أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تمكن باحثو مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة من إنجاز أول تصنيف وراثي لأنواع الزيتون الموجودة على المستوى الوطني، حيث يُجسّد لأول مرة في الجزائر، فيما تأتي الدراسة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة في إطار برنامج مجسد بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، كما أنها ستبلور في نشر النسخة الثانية الجديدة من الدليل الوطني لأصناف الزيتون، بعد 17 سنة من إصدار الأولى.
تغطية: سامي حباطي
وعرض، أمس، فريق البحث المكلف بإنجاز التوصيف الجزيئي لأنواع الزيتون في الجزائر نتائج الدراسة التي قام بها وشملت 95 عينة، حيث تأتي في إطار برنامج تنمية قطاع الفلاحة في الجزائر “باسا” الممول من طرف الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع وزارة الفلاحية والتنمية الريفية، بالتنسيق مع المعهد الوطني للأبحاث الزراعية في الجزائر والوكالة الفرنسية للتعاون التقني الدولي “اكسبرتيس فرانس” والمعهد التقني لزراعة الأشجار والفواكه والكروم ومركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة “سياربيتي”. وتبلغ قيمة برنامج الزيتون في منطقة الصومام 5.5 مليون أورو، أي أكثر من 8 ملايير سنتيم، بينما تصل القيمة الإجمالية للبرنامج إلى أكثر من 16 مليون أورو، فضلا عن أنه موزع على عدة نشاطات.
واستغرقت عملية التوصيف على مستوى مخبر علم الأحياء الجزيئي بمركز البحث في البيوتكنولوجيا 3 أشهر، حيث سمحت بإظهار التركيبة الوراثية لكل نوع من الزيتون، فيما قدمت مسؤولة البحث بالفريق، الدكتورة ريمة هند بودشيشة، النتائج التي تم التوصل إليها من خلال التحليل الذي اعتمد على معالجة 10 مؤشرات جزيئية، وبينت أن منطقة سيدي عيش تعتبر الأكثر تنوعا في أصناف الزيتون بحسب العينات المدروسة، كما أن عينات منطقتي سيدي عيش وسطيف تعتبران الأقرب من حيث الرابط التطوري، في حين تعتبر أنواع منطقة تبسة والغرب الأبعد من حيث الرابط المذكور.
وقسمت الدراسة 95 عينة إلى أربع مجموعات من حيث التشابه في الوصف الجزيئي، حيث كشفت عن حالتي ترادف بين نوعين من بجاية واثنين من خنشلة بتسميات مختلفة، ما مكن من التوصل إلى تصنيف 93 نمطا وراثيا بمواصفات جينية متفردة، كما تحدثت عن إمكانية وجود حالات تضاد لأنواع مختلفة تحمل نفس التسميات.
وخلصت الدراسة إلى أن التحليل الجزيئي للعينات المذكورة يكشف عن وجود تنوع وراثي كبير وأكدت أن مجموعة أنواع الزيتون لمنطقة سيدي عيش يمكن أن تعتبر مرجعية بفضل ثرائها الوراثي، لكن ذلك يتطلب دعمها بالوصف المورفولوجي وتوصيف الزيوت المستخرجة منها.
وركز المتدخلون في النقاش الذي أعقب العرض على ضرورة ربط الخصائص الوراثية التي أبرزتها الدراسة بالخصائص الفيزيائية للثمار والطبيعة الكيميائية للزيت، كما اقترح منسق فريق البحث، الدكتور بوعلام حرفي، أن تدرج معطيات أخرى ضمن النسخة الثانية من الدليل على غرار المعلومات الموجهة لفئات مختلفة، بينما تحدثت عضو الفريق، الدكتورة سناء عبد الصمد، عن الدراسة السابقة التي أنجزت في المركز حول هذا الأمر، فيما نبهت الدراسة في التوصيات إلى ضرورة منح تسميات دقيقة لكل عينة مع وجوب رفع عدد العينات المدروسة وتوسيع مادة البحث بإدراج أخرى من غرب البلاد وجنوبها.
* مدير المعهد التقني لزراعة الأشجار والفواكه والكروم
إصدار النسخة الثانية الموسعة من دليل أنواع الزيتون قريبا
وأفاد المدير العام للمعهد التقني لزراعة الأشجار والفواكه والكروم، خالد ربيحة، في تصريح للنصر، أن الهيئة التي يمثلها تعمل كشريك مع خبراء هيئة “اكسبرتيس فرانس” المكلفة بتنفيذ برنامج دعم تنمية قطاع الفلاحة في الجزائر “باسا”، الذي انطلق منذ 2016 وبلغ مرحلته النهائية حاليا، حيث أشار إلى أن المشروع متمركز في منطقة الصومام عبر ولايات البويرة وتيزي وزو وبجاية لكونها من المناطق التي لها تقاليد في إنتاج زيت الزيتون، كما أشار إلى أن المعهد يعنى بتطوير عدة أنواع من الأشجار المثمرة منذ حوالي 50 سنة، من بينها الأشجار المقاومة للجفاف.
وشرح محدثنا أن الدراسة الخاصة بالتوصيف الجزيئي لأنواع الزيتون في الجزائر ذات أهمية كبيرة ضمن خريطة زراعة الأشجار المثمرة، حيث يشغل الزيتون حوالي 440 ألف هكتار من أصل أكثر من مليون هكتار من المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة، كما يستهدف التوصيف تعريف الموروث الجيني الوطني في هذا المجال وتحديده.
وأضاف المتحدث أن المعهد اشتغل على الزيتون ضمن عدة مراحل، على غرار الأعمال المنجزة في إطار التوأمة مع المجلس الدولي للزيتون الموجود في إسبانيا، حيث قام ضمن هذا الإطار بتوصيف جميع الأصناف الموجودة على المستوى الوطني مع بداية سنوات 2000 بطريقة علمية دقيقة، مؤكدا أن العملية أحصت حينها 71 صنفا، من بينها 36 صنفا تم تسجيلها واعتمادها من قبل المركز الوطني لتصديق البذور والشتائل.
ويشمل التوصيف الجانب المورفولوجي والأشجار والبراعم والأوراق والزيت المنتج منها، لكن محدثنا نبه أن تعريف الصنف بشكل كامل يتطلب تعميق المعارف من خلال التوصيف الجزيئي وتعريف الأنواع، فالمناطق المختلفة من ربوع الوطن قد تضم نفس الأصناف التي تحمل تسميات مزدوجة، وهو ما يعرف بحالات الترادف. ولفت المصدر نفسه إلى أن المعهد أصدر أول دليل في عام 2006، بينما سيتم هذه المرة إصدار النسخة الثانية التي تصل إلى 59 صنفا معروفا وقابلا للإنتاج والتداول في السوق.
ونبه مدير المعهد أن طرح أنواع الزيتون للاستغلال الفلاحي لن يشمل جميع الأصناف المدروسة، حيث أوضح أن العملية تخضع لقوانين وأجهزة رقابة للمصادقة على الشتلات التي يمكن استغلالها، مبرزا أنها تُعتمد من خلال المركز الوطني للتصديق على الشتلات، كما يشرف المعهد على أكثر من 84 مشتلة معتمدة عبر الوطن. ويحوز 14 صنفا متداولا في الوقت الحالي على قيمة تجارية ثابتة في السوق، على غرار أصناف سيقواز وشملال وأزراج، بحسب محدثنا، فيما سيتم مستقبلا استخراج الرموز الوراثية من الأصناف المدروسة بالتنسيق مع مركز البحث في البيوتكنولوجيا، الذي اعتبر أنه يضم كفاءات وطنية عالية مكنت من القيام بعملية التوصيف داخل الوطن بمعايير عالمية.
الدراسات الوراثية ستشمل أشجارا مثمرة أخرى
وينشط المعهد في هذا المجال مع مركز “سياربيتي” في إطار اتفاقية توأمة مثلما أكده لنا المتحدث، حيث أوضح أن الدراسات ستشمل ثمارا أخرى على غرار المشمش والكرز والتفاح حتى يصبح في وسع الباحثين الجزائريين معرفة الأصناف الوطنية والأجنبية بصفة دقيقة من خلال التوصيف الجزيئي، خصوصا في ظل التغيرات المناخية وحالات الجفاف واضطرابات تساقط الأمطار وارتفاع الحرارة خلال فصل الشتاء، مثلما أكده المسؤول.
ويرتقب أن يُبحث مخطط وطني جديد لتنمية زراعة الزيتون في المستقبل القريب، مثلما أكده مدير معهد “إيتاف”، حيث أوضح أن الإدراج لا يستوجب بالضرورة أن يشمل جميع الأصناف، وإنما يمكن أن يمس الأكثر إنتاجية والأكثر ملاءمة للمناطق المختلفة، فيما ضرب المثال بالصنف المسمى “فركاني” المنتمي لواحة فركان في تبسة وتصل مردوديته إلى 36 لترا من الزيت في القنطار، لكنه لن يعطي نفس المردودية في حال زراعته في منطقة متيجة، كما شرح أن شجرة الزيتون تتلاءم مع البرودة أكثر، على عكس ما يروج حولها من أنها تطلب الحرارة، إلا أنه لفت إلى أنها مقاومة للحرارة المرتفعة. وأشار المصدر نفسه إلى أن عملية التوصيف الجزيئي ليست دراسة بحثية محضة، وإنما تقوم على التثمين الميداني أيضا باستغلال أكثر الأصناف إنتاجية لفائدة الفلاحين.
وتشمل الدراسة جميع الأصناف الموجودة في الجزائر، حيث أوضح مدير المعهد أن بعض المناطق تتمتع بثراء كبير من حيث الأنواع المتداولة، على غرار سيدي عيش التي يزرع فيها 159 نوعا من الزيتون، من بينها أنواع أجنبية. وستحدد الدراسة أيضا وجود أصناف أجنبية متداولة من عدمه فضلا عن توافقها مع التسميات التي تحملها، في حين أشار إلى أنها ما تزال في بدايتها ولم تبلغ بعد مرحلة توسيع النتائج لتشمل معطيات أكثر عمقا، مثل عمر الأصناف الموجودة، رغم أن محدثنا نبه بأن الزيتون يعود إلى أكثر من 12 ألف سنة في الجزائر.
* مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة
الدراسة تعتبر مساهمة فعالة لوضع البنك الوطني للجينات
من جهته، ذكر مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، البروفيسور عمار عزيون، للنصر، أن مساهمة المركز في المشروع تقنية، حيث تتمثل في التصنيف الجزيئي للعينات المذكورة من أنواع الزيتون، مؤكدا أن الدراسة تجرى في الجزائر لأول مرة بفضل التجهيزات والكفاءات المتوفرة في المركز، فضلا عن أنها تتيح الحفاظ على التنوع الوراثي الوطني، بعدما كان التصنيف يتم من قبل في الخارج. ونبه محدثنا أن الموارد الوراثية الوطنية يجب أن تحمى وتصنف محليا، في حين نبه أن المركز رافق معهد “إيتاف” من خلال التكفل بالعملية على مستوى مخبر “سياربيتي” الموجود في المقاطعة الإدارية علي منجلي بولاية قسنطينة.
وأضاف المسؤول أن المشروع يملك صدى كبيرا على المستوى الوطني، حيث يرافق المركز وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في جميع مشاريعها، فضلا عن أن هذه الدراسات تسمح للمركز بأن يؤدي دورا فعالا في وضع بنك الجينات في الجزائر. ونبه المسؤول أن نتائج الدراسة الخاصة بالدليل الجديد ستثمن في أعمال بحثية أكاديمية من خلال منشورات علمية من أجل إبراز الكفاءة الوطنية وقدرة المركز على إعدادها، فضلا عن مرافقة وزارة الفلاحة من أجل تخصيص الأنواع بحسب كل منطقة، خصوصا أن فريق بحث من المركز سبق له أن نفذ مشروعا ذا صدى اقتصادي واجتماعي حول التشخيص الفيزيائي والكيميائي لزيت الزيتون.
وسيعمل مركز البحث في البيوتكنولوجيا على ربط البحث الخاص بالمواصفات الفيزيائية والكيميائية لزيت الزيتون مع الدراسة الخاصة بالتوصيف الجزيئي، وذلك من أجل إبراز مواصفات جودة المنتج الذي يفرزه كل نوع، مثلما شرحه لنا البروفيسور عزيون، منبها أن هذه العملية ستعرّف نوعية الإنتاج بحسب كل منطقة. ونبه المصدر نفسه أن المركز يعمل بالتنسيق مع معهد “إيتاف” على عدة مشاريع أخرى حول الأشجار المثمرة، فضلا عن أن الهيئتين عملتا من قبل بشكل مشترك حول أشجار التين.
* أوليفيي ريفز رئيس مشروع قطب الصومام من “اسكبرتيس فرانس”
الجزائر متميزة بثرائها في أنواع الزيتون بالمنطقة المتوسطية
أما رئيس مشروع قطب الصومام التابع للوكالة الفرنسية للتعاون التقني الدولي، أوليفيي ريفز، فقد أكد لنا أن مجموعة النشاطات الجارية ضمن برنامج تنمية قطاع الفلاحة في الجزائر “باسا” ستكون ذات أثر إيجابي على الإنتاج، حيث تركز على الممارسات الفعالة في بساتين الزيتون والمطاحن، ما ينعكس على حجم الإنتاج وجودته، معتبرا أن شعبة الزيتون ثابتة من حيث الأصناف، فهي تحصي 71 صنفا جزائريا تتمتع بالعديد من الخصائص، على غرار مقاومة الجفاف وصفاتها الغذائية المهمة.
ونبه المصدر نفسه أن الدليل الجديد الخاص بأصناف الزيتون سينشر خلال الخريف الجاري، حيث أكد أنه ثري جدا، ليضيف أن هذا الثراء غير مسبوق بالنسبة إليه من حيث جودة الإنتاج في المنطقة المتوسطة. وأبرز محدثنا أن المشروع سخر 60 خبيرا موزعين على 8 ولايات رائدة في إنتاج زيت الزيتون، حيث يعملون على مساعدة الفلاحين والمنتجين على تحسين ممارستهم، فيما يقدر الخبراء بحسب محدثنا أن أثر المشروع سيسمح برفع حجم الإنتاج بنسبة 30 بالمئة خلال خمس سنوات.
وتحدث رئيس المشروع عن حالات تكيف لبعض الأنواع، موضحا أن الأصناف الموجودة في الجزائر ثرية بما يكفي لإنتاج الزيتون الموجه للحفظ على غرار نوع “السيغواز” أو زيتون المائدة أو لإنتاج الزيت، كما أوضح أن زراعة عدة أصناف من أشجار الزيتون في بستان واحد تتيح رفع كمية المحصول وتضمن جودة أكبر.