السبت 5 أكتوبر 2024 الموافق لـ 1 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub
عبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري: نشاط مكثف للفريق أول شنقريحة بإيطاليا
عبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري: نشاط مكثف للفريق أول شنقريحة بإيطاليا

عبر الفريق الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري بين البلدين، في اليوم الثاني من زيارته...

  • 03 أكتوير
سطيف: مشاريــع سكنيـــــــة ومرافــــق بمـوقع شوف لكــداد المستــرجـع
سطيف: مشاريــع سكنيـــــــة ومرافــــق بمـوقع شوف لكــداد المستــرجـع

سيتم إنجاز مشاريع سكنية ومرافق عمومية وخدماتية، على مستوى العقار المسترجع، بعد الانتهاء من إزالة الحي الفوضوي شوف لكداد، ضمن العملية التي انطلقت أمس بترحيل...

  • 03 أكتوير
 توفير أوعية عقارية لمشاريع»عدل 3» في 16 ولاية:  ترتيبــــات للشــــــروع في تجسيــــد برنامـــــج مليــــونـــــي سكـــــن
توفير أوعية عقارية لمشاريع»عدل 3» في 16 ولاية: ترتيبــــات للشــــــروع في تجسيــــد برنامـــــج مليــــونـــــي سكـــــن

أعلن وزير السكن والعمران والمدينة، طارق بلعريبي، عن توفير أوعية عقارية لإطلاق مشاريع عدل 3 والمشاريع السكنية الأخرى عبر 16 ولاية. حيث أمر الوزير،...

  • 02 أكتوير

تحولت إلى مصدر عيش للسكان المحليين:القناوية..زراعة وشغف يستهوي الكثيرين بقالمة

على امتداد الطريق الوطني 21 الرابط بين قالمة و عنابة، تنتشر حقول صغيرة خضراء مزهرة بين بلديتي نشماية و عين الباردة، فيها رجال و نساء يعملون ساعات طويلة كل يوم لجني المحصول الأخضر، الآخذ في التوسع عبر الأقاليم الملائمة على الشريط الحدودي بين قالمة و عنابة، القريب من الساحل، إنه نبات القناوية الأكلة الشعبية التي تعدت شهرتها الموطن الأصلي و وصلت إلى مختلف ولايات الوطن و حتى إلى أقصى الجنوب الكبير، كما يقول بن نوار حسان المتقاعد من مركب الحجار، الذي عاد لزراعة القناوية قرب نشماية، للهروب من روتين التقاعد الممل و الحصول على مزيد من المال لمواجهة متطلبات الحياة الصعبة بمنطقة فقيرة يهاجر أهلها إلى عنابة باستمرار، للبحث عن مناصب عمل بالمصانع الكبرى و شركات البناء المنتشرة بقوة بالعصمة الصناعية لشرق البلاد.  
النصر زارت حقول القناوية بنشماية شمالي قالمة، و عاشت يوما مع المزارعين و التجار و المستهلكين من عشاق القناوية القادمين من مختلف مناطق الوطن لشراء الحبات الخضراء من موطنها الأصلي، بأسعار أقل بكثير من تلك المتداولة بالأسواق المحلية و الوطنية.  
تحت أشعة شمس حارقة، كان بن نوار حسان وسط حقل صغير قرب نشماية، يسابق الزمن لقطف مزيد من الثمار الخضراء، قبل أن تشتد الحرارة الموسمية و تجبره على المغادرة أو الاحتماء بالمجرى الطبيعي المجاور الذي تغطيه أشجار كثيفة تحجب أشعة الشمس و تنعش المكان.
من السادسة إلى العاشرة صباحا، قطف الرجل نحو 6 كيلوغرامات فقط من القناوية، و لم يعد قادرا على جني المزيد، كان وحيدا، اختار أبناؤه البحر في ذلك اليوم و لم يساعدوه كالعادة لجني أكبر كمية ممكنة لبيعها لتجار الجملة الذين يحتكرون تجارة القناوية بالمنطقة و يتحكمون في أسعارها و توزيعها عبر الأسواق الوطنية.  
"أنا هنا منذ الصباح، لم أجمع سوى 6 كلغ من القناوية، العمل هنا شاق و متعب و يحتاج إلى صبر و مزيد من الوقت، لجمع المحصول حبة بعد حبة و وضعه في صناديق و سلال صغيرة، ثم نقله إلى نقاط البيع بالجملة أين يتم التفاوض على الأسعار المفتوحة و المتغيرة من يوم لآخر، العمل بحقل القناوية ليس كالعمل بباقي الحقول الزراعية الأخرى، هنا عليك التحلي بالصبر و الاستعانة بمزيد من العمال لجمع أكبر كمية ممكنة، كما ترون أنا اليوم وحدي في الحقل، أبنائي رفضوا العمل اليوم، و فضلوا الذهاب إلى البحر و تركوني وحدي في الحقل، جمعت 6 كلغ فقط هذا اليوم،ما يعادل قيمته  1200 دينار تقريبا، رغم التعب أنا سعيد و راض بما حققته، جيل اليوم لم يعد يحب العمل بالزراعة لم يبق إلا الكبار في  الأرض، يزرعون الطماطم و القمح و البطيخ و القناوية التي تعد أحد أشهر الأطباق الشعبية بالمنطقة". 

 
و حسب المتحدث فإن شهرة القناوية آخذة في التزايد بين سنة و أخرى، بعد أن تمرس السكان المحليون في زراعتها و صناعة أطباق متعددة منها، بالإضافة إلى فوائدها الصحية التي اكتشفها المستهلكون كطرد الغازات، تهدئة القولون العصبي، تنقية الصدر من الأدران و زيادة سائل المفاصل لمنع الاحتكاك بين العظام.  
و تعد القناوية من بين المحاصيل الزراعية القليلة التي لا تحتاج إلى المبيدات الكيماوية و المعالجة الدورية ضد الأمراض النباتية، فهي نبتة مقاومة للأمراض و التغيرات المناخية و تحتاج فقط إلى كميات قليلة من مياه السقي في مراحل النمو الأولى.  
و يزرع المحصول بين شهري مارس و أفريل و ينضج بداية من شهر جويلية و تمتد عملية الجني إلى شهر سبتمبر من كل سنة، و يحرس المزارعون على إنتاج البذور بأنفسهم و يتركون مساحات محددة لهذا الغرض، فهم لا يثقون كثيرا في البذور التي تباع بالأسواق و محلات الشتائل و البذور الفلاحية.  
و تغطي حبات القناوية طبقة من الأشواك الدقيقة تصعب مهمة الجني و تجبر أصحاب الحقول على ارتداء قفازات، حتى لا تتضرر أياديهم، و هو تحد آخر يواجه المنتجين، و بالرغم من ذلك فإن أعدادهم آخذة في التصاعد بين موسم و آخر، بعد أن عرفت الأسعار زيادات معتبرة، تغطي التكاليف و تحقق فوائد بسيطة للعائلات الفقيرة التي تعتمد على الأنشطة الزراعية و الرعوية البسيطة للحصول على موارد العيش.  

تجارة رائجة على حواف الطرقات

إلى جانب زراعة القناوية بنشماية و الباردة، تنتشر أيضا تجارتها على طول الطريق الوطني 21 شريان الاقتصاد و الحياة الاجتماعية بالمنطقة، طاولات مصطفة بانتظام على جانبي الطريق و حركة دؤوبة للمواطنين من السكان المحليين و عابري السبيل الذين لا يغادرون المنطقة، حتى يشترون ما لذ و طاب من خيرات الأرض.  
تتوقف السيارات و الشاحنات و الحافلات بنقاط البيع و يتجمع الرجال و النساء حول أكوام الحبات الخضراء، يسألون عن السعر و النوعية و يشترون ما يستطيعون شراءه بأسعار مغرية، تختلف كثيرا عن تلك المتداولة لدى التجار بالأسواق المحلية، أين وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 400 دينار، في حين لا يتجاوز 200 دينار بالحقل و طاولة البيع على الوطني 21.


قرارة بلقاسم رجل مسن يمارس تجارة الطاولات على الطريق الوطني 21 قرب نشماية، و يكاد يكون متخصصا في بيع القناوية كل صيف، إلى جانب فواكه و خضر موسمية أخرى، كالتين الشوكي و الطماطم و البطيخ و الذرة و التين و غيرها من الفواكه الأخرى الواسعة الانتشار بالمنقطة.
و يعد العابرون للطريق الوطني 21 ،من أهم زبائن تجار القناوية بقالمة، يتوقفون بنقاط البيع المنتشرة بكثرة و يتجمعون حول طاولات صغيرة تعرض المنتوج القادم من الحقول منذ ساعات قليلة، "منتوج جديد بسعر أقل و نوعية مغرية"، خاصة للنساء اللائي يعرفن كيف يطبخ طبق القناوية و يعرفن أيضا فوائدها و نوعيتها الجيدة و الرديئة، كما تقول حاجة نشطة نزلت من سيارة أجرة قادمة من عنابة، على ما يبدو، تقدمت إلى طاولة لبيع القناوية و خاضت مفاوضات شاقة مع تاجر صغير، سألته عن السعر و مصدر المنتوج و نوعيته و عاينت الحبات الخضراء بدقة، قبل أن تطلب كمية تكفي لإعداد طبق شهي لعائلة كبيرة.   
يقول تاجر القناوية المعروف بنشماية قرارة بلقاسم ، بأنه يبع لزبائن معروفين لديه من قسنطينة و عنابة و حتى من العاصمة، يشترون كميات من القناوية لإعداد أطباق شهية.  
و يطالب تجار القناوية العاملين على الطرقات الرئيسية بقالمة، بتخفيف إجراءات الرقابة و السماح لهم بالنشاط الموسمي للعيش و مواجهة متطلبات الحياة، مؤكدين للنصر، بأنهم يتعرضون للمطاردة بين حين و آخر، و المستفيد، كما يقولون، هم تجار الأسواق الكبرى الذين يرفعون الأسعار و يستنزفون جيوب المواطنين بأسعار مرتفعة، في حين يحصل المزارع و تاجر  الطاولة على ربح قليل من أجل إسعاد الزبائن، و تطوير زراعة القناوية التي بلغت مساحتها هذه السنة نحو 60 هكتارا، حسب مصادر من مديرية الفلاحة، التي تعتزم إطلاق برنامج لتطوير زراعة  هذا المنتج بقالمة و تنظيم المزارعين و حثهم على التكتل لبناء شعبة زراعية جديدة ، قد يكون لها شأن كبير في المستقبل. 

روبورتاج / فريد غريبة

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com