أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
الرد دبلوماسيا على موقف معادي أو تجاوز قد يصدر من دولة في حق أخرى أمر معمول به منذ القدم وتقليد متعارف ومتفق عليه بين الدول والأمم، لكن ما قد يختلف من دولة لأخرى هو الطريقة والشكل الذي يرد به كل طرف، ولا يمكن بسهولة فهم و تحليل كل طرق الرد، وربما ينطبق هذا على الدبلوماسية الجزائرية.
توجه انتقادات في بعض الأحيان من قبل شخصيات و أحزاب سياسية لطريقة تعاطي الدبلوماسية الجزائرية مع ملفات و تعاليق وتجاوزات ومواقف تصدر عن أطراف أجنبية بين الحين والآخر تمس الجزائر كبلد، مثلما وقع قبل أيام مع حكاية الصورة التي نشرها الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس خلال زيارته للجزائر، ولم تتسرع كالعادة الدبلوماسية الجزائرية للرد على الاستغلال السيء لهذه الصورة.
لكن في الحقيقة فإن أصداء الرد وصلت إلى باريس وما جاورها، من عدد من الفاعلين السياسيين في البلاد، والرسالة وصلت بكل المضامين المعلن عنها و غير المعلن، و الدوي وقع وبقوة هناك وليس هنا.. وقد قال مرة أحمد أويحيى عندما كان رئيسا للحكومة وسئل عن موقف الجزائر من قضية معينة في ذلك الوقت « نحن نعمل في الميدان ولا نتكلم كثيرا».
و يقول العارفون بتقاليد الدبلوماسية الجزائرية منذ مرحلة الثورة الجزائرية أنها تتصف بميزات عديدة، منها عدم التسرع و أخذ الوقت الكافي، ودراسة أي قضية من جميع الجوانب والرد بطريقة عادية بعيدا عن الإثارة.. لكن ما قد تقوم به هذه الدبلوماسية ومن ورائها الدولة بأكملها في الميدان فهو يتجاوز بكثير ما قيل.
ويمكن اسقاط هذا التحليل على جملة من المواقف والقضايا مرت بها الجزائر في السنوات الأخيرة، مثل مسألة التدخل العسكري في مالي وفي ليبيا و حملات الحرب على الإرهاب وغيرها.. لقد ظلت المواقف الجزائرية ثابتة اتجاه هذه القضايا رغم الضغوط التي وقعت عليها من أكثـر من طرف.
و إذا سلمنا أن أي خيار دبلوماسي هو في نهاية المطاف انعكاس لقوة بلد ما فإنه يمكن القول أن الجزائر كانت تملك من الوسائل و الأدوات ما يجعلها ثابتة على مواقفها اتجاه ما ذكر من القضايا، ومع مرور الوقت تغيرت مواقف الكثير من الدول وتقاطعت مع موقف الجزائر منها.. فهل يفسر هذا التراجع بتغيير عفوي في النظرة فقط أم له مسببات واقعية ملموسة استعملتها الجزائر لدفع هذه الدول لتغيير مواقفها؟.
المتعارف عليه في علوم السياسة أن القوة تبقى من أكبر أدوات الدبلوماسية، بل هي القاعدة الخلفية لها، ثم تأتي الأدوات الأخرى التي تتوفر عليها كل دولة والتي يمكنها استعمالها لتمرير موقف ما في ظرف ما، و إذا رجعنا إلى الجزائر يمكننا الجزم أنها تملك العديد من الأدوات التي يمكن استغلالها لإسناد الموقف الدبلوماسي بخصوص العديد من القضايا خاصة الإقليمية منها، أدوات مثل الموقع، قوة جيشها، عدد سكانها، حدودها مع العديد من الدول، ثورتها وثرواتها، علاقاتها المتشعبة، قوة ومدى تأثيرها عند الدول الشقيقة والصديقة وغيرها.
هذه الأدوات يقول البعض لو تستغلها الجزائر بشكل مفرط ستتمكن ليس فقط من فرض رؤيتها في شمال أفريقيا و منطقة الساحل، لكن أيضا في جنوب الضفة الأخرى للمتوسط، وعندما يقول الوزير الأول أن الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي اتجاه ما يلحق بها من مساس فذلك يعني الشيء الكثير.
في ظل ظروف الأزمة التي تمر بها دول جنوب أوروبا يمكن لعقد اقتصادي بسيط أن يغير من مواقف هذه الدول اتجاهنا.
النصر