أعلن وزير الصحة، عبد الحق سايحي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن إنشاء خلية يقظة تتولى تسيير أرضية رقمية تابعة للصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل تفادي...
التقت مداخلات نواب المجلس الشعبي الوطني، أمس الثلاثاء، في اليوم الثاني لمناقشة مشروع قانون المالية 2025 عند الدعوة إلى استغلال رصد الأغلفة المالية...
اتهم وزير التجارة وترقية الصادرات، أمس، الثلاثاء من قسنطينة، شبكات و»مافيا» بمقاومة قرارات الدولة و السعي إلى عرقلة الإنتاج المحلي وضرب السوق...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وفدا مشتركا عن المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط ولجنة...
تفتقر الكثير من الأحزاب إلى "الثقافة الجوارية" التي تثبت اهتمامها بالحياة اليومية للمواطنين، لذلك تُسرف في مناقشة المسائل السياسية والاقتصادية العامة، فتتحدّث عن الرئاسيات في معرض دعايتها للمحليات، وتهتم بأسعار النفط، عوض أن تقترح مشاريع محليّة مُنتجة للثروة و توفر مناصب شغلٍ، وتنشغل بعموميات عِوض أن تقدّم مقترحات ملموسة لحلّ مشاكل النظافة، وحماية البيئة التي تتعرّض للتدمير اليوميّ وسط تجاهلٍ يحيل إلى غياب الاهتمام بالبيئة في الوسط السياسي، في وقت تحوّلت فيه إلى انشغال عالمي، لأنها مرتبطة بمستقبل الإنسان نفسه وليست مجرّد جمل تُنسخ وتُلصق في برنامجٍ حزبي وتُنسى.
و يتضح في كلّ "اختبار" ميداني لنخبنا السياسية، أن الحاجة أصبحت ماسّة لتجديد الأدوات وتجديد الخطاب، لأن السياسي الناجح لم يعد ذاك الذي يلقّن الناس المعلومات، ويحسّسهم بأهميّة الأشياء، ويتعامل معهم كتلاميذ أو مريدين يحرّكون الرؤوس بالإيجاب في التجمعات الشعبية أو يصفّقون، بل ذلك الذي يحترم ذكاء المواطنين ويطرحُ الأفكار الجديدة، ويُثبت أنه على اطلاع على الشأن العام و يمتلك القدرة على مواجهة المشكلات الجديدة التي يفرزها التغيّر السّريع لنمط الحياة، و صاحب تفكير موضوعي وتعاطٍ نزيه مع محيطه.
ما يحتاجه المواطن هو حسن التسيير للشأن العام وقد يتلخّص ذلك في أشياء بسيطة: تنظيف المحيط، حلّ مشاكل المرور والركن، توفير الخدمات العمومية التي يقتضيها العيش في تجمعات سكانية وتحديثها حتى تكون ملائمة لعصرنا، والأمر لا يتطلّب معجزات، بل حسن التدبير لا غير، ويكفي الاطلاع على تجارب أمم تفوقنا في عدد السكان ونتفوّق عليها في الإمكانيات كيف تصدّت لمشكلات تبدو لنا مستعصية.و لأن لكلّ منطقة مشاكلها فإن النخب السياسية مطالبة بتقديم اقتراحات للحد من معاناة المواطنين مع أبسط الخدمات وتحسين إطار العيش.
أما أن يذكّر الخطباء المواطنين في كلّ مرّة بأن الخطر يحيط بهم من كلّ جانب، أو أن الله خلق السياسيين لحمايتهم وتنبيههم، في حملة للانتخابات المحلية، فإن ذلك يبدو غير مناسب ، بل و ينطوي على نوع من التعاسة، فالمواطنين يشاهدون التلفزيون أيضا ويطلعون على الأخبار التي تتدفّق في هواتفهم، وبالتالي فإنهم على دراية بالشؤون الجيوسياسية، و لن يتأخروا في القيام بالواجب متى دعت الضرورة إلى ذلك. وإقحامهم في العملية السياسية يستدعي التمكن من أدوات إقناع يمكن اكتشافها بالنهوض باكرا، أي قبل الاستحقاق، من خلال دراسات واستطلاعات يجب أن تستند إليها التشكيلات السياسية.
تحتاج كثير من النخب السياسية إلى النزول إلى الحياة، والخروج من التنظير لمفاهيم الدولة والمجتمع، لأننا لسنا بصدد تأسيس دولة عند كلّ موعد انتخابي، ولأنها ليست مطالبة بالجواب عن كلّ قضايا الكون عند كل حملة.وتحتاج ذات النخب إلى التعلّم من الممارسات السابقة، حتى وإن كان عمر التجربة التعدّدية الجزائرية قصير، لتجد شفرات التواصل مع المواطنين، لأن للعزوف أسباب ومعالجته لا تتم بالدعوات إلى المشاركة بقوة، بل بإقناعهم بأنهم طرف أساسي في العمليّة، وأن ممارسة السياسي للسياسة لا تتم على حسابهم بل لأجلهم.
النصر