أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
شــــاب يوجّــــه لكمــــات وركـــــلات قاتلــــة لزوجتــــه لأنّهـــــا لــــم تحضــــّــر لــــه الإفطـــــار بخنشلــــة
هي مأساة حقيقية صنعها الفقر وغذّاها الجهل وساهم في تجسيدها غياب لغة الحوار بين شاب حديث العهد بالزواج وزوجته التي لم تبلغ بعد عقدها الثاني من العمر، لتتحول المأساة لقضية جابت أروقة المحاكم، بعد أن تحوّل الحب بين أفراد أسرة صغيرة وفي يوم كان فيه طرفا القضية صائمين إلى جريمة قتل، كيفتها غرفة الاتهام بمجلس قضاء أم البواقي لتهمة جناية الضرب والجرح العمدي المفضي للوفاة دون قصد إحداثها.
تفاصيل المأساة بدأت بعد أن تعلق قلب المتهم بالفتاة الضحية في هاته القضية المسماة (ح.فطيمة) البالغة من العمر 16 سنة واللذان يقطنان بالمحمل بولاية خنشلة، أين قام باختطافها ليعتدي عليها في مشهد حول للمصالح الأمنية المختصة، التي حفظت ملف القضية بعد أن قررت عائلتا الطرفان تزويجهما لبعضهما، للحفاظ على سمعة وشرف العائلتين.
ولأن الزوج المسمى (ف.م) من مواليد سنة 1988 اختار أن يقطن داخل بيت جديه المتقدمين في السن، فزوجته باتت هي المتكفل الوحيد بقاطني السكن، فهي التي تطهو لهما وتغسل ثيابهما وغير ذلك، لكن الخلافات كثرت وزادت معها مناوشات يومية حولت السكن لحلبة ملاكمة يتبادل فيها الطرفان الضرب وكذا السب والشتم.
أحد فصول المأساة والذي كان ختاميا وأسدل به الستار عن واقع مزر لأسرة لم تنعم بدفء العائلة، كان ذات السابع عشرة من شهر نوفمبر من سنة 2013، أين تلقى عناصر الأمن الحضري بالمحمل بخنشلة مكالمة هاتفية من قاعة الاستعجالات المحلية، تفيد باستقبالهم جثة فتاة، ويتعلق الأمر بالضحية (ح.ف) 16 سنة، لتنتقل الشرطة للعيادة ويتضح بأن الفتاة عليها آثار ضرب من خدوش ورضوض في مناطق مختلفة من جسدها، لتباشر تحقيقات معمقة في القضية. التحقيقات الأمنية أسدلت بدورها الستار عن بقية المشاهد التي كانت تعيشها الأسرة المعدمة، فالمحققون خلصوا إلى أن الفتاة قتلت ولم تمت بعد سقوطها كما روّج له جدا المتهم، وبينت التحقيقات بأن المتهم يدخل في شجار تغذيه شقيقته المسماة (ف.ر) بحسب شهادات شقيقات الضحية، وهو الشجار الذي ينتهي دوما بتحول لون جسد الفتاة للأزرق، نتيجة ما يقابل به من لكمات وضرب.
تحقيقات الشرطة كشفت بأن الزوج المتهم كان رفقة زوجته الضحية صائمين يوم عاشوراء، وسبب الخلاف الحاد تأخر الزوجة التي لم يمض على وضعها مولودها الأول والأخير شهر و22 يوما في إعداد الإفطار، وهو ما أثار حفيظة الزوج الصائم الذي انهال على زوجته بالضرب المبرح متسببا في سقوطها أرضا، ليغادر سكنه حينها ويتضح بعد معاينة جديه بان الفتاة لفظت أنفاسها.
واستنادا لتقرير الطبيب الشرعي الذي تم إعداده بعد إخضاع جثة الفتاة للتشريح الطبي، فإن الموت كان عنيفا وتسبب فيه نزيف حاد للسحايا ونتج عن ضرب تلقته الضحية بأداة راضة، وعاين الطبيب كذلك تورّما في مناطق متفرقة من الجسم نتيجة الضرب المتكرر للضحية، فيما ذهب المحققون للتأكيد بأن الفتاة توفيت بغرفتها وتم نقل جثتها للمطبخ في محاولة لإيهام المحققين بأنها سقطت أثناء عملية تنظيف، غير أن الزوج الذي اعترف بلكمه وركله لزوجته أكد بأنه تركها بعد اعتدائه عليها تبكي وغادر السكن، ليتفاجأ بعدها بخبر وفاتها. المتهم أكد بأن زوجته وأم ابنه الوحيد لم تحضر إفطار يوم عاشوراء، فوجه لها ركلات ولكمات لم يعلم بأنها ستكون سببا في وفاتها، في الوقت الذي ذهبت فيه شقيقة الضحية للتأكيد بأنها وكلما تزور شقيقتها تتفاجأ لتعرضها للضرب المبرح، وتقوم شقيقتها بإطلاعها على كميات من الكيف المعالج التي يستهلكها زوجها، وبينت المعنية بأن شقيقتها ذهبت ضحية لتصرفات شقيقة المتهم، الأخيرة التي نفت تورطها في تحريض شقيقها على زوجته، غير أن قاضي الجلسة أعاب عليها تصرفاتها من خلال ما توصل له المحققون وقام بطردها من قاعة المحاكمة بعدما استمع لنفيها. هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي وعقب مداولاتها القانونية نطقت بإدانة الزوج المتهم بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، وغرامة مالية تعويضية للأطراف المدنية بقيمة 100 مليون سنتيم، بعد أن التمس ممثل النيابة العامة تسليط العقوبة نفسها في حال متابعة الجاني بالتهمة التي كيفتها غرفة الاتهام، والتمس توقيع عقوبة السجن المؤبد في حال تمت الموافقة على السؤال الاحتياطي الذي طرحه دفاع الضحية، والمتعلق بتشكيل الوقائع لجرم القتل العمدي.
أحمد ذيب