  أكدن لنا: "يكفينا فخرا أننا نمتلك شهادة "صنع يدي"، بدلا من الشهادات الجامعية، المهم أن النتيجة واحدة".       
إيمان زياري

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com