أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
الجزائر (2) ـ جنوب إفريقيا (0)
حقق المنتخب الأولمبي الوطني المعجزة سهرة أمس بالعاصمة السنغالية دكار، و ذلك بإقتطاع تأشيرة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في صائفة 2016 بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بعد غياب عن هذه التظاهرة دام 36 سنة، حيث أن التواجد في «الأولمبياد» كان بمثابة الحلم الذي ظل يراود الجزائريين لسنوات طويلة، بعد الإكتفاء بحضور وحيد في دورة موسكو، بفضل الجيل الذهبي الذي صنع ملحمة خيخون، لكن الحلم تجسد ميدانيا، و «المعجزة» لم تكن مستحيلة على عناصر من المنتوج المحلي، برهنت على انها من طينة الكبار، و قد حققت التأهل عن جدارة و إستحقاق، بعد تخطيها عقبة جنوب إفريقيا بإمتياز، مع الإحتفاظ بكامل الحظوظ في ترصيع سجل الكرة الجزائرية بلقب قاري، مادام «الخضر» سينشطون نهائي دورة السنغال، بمواجهة منتخب نيجيريا.
المقابلة عرفت إنطلاقة سريعة من الجانب الجزائري، لأن المدرب شورمان عمد إلى تغيير إستراتيجية اللعب مقارنة بلقاءات الدور الأول، و ذلك بإنتهاج خطة هجومية، الأمر الذي تجلى في تواجد فرحات و مزيان رفقة رأس الحربة درفلو في تركيبة خط الهجوم، و هي الخطة التي أخلطت حسابات «البافانا بافانا»، لأن الضغط الجزائري كان كبيرا منذ الوهلة الأولى، و قد إستسلم الحارس فيبروياري لرغبة «الخضر» في تسجيل هدف مبكر بحلول الدقيقة السابعة، لأن درفلو إستغل كرة مرتدة من زميلة بلغيث على الجهة اليمنى، ليكسر خطة التسلل التي إنتهج دفاع جنوب إفريقيا، فوجد نفسه وجها لوجه مع الحارس، فرفع الكرة بذكاء كبير بطريقة «لوب» من على مشارف منطقة العمليات، مجبرا فيبروياري على متابعتها بالعينين و هي تستقر في عمق شباكه.
هذا الهدف المبكر جسد الرغبة الكبيرة للجزائريين في فرض إيقاع لعبهم من البداية، لأن رفقاء القلب النابض بن خماسة أحكموا سيطرتهم المطلقة على مجريات اللقاء، و أبدعوا في صنع لوحات فنية رائعة، كشفوا من خلالها عن المهارات الفنية العالية للاعب الجزائري، فضلا عن الإنسجام الكبير بين الخطوط الثلاثة، إلى درجة آن منتخب جنوب إفريقيا عجز عن مسايرة الريتم السريع الذي فرضه «الخضر» و قد كاد بن خماسة أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 17 بعد عمل جماعي ختمه بقذفة قوية من داخل منطقة العمليات، إلا أن براعة الحارس فيبروياري حالت دون وصول الكرة إلى مرماه لثاني مرة.
رد فعل «الأولاد» كان محتشما، و إقتصر على بعض الحملات الهجومية التي قادها نورديان على الجهة اليمنى، و كانت أخطرها في الدقيقة 21، حيث لم يستغل موتيبا تردد محور الدفاع الجزائري في إبعاد الخطر، إذ وجد نفسه وجها لوجه مع صالحي، إلا أن قذفته جانبت القائم الأيمن لمرمى صالحي بقليل.
السيطرة الجزائرية تواصلت و بشكل واضح و صريح على مجريات اللعب، مع ميول رفقاء فرحات إلى اللعب الإستعراضي، و كأن الهدف المبكر حررهم من كل الضغوطات النفسية، و أعطاهم الكثير من الثقة في النفس و الإمكانيات، و لو أن مزيان فوت على «الخضر» فرصة مضاعفة الحصة في الدقيقة 42، لما تلقى كرة على طبق من بن خماسة، لكنه تردد في القذف بإتجاه المرمى، رغم تواجده في وضعية مواتية لهز الشباك.«فيزيونومية» اللقاء لم تتغير في الشوط الثاني، لأن الطريقة الهجومية تواصلت من طرف المدرب شورمان، ليقطف ثمار خياراته بنفس الكيفية، إذ لم تمر سوى 4 دقائق من إستئناف اللعب حتى نجح بن خماسة في تسجيل الهدف الثاني بطريقة فنية رائعة، لأنه إستغل كرة مرتدة من الدفاع الجنوب إفريقي، و صوب صاروخية أرضية من على بعد 25 مترا، إستقرت من خلالها الكرة في الركن الأيسر لمرمى فيبروياري، مطمئنا بذلك ملايين الجزائريين على النجاح في إقتطاع تأشيرة المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو.
باقي فترات اللقاء عرفت تراجع العناصر الوطنية نسبيا إلى الدفاع في محاولة للحفاظ على المكسب المحقق، مقابل رمي «البافانا بافانا» بكامل ثقلهم في الهجوم في محاولة للتدارك، و لو أن قوة العناصر الوطنية من الناحية البدنية كانت كافية لإمتصاص الإندفاع العشوائي للمنافس صوب الهجوم، بدليل أن الفرصة الوحيدة التي أتيحت لجنوب إفريقيا كانت في الدقيقة 75، لكن براعة صالحي مكنته من المحافظة على عذرية شباكه.و في اللحظات الأخيرة كاد فرحات ان يثقل الفاتورة بهدف ثالث، إلا أن قذفته جانبت إطار المرمى بقليل، لتكون الفرحة الجزائرية عارمة بعد إطلاق الحكم البوركينابي كوسيبيا صافرة النهاية، لأن الحلم تحقق، بالعودة إلى الأولمبياد بعد طول إنتظار، مع التفكير بجدية في اللقاء النهائي المقرر سهرة السبت القادم ضد نيجيريا، بحثا عن التاج الإفريقي
ص / فرطـــاس
جمال مناد يفتح قلبه للنصر
ما تحقق أعاد لي ذكريات موسكو و الجيل الحالي قادر على صنع مجد الكرة الجزائرية
إعتبر المهاجم الدولي السابق جمال مناد الإنجاز الذي حققه المنتخب الأولمبي بمثابة رد ميداني صريح على كل من شكك في قدرات المنتوج المحلي، و أكد بأن المستوى الذي قدمته العناصر الوطنية في دورة السنغال جسد التطور الشامل للاعب الجزائري، رغم أن المحللين طالما إنتقدوا مستوى البطولة الوطنية، لكن روح المجموعة كانت كافية لبناء منتخب يعد بمستقبل زاهر.مناد و في إتصال هاتفي مع «النصر» سهرة أمس أكد بأن المنتخب الأولمبي فاجأ كل المتتبعين بالمستوى الذي ظهر به منذ إنطلاق هذه الدورة، لأن أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع نجاح «الخضر» في تصدر المجموعة، في ظل وجوده إلى جانب العملاقين مالي و نيجريا، دون تجاهل المنتخب المصري الذي كان قد شارك في النسخة الماضية من الأولمبياد، كما أن تركيبة المنتخب ـ يستطرد محدثنا ـ «كانت مجهولة بالنسبة للمتتبعين في الجزائر، لأن العناصر التي تمت المراهنة عليها في هذه التظاهرة لم تكن معروفة، بإستثناء لاعبي إتحاد العاصمة، الذين كسبوا خبرة في هذا المجال بعد المشاركة مع فريقهم في منافسة دوري أبطال إفريقيا، بصرف النظر عن التحضيرات التي كانت بعيدة عن الأضواء، و كأن الأحكام المسبقة كانت تتوقع الإقصاء المبكر».إلى ذلك أوضح مناد بأن ثمار العمل الجاد كانت قد إرتسمت منذ اللقاء الأول ضد مصر، لأن الحضور التكتيكي كان قويا، دون التقليل من العمل الكبير الذي قام به الطاقم الفني بقيادة أندري شورمان، على إعتبار أن العناصر الوطنية دخلت المنافسة بثقة كبيرة في النفس و الإمكانيات، و بهدف رئيسي، يكمن في الدفاع بجدية عن حظوظ الكرة الجزائرية في المشاركة في الأولمبياد، و لو أن المتتبعين وقفوا ـ كما قال ـ « على قوة المنتخب الجزائري في المباراة الثانية ضد مالي، لأن المهمة لم تكن سهلة أمام منافس نشط نهائي مونديال الأشبال قبل شهر، لكن الإحساس بروح المسؤولية، و التشبع بالوطنية كان كافيا لصنع الفارق في لحظات حاسمة، قبل أن يأتي التأكيد في المقابلة الثالثة ضد نيجيريا، لأن كثرة الحسابات لم تؤثر على تركيز الجزائريين، و نجحوا في التألق و مفاجأة المتتبعين بالتأهل في صدارة الفوج، مقابل إجبار مالي و مصر على الخروج من الدور الأول، و هو أمر لم يكن متوقعا».
على صعيد آخر إعترف مناد بأن النجاح في التأهل إلى الأولمبياد أعاد له ذكريات سنوات العز بالنسبة للكرة الجزائرية، و هي المرحلة التي كان قد عايشها رفقة جيل ذهبي، لما تأهلوا إلى أولمبياد موسكو سنة 1980، و هنا فتح الهداف السابق للمنتخب قوسا ليؤكد على أن المعطيات تغيرت كلية، و لا وجود لأي مجال للمقارنة بخصوص الإمكانيات، إلا أن القاسم المشترك بين الجيلين، هو التشبع بالروح الوطنية، و الدفاع دون هوادة من أجل جعل الراية الجزائرية ترفرف عاليا في أكبر تظاهرة رياضية عالمية، حيث أننا ـ كما أضاف ـ « كنا نخوض تصفيات طويلة بالإقصاء المباشر، و تأهلنا إلى موسكو كان في فترة ذهبية توجناها بالمشاركة في دورتين من المونديال، و كذا بلوغ ربع نهائي الأولمبياد».
و خلص مناد إلى القول بأن المنتخب الأولمبي زف الكثير من البشائر للجزائريين بخصوص المستقبل، لأن هذا الجيل قادر على تحمل المسؤولية في الإستحقاقات القادمة، شريطة حصوله على فرصة الإنضمام إلى المنتخب الأول، «لأن ما وقفنا عليه في دورة السنغال كان بمثابة دليل ميداني قاطع على أن المنتوج المحلي يعاني التهميش، و الثقة التي وضعها المدرب شورمان في مجموعة من الشبان الناشطين في البطولة مكنت من تشكيل مجموعة منسجمة و متكاملة، أبهرت المتتبعين بنضجها التكتيكي، مع النجاح في الإستثمار بعقلانية في المهارات الفردية العالية التي يمتلكها كل لاعب جزائري، من دون التقليل من المجهودات الجبارة التي بذلتها كل الطواقم التي أشرفت على تحضير المنتخب في صمت، لأن الميدان اثبت بأن الجاهزية البدنية لهذه الدورة كانت قوية، و مواجهة منتخبات من القارة السمراء بنفس المستوى البدني برهان على قوة المنتخب الوطني».من هذا المنطلق أكد مناد بأن المنتخب الأولمبي حقق ما لم يكن منتظرا، بجيل ذهبي من المحليين، و هذا الإنجاز كان الدليل الثاني على أن مستقبل الكرة الجزائرية بخير، لأن المنتخب العسكري كان قد توج في اكتوبر الماضي بالميدالية الذهبية في الألعاب العالمية بكوريا الجنوبية، و بلاعبين كلهم ينشطون في البطولة الوطنية، و هي معطيات تحتم على مسؤولي الفاف التفكير بجدية في المستقبل القريب، مادام الرهان على مزدوجي الجنسية قد يتوقف، بفسح المجال أمام كل من اثبت أحقيته في التواجد ضمن تعداد المنتخب الأول.
حاوره: صالح فرطـــاس
الخضرعلى موعد مع النهائي سهرة السبت
بعد تأهله إلى أولمبياد ريو دي جانيرو سيكون المنتخب الأولمبي الجزائري سهرة السبت القادم على موعد مع نهائي النسخة الثانية من «الكان» لفئة أقل من 23 سنة ، و ذلك بمواجهته منتخب نيجيريا، بداية من الساعة الثامنة ليلا (20 سا)، بملعب ليوبولد سيدار سينغور بالعاصمة السنغالية دكار، بحثا عن التاج الإفريقي.، و هي المقابلة الثانية من نوعها التي ستجمع المنتخبين في هذه الدورة، بعد تلك التي جمعتهما في الجولة الثالثة من دور المجموعات، و التي كانت قد إنتهت بالتعادل دون أهداف، و على ضوئها تأهل المنتخبان سويا إلى المربع الذهبي، مع توفق «الخضر» بأفضلية فارق الأهداف الإجمالي.
إلى ذلك فإن المقابلة الترتيبية بين السنغال و جنوب إفريقيا تكتسي أهمية بالغة، لأن الفائز فيها سيرافق الجزائر و نيجيريا إلى اولمبياد 2016، و هي المباراة التي ستسبق النهائي، و ستقام بنفس الملعب بداية من الخامسة مساء.
ص / ف