أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
طمأن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على لسان وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، الرأي العام الوطني الذي اختلطت عليه الأمور بعض الشيء عقب ترويج بعض وسائل الإعلام لتأويلات مغرضة حول تصريحات مبهمة تكون أدلت بها وزيرة التربية الوطنية منذ أشهر حول المدارس القرآنية.
رئيس الجمهورية أمر بتسهيل بناء المدارس القرآنية و تيسير فتحها في وجه الناشئة، وفق برنامج محكم تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، باعتبارها الهيئة الإدارية المختصة قانونا في متابعة هذه المؤسسة التعليمية و التربوية العتيدة .
و هذا ليس غريبا عن الرجل الذي أمر ببناء مسجد الجامع الأعظم الذي هو ثالث أكبر فضاء للصلاة بعد الحرمين الشريفين، و يشكل أحد معالم المرجعية الدينية الجزائرية، أن يكون في وئام مع قناعاته الراسخة لخدمة الدين و الوطن، و يبعث برسالة طمأنينة و سكينة للجمعيات و الهيئات و الأولياء الذين توجّسوا خيفة من كلام جرائد يتحدث عن نوايا مبيّتة للتراجع عن المدارس القرآنية و دورها في حياة المجتمع الجزائري المسلم بفطرته.
الرئيس الذي يرعى كل رمضان مسابقة وطنية لتحفيظ القرآن الكريم ، دعا ضمنيا ليس للحفاظ على المدارس القرآنية و على دورها التعليمي
و التربوي فقط، و إنما لتكثيف بنائها إلى جانب المساجد التي يرفع قواعدها الجزائريون تطوعا من خلال التبرعات الأسبوعية للمصلين و فتحها أمام البنين و البنات كما كانت تفعل جمعية العلماء المسلمين في النصف الأول من القرن العشرين.
هذا التوضيح جاء لرفع اللّبس الذي خلقته تصريحات سابقة، و يضع حدّا للجدل الذي أثاره البعض حول إمكانية وضع المدارس القرآنية تحت وصاية وزارة التربية الوطنية، و من ثمّة إمكانية إخضاعها للإصلاحات العميقة التي تقودها الوزيرة نورية بن غبريط في قطاع التربية الوطنية للعام الثالث على التوالي، و التي لم تسلم من انتقادات الخبراء و غير الخبراء.
و الحقيقة أن المدارس القرآنية عبر تاريخها الطويل لم تشكل يوما تعليما أو تدريسا موازيا أو بديلا لما تقدّمه المنظومة التربوية العصرية من علوم و معارف يكتسبها التلميذ طوال عشرين سنة، بل كانت دوما و منذ العهد الاستعماري تشكل رافدا و مكملا يساهم في تكوين شخصية متوازنة للتلميذ المتشبع بأصالته و دينه و لغته و المتفتح على اللغات الأجنبية و ثقافات الأمم المتحضرة.
و ما زال الكثير من المتعلّمين القدامى يتذكرون ذلك الجيل الذهبي من التلاميذ الذي تخرّج و تحوّل إلى مفخرة في الجزائر المستقلة، بفضل المزاوجة بين التعليم الديني القاعدي الذي يتحصل عليه صباحا في المدارس القرآنية و الزوايا، و في المساء يتوجه إلى المدارس الرسمية التي تعلم الرياضيات و المنطق و الفيزياء و الكيمياء و العلوم الطبيعية و اللغات الأجنبية و الموسيقى و الرسم و الرياضة.
و على الرغم من أن التلاميذ الذين يستفيدون مبكرا من التعليم القرآني في المدارس التحضيرية و الزوايا، يتمتعون باستعدادات أكبر من زملائهم الذين لم يمروا على نفس التجربة حسب الملاحظات التي يعاينها بسهولة المعلمون، إلا أن ذلك لا يجب أن يشكل أبدا مصدر قلق أو خوف من حدوث تفاوت بين تلاميذ القسم الواحد و هذا شيء طبيعي للغاية، و لا أيضا أن يكون مبررا لبعض المتعصبين الذين يرجعون جذور الإرهاب و التطرف في الدين و الغلو فيه إلى المدارس و الكتاتيب التي تنشط بطريقة بعيدة عن أعين السلطات و يعطون مثلا على ذلك بما يحدث في دول أفغانستان و باكستان و اليمن.
و الواقع أن المدارس القرآنية و الزوايا عندنا كانت دوما منارة للحفاظ على الشخصية الوطنية الجزائرية التي أراد الاستعمار الفرنسي طمسها
و فرنستها دون جدوى، بل على العكس أن محاولات الطمس و التحريف لم تزد الجزائريين إلا تشبثا
و تمسكا بهويتهم الوطنية في تعلّم القرآن و تعليمه للأجيال الصاعدة ضمن منظومة تعليمية عصرية و متكاملة.
النصر