أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
صحافية تكتب الرواية الوثائقية و تدعو الغرب للتدخل في بلادها
قالت سفيتلانا أليكسيفيتش الكاتبة البيلاروسية، الفائزة بجائزة نوبل هذا العام في حوار أجرى معها منذ عدة سنوات عن أعمالها: «كنت أبحث عن جنس أدبى يسمح لى بمقاربة رؤيتى للحياة بأفضل ما يمكن. فاخترت أن أكتب أصوات الناس واعترافاتهم». وذكرت اللجنة الدائمة لجائزة نوبل فى المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة، أنها اختارتها «لكتاباتها متعددة التناول عن المعاناة والشجاعة في عصرنا».
فهي ليست روائية بالمعنى التقليدي، بل صحافيّة تحقيقات بلاروسية. ولدت عام 1948 في أوكرانيا لوالد عسكرى وأم أوكرانية، وسرعان ما عادت مع والديها إلى بلاروسيا بعد انتهاء الخدمة العسكرية. يعد كتابها «أصوات من تشيرنوبل: التاريخ المحكى لكارثة نوويّة عام 1997، أشهر كتبها، والذي نالت عنه جائزة نوبل للآداب، ضمّنت فيه شهادات لأكثر من مائة ممّن شهدوا حادثة انفجار مفاعل نووى فى منطقة تشيرنوبل شمالى العاصمة الأوكرانية كييف (1986)، وعن وقائع ما بعد الصدمة. والجدير بالذكر أن سفيتلانا أليكسيفيتش لا يوجد أى كتاب لها مترجم إلى اللغة العربية.
أثار تتويج سفيتلانا أليكسيفيتش بجائزة نوبل موجة من التعليقات، و الصخب لدى من يرون أن نوبل الآداب هذه السنة صارت سياسية بوضوح لأنها كرمت منشقة عن نظام الرئيس لوكاشينكو في بيلاروسيا، و بين من يرون أن غيرها كان أجدر بالفوز لكن عودة روسيا إلى الساحة الدولية كلاعب كبير أعاد لدى لجنة نوبل ردود الفعل الماضية أيام الحرب الباردة. قبل يومين فقط و بعد فوزها بالجائزة عقدت سفيتلانا مؤتمرا صحفيا في العاصمة البيلاروسية و دعت أوروبا إلى الضغط على النظام الحالي للرئيس لوكاشينكو عشية تنظيم انتخابات في البلاد، و طالبت بتدخل غربي في بلادها حليفة موسكو لإنقاذ الديمقراطية، لكن نتائج الانتخابات أعطت مرة أخرى الفوز للحزب الحاكم.
و قال منتقدون لفوزها أن لجنة نوبل تمنح الجائزة إلى الروس في أحيان كثيرة لاعتبارات سياسية فقد منحتها إلى بونين بسبب مواقفه من السلطة السوفيتية وكذلك كان الحال بالنسبة إلى باسترناك و سولجينتسين.
ويعتقد الكثير من النقاد في روسيا أن الجائزة منحت هذه المرة ليس إلى أفضل كاتب ولا يعتبر ما كتبته ألكيسيفيتش من روائع الأدب العالمي ذي القيمة الانسانية. وقد سبقها في هذا المضمار العديد من الكتاب السوفييت. فهي كاتبة اعلامية وصحفية بالدرجة الأولى وميزتها أنها تعارض سياسة الرئيس البيلوروسي الحالي ألكسندر لوكاشينكو ، ولهذا غادرت بلادها في عام 2000 للاإقامة في ألمانيا وفرنسا وايطاليا.
وقد منحت الجائزة إلى أربعة كتاب روس هم إيفان بونين (1933) وبوريس باسترناك (1958) وميخائيل شولوخوف (1965) وألكسندر سولجينتسين (1970) .
ولدت سفيتلانا أليكسيفتش في عام 1948 في مدينة ايفانو- فرانكوفسك الأوكرانية من أب بيلوروسي وأم اوكرانية. ثم تخرجت في عام 1972 من كلية الصحافة في الجامعة البيلوروسية الحكومية في العاصمة مينسك وعملت في مجال الصحافة في الأقاليم وفي العاصمة.
وعندما كتبت أول أعمالها الادبية « الحرب بلا وجه نسائي» في عام 1983 عارضت السلطات السوفيتية نشرها طيلة عامين واتهمها النقاد بنشر»الروح الاستسلامية وبالنزعة الطبيعية وتشويه الصورة البطولية للمرأة السوفيتية» في فترة الحرب العالمية الثانية.ثم نشرت الرواية ذات الطابع الوثائقي في عام 1985 في فترة «البيريتسرويسكا « في عهد ميخائيل غورباتشوف.
وقد حصلت الكاتبة على عشرات الجوائز الأدبية في الغرب. ففي عام 2006 حصلت على الجائزة الوطنية لنقاد الأدب في الولايات المتحدة . وفي عام 2014 منحت الوسام الفرنسي للفن والأدب. أما في وطنها فقد حصلت من قبل على جائزة ألكمسمول السوفيتي، وكانت عضوا في اتحاد الكتاب السوفيت.
وذكرت أليكسيفتش في مقابلة صحفية في عام 2007 «إن نهجي الإبداعي يقوم على أساس وجود هواجس لدى كل إنسان لم يستطع تحقيقها قبل غيره. وإذا ما جمعت كلها معاً نحصل على رواية من الأصوات، رواية الزمن. والشخص الواحد لا يستطيع إنجاز ذلك وحده « ثم قالت» وقد بحثت طويلا عن نهجي الإبداعي الذي يتجاوب مع رؤيتي للعالم» وواصلت « إنني أرى كتبي وأصغي إليها في الشوارع. وراء النافذة. ويتحدث فيها الأشخاص الواقعيون عن الأحداث الرئيسية لزمانهم – الحرب ، انهيار الإمبراطورية الاشتراكية و تشيرنوبل، وكلها تتجمع في كلمة واحدة هي تاريخ البلاد، التاريخ العام، القديم والحديث. ولكل فرد تاريخ، مصير إنسان صغير».
وحسب قول الكاتبة فان «الفن يمكن أن يكذب، لكن الوثيقة لا تخدع أحدا ولو أن الوثيقة تجسد إرادة ما ونزوة أحد ما. لكنني أستجمع العالم في كتبي من آلاف الأصوات ومقاطع من حياتنا اليومية ومعيشتنا. وأنا أؤلف كل كتاب خلال أربع أو سبع سنوات، وألتقي الناس وأتحدث معهم وأصف ما بين 500 و700 شخص. إن أسفاري تشمل عشرات الأجيال».
وتعتبر أليكسيفيتش من خيرة مريدي الكاتب البلوروسي أليس أداموفيتش الذي كان يعتقد أن الكتابة عن مآسي القرن العشرين بلغة النثر الأدبي تعتبر إهانة لمشاعر الناس. وبرأيه أنه حيثما تقع الكوارث والحروب والمآسي الفردية لا مجال للكلمة الأدبية. ولهذا يوجد مجال آخر هو الوثائق التي تعكس الحقائق. و يبدو أن ما أثار اهتمام لجنة نوبل في إبداع أليكسيفتش لدى منحها الجائزة هو القيمة الاجتماعية الوثائقية للنص الأدبي والجدة في استخدام الوسائل الأدبية.
ع.ش
أجرت مجلة لونوفال أوبسرفاتور الفرنسية عام 2013 حوارا مع الكاتبة سفيتلانا أليكسييفيتش الفائزة بجائزة نوبل للآداب، بمناسبة حصولها على جائزة ميديتشي الأدبية الفرنسية عن كتابها «نهاية الرجل الأحمر»، و سألتها عن معنى تأريخها للحقبة السوفياتية من خلال حوارات مع آلاف الأشخاص، هل هو توثيق لحقبة و حضارة آيلة للزوال فأجابت.
أجرى الحوار فانسون جوفار * ترجمة عمر شابي
إنه عالم قائم بذاته، لديه تعريفاته الخاصة للخير و الشر، عالم كل ما فيه مختلف عن الغرب. اجعل رجلين عمرهما 60 سنة يتحدثان أحدهما سوفياتي سابق و الآخر غربي، فسيلاحظان أنه من أول يوم في حياتهما ستكون أشياء قليلة مشتركة بينهما، كما لو أنهما عاشا في كوكبين مختلفين، غذاؤهما و مواضيع حديثهما، الافلام و الكتب التي أثرت فيهما، عطلهما، سكنهما، أبطالهما و نظرتهما لحياتهما المهنية و علاقاتهما الإنسانية، كل شيء مختلف. في المدرسة لم يتلقيا نفس الدروس. و في الواقع في أحسن الأحوال و أسوئها لقد نجح الشيوعيون في خلق إنسان خاص، «هوموسوفييتيكوس» بثقافة و اخلاق و عادات مختلفة للغاية عن الغربيين، إذا نسينا هذا فلا يمكن أن نفهم شيئا في روسيا الحالية.
أنت ذاتك ترعرعت في الإتحاد السوفييتي؟
نعم و أذكر ذلك، مثلا من المدرسة الإبتدائية و حتى الكلية الجامعية، تعلمت أن أهم شيء في الحياة هو الموت في سبيل الوطن و الدولة. و مثل الكثيرين من رفاقي كنت أحلم بتحقيق منجزات في سبيل المجموعة، بالمشاركة في تشييد خط السكة الحديدية العابر لسيبيريا، حتى الشرق الأقصى، تعلمت أيضا أننا محاطين بالأعداء يهددون باستمرار بغزونا، و ان كل الشعوب الأخرى تحسدنا.
هل كان الناس يصدقون ذلك؟
كثيرون نعم، كان عالما بفعل الدعاية و التهديد بالزج في الغولاغ لا يستطيع الناس فيه التفكير من تلقاء أنفسهم أو يخافون أن يفعلوا ذلك، في نهاية السبعينات ذهبت مع فريق من الكتاب السوفييت إلى ألمانيا الديمقراطية، و قدم لنا مضيفونا عن الوصول غلى برلين الشرقية مرطبات لتلطيف الحرارة، و استدار كل الفريق نحو مرافقنا، كان ضابطا في الكاجي بي (جهاز المخابرات السوفييتي الشهير) لمعرفة كيف نرد على المضيفين، و حرك الضابط رأسه و قال الجميع «نعم»، بتاي ذوق سألنا الألمان «موز» أجاب ضابط الكاجي بي، و بعدها قال كل الكتاب أنهم يريدون الموز.
هكذا كانت الحضارة السوفييتية، مزيجا من السجن و روضة الأطفال، كان عالما مثيرا فيه تسلط قمعي، و فيه أيضا يعيش كل الناس تقريبا بنفس الطريقة، و الحديث فيه عن المال من قلة الأدب. عالم فقير، عنيف و لكن يمكن الحديث فيه طيلة ساعات عن الأدب، عالم انهار في سنوات التسعينات بين عشية و ضحاها.
و الكثير لا يزالون يحنون إليه اليوم؟
نعم، يوجد حنين قوي للمرحلة السوفييتية، حتى لدى الشباب الذين يقرأون من جديد ماركس و يتحدثون عن الثورة. لهذا من المهم جدا أن نحدثهم عن الماضي، عن حماسة الثوار الأوائل، عن حلمهم بصناعة عالم جديد منظم على أسس أخرى، و أيضا عن الفشل الذريع الذي آلت إليه هذه النظرة الرومانسية، يجب أن نروي كل هذا، و نهضمه، حتى يمكننا في النهاية بناء مجتمع حر.
كيف تشرحين هذا الحنين؟
الأمر بسيط، المجتمع الروسي الحالي، أين يصنع اللصوص و المال القانون مرهقة و مخيفة. كنا سذجا للغاية في نهاية الثمانينات في ظل حكم غورباتشوف، حينما كنا نناقش دون رؤية واضحة كيفية بناء إشتراكية ذات وجه إنساني، كان زعماء العصابات و قادة التنظيمات الشبانية الشيوعية يستولون على البلاد، قاموا باقتسام الثروات البترولية، ثم فرضوا مجتمعا من الجوارح لم يكن أحد مستعدا للعيش فيه.
اليوم كثيرون يعيشون أدنى مما كانوا عليه أيام الحكم الشيوعي السوفييتي. و من الآن إذا لم يكن لديك المال لا يمكنك إرسال أبناءك إلى المدرسة، و لا العلاج من المرض، من قبل كان ذلك ممكنا و بالمجان.
رسميا كان ذلك مجانا لكن كلن يجب تقديم رشاوي؟
صحيح، لكن على الأقل كان متقاعد يستطيع شراء أدوية بمنحته، و هذا غير ممكن حاليا، امرأة تعمل في روضة أطفال لا يمكنها تسديد مصاريف دراسة ابنها في الجامعة، من قبل كانت تستطيع، ثم إن الناس العاديين يرون جيدا أن الأوليغارشيين لم يستولوا فقط على خيرات البلاد و ينهبونها بل إنهم لا يستثمرون ما نهبوه من أجل تجديد آليات و تجهيزات المصانع، التي تتهالك و تسقط آلاتها، يعلمون أن بلادهم التي كانت قوة كبرى سابقا لا تعيش إلا بالريع، و أن قادة روسيا لا يحضرونها للاقتصاد الحديث.
هل يريد الروس العودة إلى الوراء؟
الغالبية العظمى لا، يعلمون أنه من الآن يمكن أن نسافر و نخرج من البلاد التي كانوا منغلقين داخلها طيلة عقود بحرية، حتى و لو أنهم يعيشون بسوء بالغ، يرى أناس عاديون أن طبقة وسطى نمت و أنها تتطور باستمرار وهي تشق طريقها جيدا، و يتمنون أن يكون أبناءهم من ضمنها. لكن لا أحد يرضى عن المجتمع الحالي، و منه جاء الحنين غلى الماضي السوفييتي، أمر غير مفهوم بالنسبة لكم أنتم الغربيين و هذا ما يتلاعب به بوتين ببراعة.
كيف يفعل ذلك؟
لكي يحافظ على السلطة، نجح في اختبار قوة، عزف على هذا الوتر الحساس، الحنيني لدى فئة من الشعب صارت مقهورة بالرأسمالية و غقتصاد السوق الذي إستفاد من هو نفسه و عصبته. خلال الحملة الإنتخابية لسنة 2012 وعد بوتين بسن ضريبة على الثروة حتى يساهم الأوليغارشيون في تجديد البلاد، بل ذهب إلى حد المطالبة من بعضهم بإعادة الممتلكات التي سرقوها. لكن و الواقع أنه بمجرد ما تم إنتخابه لم يفعل شيئا. و بالعكس ترك مجموعات من الشباب في شكل ميليشيات تلبس الأسود و تحمل الصلبان و تجوب شوارع موسكو، يؤكدون انهم يريدون محاربة الكفار. و الشعب لم يقل شيئا.
كانت هناك تظاهرات كبيرة للمعارضة في ديسمبر 2011؟
بكل تأكيد و هي تحمل الكثير من الآمال، أقول غالبا لأصدقائي الذين يريدون الإطاحة ببوتين في ثورة سلمية تتم بطريقة متناسقة إحذروا فالمجتمع الروسي ليس مهيئا، و لم يتطور بعد بالشكل المناسب، و ما سيحدث قد يكون أكثر رعبا، الشعب الذي ترعرع في ظل الحكم السوفييتي لا يريد الآن على الأقل الحياة التي تعد بها المعارضة ، من ديمقراطية و تفتح.
إذن نرى أن بوتين هو الرجل المناسب جدا للروس؟
ليس هذا ما أفكر فيه على الإطلاق، يمكنه أن يعمل على تقدم البلاد، لكنه بدلا من ذلك و لكي يحافظ على السلطة يجعلها تتأرجح في نفس المكان، و احيانا تتارجع من خلال كبح حركات المجتمع المدني.
البعض في الغرب يدعو لمقاطعة روسيا هل هو موقف صحيح؟
أرى أن مضاعفة التواصل بين روسيا و بقية دول العالم أمر مهم للغاية و ذو جدوى أكثر من عزل روسيا، و بكل حال نحن نعلم انه من اجل الأسباب التي نعرفها جميعا و منها بالطبع البترول و الغاز ليس لدى أية حكومة غربية مصلحة في مقاطعة روسيا، و بالتالي فالحملة ضدها غير مجدية.